الأدلة المحكمة في بيان الطرق الشرعية في التعامل مع الحكام الظلمة

عنوان : الأدلة المحكمة في بيان الطرق الشرعية في التعامل مع الحكام الظلمة
الفن: الردود العلمية والمنهجية
نبذة: قال المؤلف في مقدمته: أما بعد: فإن الناس في هذه الأيام يعيشون فتناً دهماء، وأموراً ظلماء، يثيرها السفهاء، ويعجز عن دفعها النبهاء وقد حصلت لهم فتنة عظيمة وشر مستطير وهي: هيجان كثير من الناس في بلدان متعددة على أمرائهم، وقد فتن بهذه الفتنة كثير من الجهال وفرحوا بها فرحاً عظيماً وما علموا أنهم بذلك كمن يبحث عن حتفه بظلفه، والجادع مارن أنفه بكفه. فهيئوا للبلايا أسباباً، وتدرعوا من الرزايا جلباباً، وجلبوا على أنفسهم ما يرديهم يخربون بيوتهم بأيديهم. ووراء هذه الفتن أولاً: الكفار أعداء الإسلام فهم الذين يثيرونها، ويضرمون نارها، ثم أناس آخرون هم أذناب لهم، لديهم من وراء ذلك مصالح سياسية، وأغراض دنيوية لا همّ لهم بمصالح المسلمين، ولكنهم يضحكون على عامة الناس ويتباكون لهم بكاء التماسيح، ويهيجون الناس على الخروج والفوضى فإن تم لهم ما يريدون فبها ونعمت، وإن لم يتم لهم ما يريدون تركوا وارتحلوا وجعلوا الناس يدوك بعضهم في بعض كما قال الأول لأخيه: احمل عبدك على الفرس فإن هلك، هلك، وإن نجا فلك. فإذا قامت الفتن على ساق، وخشوا على أنفسهم الاختناق، رموا ما بأيديهم من الوثاق، ونادوا الفراق، الفراق، فرحلوا إلى الأفاق، وتركوا الناس في سفك للدماء وانتهاك للأعراض ونحب للأموال؛ فمن أجل هذا أحببت أن أكتب هذه الرسالة المختصرة تبصرة للمؤمنين وإعذاراً مني لرب العالمين لعله أن ينتفع بها بعض المغرر بهم فيستيقظوا من نومهم، ويفيقوا من غفلتهم وسميتها: "الأدلة المحكمة في بيان الطرق الشرعية في التعامل مع الحكام الظلمة". وأسأل الله عز وجل أن ينفع بها المسلمين وأن يقبلها مني بقبول حسن إنه جواد كريم.
تحميل الكتاب