السؤال :

إذا كان مدخل الرجل في رزقه من القات فهل لطالب العلم أن يأخذ صرفته من أبيه ؟

الجواب  :

يبتعد عن هذا  فالقات  من الخبائث، ومال القات أيضاً مال خبيث،  والنبي عليه الصلاة والسلام " ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ، يَا رَبِّ، يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟ " أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه .

نعم مطعمه حرام ومشربه حرام وغذي  بالحرام أي : منذ صغره وهو يُغذى  بالحرام ولما كبر صار يأكل الحرام ويشرب الحرام،  يعني حصل له الحرام باختياره وبغير اختياره،  بغير اختياره في صغره غذي بالحرام،  ولما كبر استمر عليه فأنى  يستجاب لذلك ، فالإنسان يتنزه عن المكاسب الخبيثة،  والمكاسب المحرمة ومن اتقى ربه سبحانه وتعالى جعل الله له المخرج {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3]، وإنَّما نؤتى من ضعف اليقين،  وضعف التوكل على الله عز وجل،  فنؤتى من جهة أنفسنا،  وإلَّا فإنَّ الله عز وجل لا يضيق على العبد الرزق  بحيث أنَّه لا يأتيه إلَّا من حرام،  وإنَّما نحن الذين نضيق على  أنفسنا بضعف اليقين والتوكل على الله عز وجل،  وإلَّا فإنَّ من توكل على الله عز وجل وترك أسباب الحرام واتجه إلى أسباب الحلال فإنَّ الله عز وجل يفتح له أبواب الرزق الحلال ولا يضيق الله عز وجل على عبده المؤمن إذا توكل عليه وحصل له اليقين بربه سبحانه وتعالى ،  وروى ابن ماجة عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ: "أَيُّهَا النَّاسُ, اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا, وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ".  أي : اكتسبوا الكسب الجميل ،  الجميل أي : الحلال فالإنسان  يتقي ربه سبحانه وتعالى ويجمل في الطلب بمعنى : يطلب الطلب الجميل الكسب  الحلال الذي ما فيه مأثم .