هل أصحاب القبور يتزاورون فيما بينهم ؟ 2023-12-09 22:37:24
السؤال :
هل أصحاب القبور يتزاورون فيما بينهم ؟
الجواب :
أصحاب القبور يتزاورون كما جاءت بذلك الأدلة وكما قرر ذلك جماعة من أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحم الله الجميع ، والله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم : " وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)
فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " فقال و يستبشرون أي : يبشر بعضهم بعضا، وهذا يدل على تلاقيهم وأنه يبشر بعضهم بعضا وهكذا جاء عند النسائي وعند غيره في حديث أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إِذا حُضِرَ المُؤمِنُ أتَتْهُ ملائِكَةُ الرَّحْمَةِ بِحرِيرَةٍ بَيْضاءَ فَيَقُولُونَ: اخْرُجي رَاضِيَةً مَرْضيّاً عَنْكِ إِلَى رُوْحٍ وَرَيْحانٍ وَرَبَ غَيْرِ غَضْبانَ فَيَخْرُجُ كأَطْيَبِ رِيحِ المِسْكِ حَتَّى إنَّهُ لَيُناوِلُهُ بَعْضهُمْ بَعْضاً حَتَّى يَأتُوا بِهِ بابَ السَّماءِ فَيَقُولُونَ: مَا أطْيَبَ هَذَا الرِّيحَ الَّتِي جاءَتْكُمْ مِنَ الأرْضِ! فَيَأتُونَ بِهِ أرْواحَ المُؤمِنِينَ فَلَهُمْ أشَدُّ فَرَحاً بِهِ مِنْ أحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدُمُ عَلَيْهِ فَيَسْألُونَهُ: ماذَا فَعَلَ فلَان؟ مَاذَا فَعَل فُلاَنٌ؟ فَيَقُولُونَ: دَعُوهُ فإِنَّهُ كانَ فِي غَمِّ الدُّنْيا فإِذا قالَ: أما أتاكُمْ؟ قَالُوا: ذُهِبَ بِهِ إِلَى أمِّهِ الهاوِيَة وَإِنَّ الكافِرَ إِذا حُضِرَ أتَتْهُ مَلائِكَةُ العَذابِ بِمَسْحٍ فَيَقُولُونَ: اخْرُجِي ساخِطَةً مسْخُوطاً عَلَيْكِ إِلَى عَذابِ الله فَيَخْرُجُ كأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةٍ حَتَّى يَأتُوا بِها بَاب الأَرْضِ فَيَقُولُونَ: مَا أنْتَنَ هذِهِ الرِّيحَ؟ حَتَّى يَأتُوا بِها أرْواحَ الكُفَّارِ وصححه العلامة الألباني رحمه الله في الجامع الصحيح وفي السلسة الصحيحة وجاءت بذلك بعض الأحاديث يثبتها العلامة الألباني رحمة الله عليه في السلسلة الصحيحة ، فيحصل التلاقي بينهم، وهكذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام «إِنَّمَا نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ طَائِرٌ يَعْلُقُ فِي شَجَرِ الْجَنَّةِ حَتَّى يُرْجِعَهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى جَسَدِهِ يَوْمَ يَبْعَثُهُ» أخرجه أحمد
وهذه الأرواح تتلاقى في الجنة، هذا هو الظاهر، والالتقاء يكون لأرواح المؤمنين، وهي الأرواح المنعمة، وأما من كان معذبا فهو مشغول في ما هو فيه من العذاب. والله أعلم.