السؤال :

هل من عقيدة من أهل السنة والجماعة إثبات حياة مطلقة في الجمادات كالشجر والحجر وما لا روح فيه بحجة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن جبل أحد : «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي اله عنه ، و بحجة أنها تسبح وبحجة عصا موسى أم أنها آيات أيد الله بها الأنبياء والرسل ؟

الجواب :

 القول بأن الجمادات فيها حياة قول غير صحيح ، فالجمادات ليس فيها حياة وهي من جملة الأموات وهذا معلوم في لغة العرب فإنَّهم يطلقون الأموات على ما لا رح فيه، والله سبحانه وتعالى يقول : " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ " والمراد بها الأصنام التي تدعى من دون الله عز وجل فهي أموات لأنه ليس فيها روح، والعرب يقولون : اشتر المَوَتَان ولا تشتر الحيوان ويقصدون اشتر ما لا روح فيه كالعقار والدور ولا تشتر الحيوان مثل البهائم والرقيق فيسمون ما لا روح فيه ميتاً الميت، هذا هو المعلوم عن العرب، وأما الأشجار وما كان ناميا فهناك من أهل العلم من يثبت له الحياة وهي حياة النمو فما كان ينمو فله حياة النمو، فهناك حياة إحساس وحياة نماء ، فحياة الإحساس هي التي في الحيوان الذي فيه روح ، وحياة النمو هي حياة النبات وهذا اصطلاح سار عليه كثير من العلماء فعلى كلٍ فإنَّ المعروف عن أهل العلم والمعروف في لغة العرب أنَّ الجماد يقال له ميت والأرض يقال له أرض الموات، وأرض ميتة.

وأما ما يتعلق بتسبيح الأحجار وسائر الجمادات فلا يلزم من ذلك الروح " وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الْإِسْرَاءِ: 44] فلا يدل ذلك على إثبات الحياة في هذه الأشياء فلا يلزم من التسبيح الحياة وهكذا قول النبي عليه الصلاة في أحد : «هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ» أيضا لا يدل على إثبات الحياة، فنؤمن بهذه الأدلة فيما يتعلق بجبل أحد وفيما يتعلق بتسبيح المخلوقات من الجمادات ونؤمن أنه يسبح الحي والميت، فالحيوانات الحية تسبح لله عز وجل من الطير ومن البهائم ومن الصالحين من الجن والإنس، وهكذا الجمادات الميتة تسبح الله عز وجل ولا يلزم من ذلك إثبات الحياة للجمادات .