ما حكم من يَقرأ القرآن إلا في رمضان؟ 2024-03-26 18:55:32
السؤال:-
ما حكم من يَقرأ القرآن إلا في رمضان؟
الجواب:-
هذا نوع من أنواع الهجران لكتاب الله عز وجل، والله سبحانه وتعالى يقول ﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾ [الفرقان: ٣٠] ومن هجران القرآن هجران تلاوته، كيف يبقى الإنسان طوال العام ما يقرأ القرآن، ويقرأ في شهر رمضان، ربما يَقرأ كذا وكذا في الجوال من الأخبار في مواقع التواصل، يقرأ كذا وكذا وينظر في صفحات الجوال في ليله وفي نهاره، وفيه كلام لا يسمن ولا يغني من جوع. وأكثره حرام أو مباح فكيف يشغل الإنسان وقته فيما لا يَعود عليه بالنفع ويترك خير الكلام، يترك كلام الله سبحانه وتعالى الذي إذا قرأه القارئ له بكل حرف حسنة، يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "لا أقولُ: الم حَرْفٌ"، أي: والمقصود بالحَرْفِ هنا كلَّ كَلمةٍ مِن القرآنِ؛ قال العلامة ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية ج٢ص٣٢٩:
ﻋﻦ اﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ ﻗﺎﻝ: ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﻠﻪ - ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ -: «ﻣﻦ ﻗﺮﺃ ﺣﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ اﻟﻠﻪ ﻓﻠﻪ ﺣﺴﻨﺔ ﻭاﻟﺤﺴﻨﺔ ﺑﻌﺸﺮ ﺃﻣﺜﺎﻟﻬﺎ، ﻻ ﺃﻗﻮﻝ اﻟﻢ ﺣﺮﻑ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻟﻒ ﺣﺮﻑ، ﻭﻻﻡ ﺣﺮﻑ، ﻭﻣﻴﻢ ﺣﺮﻑ» . ﺭﻭاﻩ اﻟﺘﺮﻣﺬﻱ.
ﻭﻗﺎﻝ: ﺣﺴﻦ ﺻﺤﻴﺢ ﻏﺮﻳﺐ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ ﻋﻨﺪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻨﺎ ﺣﺮﻑ اﻟﺘﻬﺠﻲ اﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺟﺰء ﻣﻦ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺻﺮﺡ ﺑﻬﺬا اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ اﻟﻜﻼﻡ ﻋﻠﻰ ﻗﺮاءﺓ ﺣﻤﺰﺓ ﻭﺫﻛﺮ ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻓﻴﻤﻦ ﻟﻢ ﻳﺤﺴﻦ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻫﻞ ﻳﻘﺮﺃ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺑﻌﺪﺩ اﻟﺤﺮﻭﻑ ﺃﻭ ﺑﻌﺪﺩ اﻵﻳﺎﺕ؟
ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ ﻓﻲ ﺭﻭاﻳﺔ ﺣﺮﺏ: ﺇﺫا اﺧﺘﻠﻔﺖ اﻟﻘﺮاءاﺕ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﺇﺣﺪاﻫﺎ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺣﺮﻑ ﺃﻧﺎ ﺃﺧﺘﺎﺭ اﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻭﻻ ﻳﺘﺮﻙ ﻋﺸﺮ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻞ (ﻓﺄﺯﻟﻬﻤﺎ ﻓﺄﺯاﻟﻬﻤﺎ ﻭﻭﺻﻰ ﻭﺃﻭﺻﻰ) ﻗﺎﻝ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﻘﺪ ﻧﺺ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﺨﺘﺎﺭ اﻟﺰﻳﺎﺩﺓ ﻟﻤﺎ اﺣﺘﺞ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ اﻟﺜﻮاﺏ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ اﻟﺤﺮﻭﻑ.
ﻭاﺧﺘﺎﺭ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﻑ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ اﺳﻤﺎ ﺃﻭ ﻓﻌﻼ ﺃﻭ ﺣﺮﻓﺎ ﺃﻭ اﺻﻄﻼﺣﺎ.
ﻭاﺣﺘﺞ ﺑﺎﻟﺨﺒﺮ اﻟﻤﺬﻛﻮﺭ، ﻓﻠﻮﻻ ﺃﻥ اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺎﻟﺤﺮﻑ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻻ ﺣﺮﻑ اﻟﻬﺠﺎء ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﻒ ﻻﻡ ﻣﻴﻢ ﺗﺴﻌﻮﻥ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭاﻟﺨﺒﺮ ﺇﻧﻤﺎ ﺟﻌﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺣﺴﻨﺔ، ﻭﻫﺬا ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻑ اﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﻭاﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻦ ﺇﻃﻼﻕ اﻟﺤﺮﻑ ﻓﻘﺪ اﺳﺘﻌﻤﻠﻪ اﻟﺸﺎﺭﻉ ﻫﻨﺎ ﻭاﻟﻠﻪ ﺃﻋﻠﻢ. اهـ