الرئيسية / الفتاوى / الردود العلمية/بعض أصحاب الإبانة يتهمون أهل السنة السلفيين الثابتين على منهج السلف بأنهم أهل غلو, وما معنى الغلو؟
بعض أصحاب الإبانة يتهمون أهل السنة السلفيين الثابتين على منهج السلف بأنهم أهل غلو, وما معنى الغلو؟ 2023-01-23 08:59:58


السؤال :

بعض أصحاب الإبانة يتهمون أهل السنة السلفيين الثابتين على منهج السلف بأنهم أهل غلو !، وهل مقصدهم الغلو في الأشخاص أم في العبادة وما معنى الغلو ؟

الجواب :

الغلو هو: مجاوزة الحد، وهذه شنشنة نعرفها من أخزم، فكل صاحب بدعة يتهم أهل السنة بالغلو، وهذا موجود في البدع القديمة من الجهمية ومن القدرية ومن الأشاعرة ومن المرجئة، فكل هؤلاء يتهمون أهل السنة بالغلو وهذا مدون ومسطور في كتب العقيدة ، وهكذا من جاء بعد هؤلاء من الإخوان المسلمين ومن أصحاب الجمعيات ومن أصحاب أبي الحسن ومن أصحاب الحزب الجديد حزب العدني وهكذا ما جاء به ابن حزام، كل هؤلاء يتهمون أهل السنة بالغلو، فهي شنشنة قديمة فأهل البدع يرمون الثابتين على كتاب الله عز وجل وعلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام الذين يسيرون بسير السلف بالغلو، وكل مميع يرمي من خالفه بالغلو هذه شنشنة قديمة ما هو شيء جديد، لكن بعض الناس ربما لم يعاشر الفتن السابقة أو لم يقرأ عنها شيئاً ولم ينظر فيها، وإلَّا فهذا أمر معلوم في جميع أهل البدع والأهواء فإنَّهم يرمون ويقذفون أهل السنة بالغلو وكل هذا من البغي ومن الظلم، فالغلو نحاربه ونذمه كما ذمه نبينا عليه الصلاة والسلام قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» قَالَهَا ثَلَاثًا. أخرجة مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه .

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ جَمْعٍ: "هَلُمَّ الْقُطْ لِي" فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ هُنَّ حَصَى الْخَذْفِ ، فَلَمَّا وَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ، قَالَ: "نَعَمْ بِأَمْثَالِ هَؤُلاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ فِي الدِّينِ". أخرجه أحمد والنسائي وغيرهما.

وقال صلى الله عليه وسلم «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ» أخرجه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه .

والأدلة في ذلك متكاثرة، فالغلو نحاربه في الأقوال وفي الأعمال  وفي العقيدة كل ذلك نحاربه، ونحارب التمييع ونأمر بلزوم كتاب الله عز وجل وسنة النبي عليه الصلاة والسلام.

وكيف نوصف بالغلو ونحن في الحقيقة فينا ما فينا من التقصير وفينا ما فينا من التفريط في كثير من أمور الدين ونسأل الله عز وجل العفو والعافية، ما قد تمسكنا بالدين كما أمرنا الله عز وجل وكما أمرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام، ففينا ما فينا من الضعف وإنَّما " سددوا وقاربوا " فنحن مفرطون فكيف نرمى بالغلو الذي هو مجاوزة الحد، فينا القصور والذنوب والمعاصي فنسأل الله عز وجل أن يرحمنا برحمته إنَّه هو الغفور الرحيم.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي