الرئيسية / الفتاوى / الردود العلمية/متى يجوز الاستعانة بالمبتدع الحزبي؟ وهل هذا الإطلاق صحيح بأنه يجوز الإستعانة بهم عند الحاجة؟
متى يجوز الاستعانة بالمبتدع الحزبي؟ وهل هذا الإطلاق صحيح بأنه يجوز الإستعانة بهم عند الحاجة؟ 2024-07-16 06:57:16


📜 السؤال:-

متى يجوز الاستعانة بالمبتدع الحزبي؟ 

وهل هذا الإطلاق صحيح بأنه يجوز الإستعانة بهم عند الحاجة؟ 


الجواب:-  

أهل البدع والأهواء الأصل أنه لا يستعان بهم في أي أمر من الأمور لما في ذلك من الضرر ولما في ذلك من المفسدة العظيمة على دين الشخص وعلى دين المسلمين، وحتى أنه في زمن الإمام أحمد رحمه الله لما جاءه بعض رُسل المتوكل وسألوه عن الإستعانة بأهل الأهواء فقال: لا يُستعان بهم)

  فقيل له: وهل يستعان باليهود والنصارى؟ فقال: نعم. فتعجبوا من ذلك فقال الإمام أحمد رحمة الله عليه: (اليهود والنصارى لا يدعون إلى دينهم)- أي: من كانوا من أهل الذمة هم ممنوعون من ذلك-، وأما أهل البدع فيدعون إلى بدعهم. 

وهكذا حصلت قضية للإمام أحمد مع محمد بن أحمد المروذي فقال له: وهل يستعان بالجهمية؟ قال الإمام أحمد: لا ، قال وهل يستعان باليهود والنصارى؟ فقال: نعم.

 فتعجب المروذي من هذه الإجابة للإمام أحمد فقال: *يا بني أهل البدع يغتر الناس بهم* واليهود والنصارى لا يغتر الناس بهم.

وقد ذكر ذلك ابن مفلح رحمه الله في الآداب الشرعية ج١ص٢٥٧ فقال:

ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ اﻟﺤﺴﻴﻦ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ اﻟﻔﻀﻞ اﻟﺒﻠﺨﻲ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ اﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻓﺠﺎءﻩ ﺭﺳﻮﻝ اﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻳﺴﺄﻟﻪ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄﻫﻞ اﻷﻫﻮاء. ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ: ﻻ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻗﺎﻝ: ﺇﻥ اﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭاﻟﻴﻬﻮﺩ ﻻ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻳﺎﻧﻬﻢ، ﻭﺃﺻﺤﺎﺏ اﻷﻫﻮاء ﺩاﻋﻴﺔ.

ﻋﺰاﻩ اﻟﺸﻴﺦ ﺗﻘﻲ اﻟﺪﻳﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻗﺐ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻭاﺑﻦ اﻟﺠﻮﺯﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﻟﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ، ﻭﻗﺎﻝ: ﻓﺎﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﺪاﻋﻴﺔ ﻟﻤﺎ ﻓﻴﻪ ﻣﻦ اﻟﻀﺮﺭ ﻋﻠﻰ اﻷﻣﺔ اﻧﺘﻬﻰ ﻛﻼﻣﻪ، ﻭﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﺫﻛﺮ.

ﻭﻓﻲ ﺟﺎﻣﻊ اﻟﺨﻼﻝ ﻋﻦ اﻹﻣﺎﻡ ﺃﺣﻤﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺑﺸﺮ اﻟﻤﺮﻳﺴﻲ، ﻭﺃﻫﻞ اﻟﺒﺪﻉ ﻭاﻷﻫﻮاء ﻻ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ. ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻋﻈﻢ اﻟﻀﺮﺭ ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻳﻦ ﻭاﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻭﺭﻭﻯ اﻟﺒﻴﻬﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺐ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻣﻨﺼﻮﺭ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﺃﻧﻪ اﺳﺘﺄﺫﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﺣﻨﺒﻞ، ﻓﺄﺫﻥ ﻓﺠﺎء ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺭﺳﻞ اﻟﻤﺘﻮﻛﻞ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻓﻘﺎﻟﻮا: اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻛﺜﻴﺮﻫﺎ ﺃﻭﻟﻰ ﺃﻡ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ؟ ﻓﻘﺎﻝ ﺃﺣﻤﺪ: ﺃﻣﺎ اﻟﺠﻬﻤﻴﺔ ﻓﻼ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺭ اﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻗﻠﻴﻠﻬﺎ ﻭﻛﺜﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺃﻣﺎ اﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻓﻼ ﺑﺄﺱ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻷﻣﻮﺭ اﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﺴﻠﻄﻮﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﺗﺤﺖ ﺃﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻗﺪ اﺳﺘﻌﺎﻥ ﺑﻬﻢ اﻟﺴﻠﻒ.

ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ اﻟﻤﺮﻭﺫﻱ ﺃﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩ ﻭاﻟﻨﺼﺎﺭﻯ ﻭﻫﻤﺎ ﻣﺸﺮﻛﺎﻥ، ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻌﺎﻥ ﺑﺎﻟﺠﻬﻤﻲ؟ ﻗﺎﻝ: ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﺃﻭﻟﺌﻚ ﻻ ﻳﻐﺘﺮ ﺑﻬﻢ اﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ. اهـ.

 فالأصل أنه لا يستعان بأهل البدع والأهواء في أي أمر من الأمور وكان عبد الله المبارك رحمة الله عليه يقول( اللهم لا تجعل لمبتدع له علي يداً حتى لا يحبه قلبي) إلا إذا دعت الضرورة كأن يهجم مثلاً الكُفار على بلدان المسلمين فيُقاتل الجميع لدفع ذلك العدو سواءً كانوا من أهل سنة أو كانوا من أهل بدع والأهواء الكل يقاتلون في دفع العدو وهذه ضرورة.

 وهكذا إذا كان الشخص مثلاً في موضع فيه قطاع طرق فأرادوا أن يأخذوا ماله، وموجود بعض أهل البدع والأهواء فإذا استعان بهم لدفع قطاع الطرق فهذا محل ضرورة فيشرع ذلك،

 فما كان من هذا القبيل في الضرورات فإن هذا مما يحل، وما سوى ذلك فيُتقى لأنَّ الإحسان يُؤثر على القلوب، وإذا كان للمبتدع عليك يد دخلت محبته في قلبك، وإذا دخلت المحبة دخل عليك الضرر والمفسدة.


#الفتاوى_المكتوبة

#المنهجية  

#البدع

#أهل_البدع 


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي