الرئيسية / الفتاوى / الفتاوى المتنوعة/ما حال حديث ابن مسعود (سيكونُ في آخرِ الزمانِ قومٌ يَجْلِسونَ في المساجدِ حِلَقًا حِلَقًا، إمامَهم الدنيا، فلا تُجَالِسُوهُم فإنَّهُ ليسَ للهِ فيهم حاجَةٌ) وما نصيحتكم لمن يحلق في المسجد لأُمور الدنيا؟
ما حال حديث ابن مسعود (سيكونُ في آخرِ الزمانِ قومٌ يَجْلِسونَ في المساجدِ حِلَقًا حِلَقًا، إمامَهم الدنيا، فلا تُجَالِسُوهُم فإنَّهُ ليسَ للهِ فيهم حاجَةٌ) وما نصيحتكم لمن يحلق في المسجد لأُمور الدنيا؟ 2024-07-16 07:00:41


📜 السؤال:-

ما حال حديث ابن مسعود (سيكونُ في آخرِ الزمانِ قومٌ يَجْلِسونَ في المساجدِ حِلَقًا حِلَقًا، إمامَهم الدنيا، فلا تُجَالِسُوهُم فإنَّهُ ليسَ للهِ فيهم حاجَةٌ) وما نصيحتكم لمن يحلق في المسجد لأُمور الدنيا؟


الجواب:-

 هذا الحديث بعض أهل العلم يثبته كالعلامة الألباني -رحمه الله- وما كان كذلك فإنه مما يذم، الذين يحتلقون من أجل الدنيا هذا مما يذم، وإنما الكلام في غير هؤلاء، في الشيء الطارئ من أمر الدنيا فإنه يحل الحديث به في المسجد، فأما يكون الشخص مراده الدنيا وهمه الدنيا في الداخل والخارج هذا مما يذم، يعني في خارج المسجد حول الدنيا، وإذا دخل المسجد فهو حول الدنيا غافل عن الآخرة، فهذاحال مذموم، أما ما كان طارئاً في قوم صالحين يذكرون الله عز وجل في المسجد، ويحرصون على الخير، ومجالسهم مجالس علم وخير ونفع لكن حصل هذا حصولا طارئا فانه لا يذم، فعل هذا الصحابة في زمن النبي -عليه الصلاة والسلام- وما أنكر عليهم، والنبي -عليه الصلاة والسلام- تحدث مع بعض أزواجه وهو معتكف كما في الحديث، فما كان من الأمور النادرة فلا يدخل في الذم. 


 قال: وما نصيحتكم لمن في المسجد يحلق من أجل الدنيا؟ 

النصيحة أنَّ الإنسان ينشغل بالخير، ينشغل في بيوت الله عز وجل بالخير، بطلب العلم وحضور مجالس العلم. 

وهذا الذي ذكره السائل موجود في أوساط كثير ممن فيهم خير واستقامة، ربما تكون الحلقات قائمة في المسجد، والعلوم النافعة قائمة وهو محتلق مع غيره في حديث الدنيا، في القيل والقال، لا أنه راعى حق المسجد، ولا أنه حرص على نفسه بأن يتعلم ما يحتاج إليه، والشخص لا يتعالى عن مجالس العلم، مجالس العلم مجالس خير. حتى ولو سمعت فائدة قد سمعتها من قبل فما تكرر تقرر، مع أنك لن تعدم خيراً إما أن تُذكر فائدة قد نسيتها، أو تُحصل على فائدة جديدة، أو تنال بركة تلك المجالس التي يجتمع فيها الملائكة ويزدحمون ويَصعد بعضهم فوق بعض من شدة الزحام على مجالس العلم، ومن محبتهم لذلك. 

وفي الحديث (همُ القومُ لا يشقَى بِهِم جليسُهُم) فلن تعدم خيراً في مجالس العلم، فينبغي الحرص على ذلك، نجد فتوراً من كثير من طلاب العلم في هذه الأيام، فتوراً وكسلاً وانصرافاً عن العلم وعن حلق العلم وهذا مما لا ينبغي، قد فرغك الله عز وجل وهيأ لك العلم فلا تتخلف عن مجالس العلم، إن احتجت درساً معيناً ما هو موجود طالب به، اذهب إلى المسئول وطالب به وإن شاء الله عز وجل ما ترى إلا الخير، أما أن تضيع وقتك، تضيع عمرك في القيل والقال كل هذا من الشيطان وسوف تندم إن شغلت بعد ذلك، الآن أنت في فراغ إن شغلت سوف تندم على ما ضيعت من العمر، وإذا ما انتقلت الى الدار الاخرة سوف تندم على ما ضيعت من العمر والخير، فمجالس العلم من خير المجالس ومن أبرك المجالس، وطريق العلم هو طريق الجنة، أقصر طريق إلى الجنة هو طريق العلم ( مَن سلَكَ طريقًا يلتمِسُ عِلمًا، سهَّلَ اللهُ له به طريقًا إلى الجنَّةِ) كما في حديث أبي هريرة، وحديث أبي سعيد في صحيح الإمام مسلم، وطلاب العلم كما هو معلوم تحفهم الملائكة، فتجتمع حولهم (وفَضْلُ العلمِ خيرٌ من فضلِ العبادةِ) و (الدُّنيا مَلْعونةٌ، مَلْعونٌ ما فيها، إلَّا ذِكْرُ اللهِ وما وَالَاهُ، وعالِمٌ أو مُتَعَلِّمٌ) وهكذا العلم من هذا القبيل، فالحرص الحرص على العلم، ونحن في زمن فتن ما يدري الإنسان ما يكون وما تصير إليه الأمور، فاحرصوا على العلم وعلى حلق العلم ولا تضيعوا أوقاتكم، يكفي أنَّ الإنسان يضيع وقته في بيته مع أهله ومع أولاده في القيل والقال وما إلى ذلك، فلا تضيع نفسك في البيت وفي المسجد، احرصوا احرصوا على الخير، اطلب العلم حتى في بيتك عن طريق القراءة في الكتب النافعة، وسماع الدروس النافعة، الذي عنده همة يطلب العلم في أي موضع، هناك من يقرأ ويتعلم ويحفظ وهو في متجره وفي محل عمله، يجعل السماعة في أذنه وهو في محل العمل إن وجد فراغاً سمع الدروس النافعة، وهناك من كان يرعى الأغنام في الوديان وحفظ الأشياء الكثيرة من العلم وهو في رعي الأغنام وفي الوديان من جبل إلى جبل، نحن تنقصنا الهمة، الهمة ضعيفة، وإلا من عنده همة في العلم فيفتح الله عزوجل له من العلم الشيء الكثير، وييسر الله له أمره على قدر نيته الصالحة.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي