ما حكم قول القائل: ما يقيد الله إلا وحوش، وكذلك قوله: لو جعل الله رزقي على يديك ما أريده؟ 2024-08-16 14:45:41
السؤال:-
ما حكم قول القائل: ما يقيد الله إلا وحوش، وكذلك قوله: لو جعل الله رزقي على يديك ما أريده؟
الجواب:-
أقول: إذا كان يعني ما يقيد الله إلا الشيء العظيم الذي يعظم شره؛ فاطلاق هذا القول فيه نظر، فالله -سبحانه وتعالى- يفعل ما يشاء، فعلى كلٍ مثل هذه الألفاظ تتقى، لا يقيد الله إلا وحوش، والإنسان عليه أن يكون كما قال الله تعالى ﴿وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن﴾ [الإسراء: ٥٣] على أن الله عزوجل يقيد من شاء، فقد يبتلي الله -عز وجل- العبد المؤمن التقي بذهاب بصره أو ببعض الأمراض التي تقعده وهو عبد تقي صالح، وكمْ من الصالحين من ابتلاهم الله عزوجل بذهاب البصر وهو من الصالحين من المتقين، بل حصل هذا لبعض الأنبياء حصل لنبي الله يعقوب ثم رد الله -عز وجل- بصره فالله -عز وجل- يبتلي العباد بما شاء (وأشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل) فمثل هذه العبارات تتقى،
وقول القائل: لو جعل الله رزقي على يديك ما أريده؛
أيضا من العبارات التي ليست بحسنة، والشخص ربما يتكلم بمثل هذا قبل أن يبتلى ولو ابتلاه الله -عز وجل- بذلك ربما لقبل من الخنزير فضلا عن بني آدم، فلا تقل: لو جعل الله رزقي على يديك لا أريده، لكن قل نسأل الله -عز وجل- ألا يجعل رزقي على يديك، أن لا يحوجنا الله -سبحانه وتعالى- إليك وهذا إن كانت به شيء من الإساءة والمن، فأما أنه يعترض على قضاء الله -عز وجل- ويظهر الصورة صورة اعتراض على قضاء الله وقدره، وأن الله -عز وجل لو فعل- كذا وكذا فلا أريده فهذا لا يستقيم لكن كما قلنا يدعو الله -عز وجل- أن لا يجعل عليه منة لأحد من الخلق وأن لا يجعل لفلان عليه يدا ونحو ذلك من العبارات الصحيحة السليمة التي ليس فيها محذور.