هل هناك من المتقدمين من يقول: إنَّ الذهب ليس جنسًا واحدًا، وأنه يمكن التفاضل فيه، وأنه أجناس، نرجوا التوضيح؟ 2024-11-30 05:55:27
السؤال:-
هل هناك من المتقدمين من يقول: إنَّ الذهب ليس جنسًا واحدًا، وأنه يمكن التفاضل فيه، وأنه أجناس، نرجوا التوضيح؟
الجواب:-
لا أعلم قائلاً بذلك وهو أن الذهب عبارة عن أجناس مختلفة، وإن قال ذلك أحدٌ فقوله مردود بالأدلة المتكاثرة، التي فيها قول النبي صلى الله عليه وسلم الذهب بالذهب مثلا بمثل يداً بيد -فالنبي عليه الصلاة والسلام- لم يفرق بين الذهب والذهب وجعله جنساً واحداً في أحاديث متعددة، فمن قال: الذهب أجناس هذا قوله مردود، ولا أعلم قائلاً به، ولا أظن أنَّ هناك من أهل العلم من يقول مثل هذه المقولة، وإن وجد من قال هذا فهو محجوج بأدلة السنة.
لكن هناك من أهل العلم من تكلم على الدنانير المغشوشة، أو على الدراهم المغشوشة، يعني دنانير يضاف لها شيء من النحاس ومنهم شيخ الإسلام -رحمة الله عليه- فإن الدراهم على هذه الصفة انتشرت في زمنه، أو في الأزمان المتأخرة وصار الناس يتعاملون بذلك فيما بينهم ربما باعوا الدرهم الخالص بالدرهم المغشوش مع حصول شيء من التفاوت فأجاز ذلك لما فيه من الحرج، وأنَّ الناس لا يقصدون الربا وإنما اضطروا لذلك اضطراراً فلم يحتالوا على الربا ولم يقصدوا الربا ولو وجدت دراهم خالصة لتعاملوا بها لكن ابتلوا بدراهم مغشوشة، فصاروا يتعاملون بهذه المعاملة فيبيعون درهمًا خالصًا بدرهم مغشوش، لا علاقة بالاحتيال على الربا، لكن انتشرت هذه الدراهم في أوساطهم، ولو وجدت خالصة ما اضطروا إليها، لتركوها، فليس لهم غرض في الربا، أو التحايل على الربا، ولم يظلموا أحداً بهذا الفعل لم يحصل أي مظلمة في أوساطهم، ولم يحتالوا على الربا إنما لجئوا إلى ذلك لجوءً، والنحاس يسير ولا يلتفتون إلى هذه الاضافة التي تضاف إلى الدراهم، ويقابله في الجهة الأخرى فضة قد تكون مماثلة لذلك النحاس أو قد لا تكون فعلى كل هذه القضية قضية الدراهم المغشوشة والتفاضل بينها وبين الصحاح أفتى بجوازها شيخ الإسلام ابن تيمية لما انتشرت في أزمانه، وذكر عدة حجج تدل على مشروعية التعامل بها لأنه كما قلنا لم يقصد الناس التحايل على الربا وليس لهم غرض في ذلك، لكن انتشرت في أوساطهم هذه الدراهم، وصاروا يبيعون درهما بدرهم قد يكون خالصا أو مغشوشا بخالص ولا غرض لهم في الربا، ولا مقصود لهم في الربا، وإنما أُلجئوا إلى ذلك إلجاءً فله كلام مبسوط حول هذه المسألة هذا الذي أعلمه من كلام العلماء أما أنَّ هناك من أهل العلم من يقول إنَّ الذهب عبارة عن أجناس مختلفة والفضة عبارة عن أجناس مختلفة لا أعلم لذلك أصلاً وما أظن عالماً يقول مثل هذه المقولة.