هَلْ يَأْثَمُ مَنْ يَتَأَخَّرُ عَنْ الصُفُوفِ الأُولَى فِي الصَلاةِ مُتَعَمِّداً؟ 2025-06-08 09:30:30
السؤال-
هَلْ يَأْثَمُ مَنْ يَتَأَخَّرُ عَنْ الصُفُوفِ الأُولَى فِي الصَلاةِ مُتَعَمِّداً؟
الجواب-
الَّذِي يَتَأَخَّرُ عَنْ الصُفُوفِ الأُولَى مُتَعَمِّداً فَإِنَّهُ يَفُوتُ عَلَى نَفْسِهِ الفَضِيلَةَ، وَإِنْ كانَ لا يَأْثَمُ. وَأَمّا ما جاءَ عِنْدِ أَبِي داوُودَ وَعِنْدَ غَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عائِشَةَ عَنْ النَبِيِّ -ﷺ- أنه قال (لا يَزالُ قومٌ يَتأخَّرونَ عَنِ الصَّفِّ الأوَّلِ حتَّى يُؤخِّرَهُمُ اللَّهُ في النَّارِ) فإنه حديث لا يثبت والثابت حديث عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رَأَى فِي أَصْحَابِهِ تَأَخُّرًا، فَقَالَ لَهُمْ : (تَقَدَّمُوا فَأْتَمُّوا بِي وَلْيَأْتَمَّ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ، لا يَزَالُ قَوْمٌ يَتَأَخَّرُونَ حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ)، وهو في مسلم من غير ذكر أن يؤخرهم في النار، وإنما قال (حَتَّى يُؤَخِّرَهُمْ اللَّهُ) وَأَهْلُ العِلْمِ يَقُولُونَ يُؤَخِّرُهُمْ عَنْ فَضْلِهِ، أَوْ من رَحْمَتِهِ، أَوْ عَنْ الدَرَجاتِ العالِيَةِ، أَوْ عَنْ مَنازِلِ العُلَماءِ أَوْ نَحْوِ ذٰلِكَ أَيْ أَنَّهُ تَفُوتُهُمْ الفَضائِلُ وَالمكرماتُ فِي سَبَبِ تَأَخُّرِهِمْ.
فَالتَأَخُّرُ عَنْ الصَفِّ الأَوَّلِ أَوْ عَنْ الصُفُوفِ الأُولَى مِمّا يُذُمّ، لٰكِنَّهُ لا يَصِلُ إِلَى حَدِّ الحَرامِ غايَةُ ما فِي الأَمْرِ أَنَّهُ يَتْرُكُ فَضِيلَةَ الصَفِّ الأَوَّلِ وَفضيلة التَقَدُّمَ فِي الصُفُوفِ أَمّا الإِثْمُ فَلا.