كيف الجمع بين قوله تعالى{ الخبيثات للخبيثين} الآبة وقوله{ ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط} الآية؟ 2023-01-23 10:24:03
السؤال :
كيف الجمع بين قوله تعالى : {الْخَبِيثَاتُ
لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ
لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا
يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (26) }
وقوله
تعالى { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا لِلَّذِينَ كَفَرُوا
اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا
صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا
عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)
}
الجواب :
ان
حملنا الخَبَث على معنى الكلمات الخبيثات على قول بعض العلماء فلا إشكال ، الخبيثات
للخبيثين أي : الكلمات الخبيثة للخبيثين ، فإذا حملناها على هذا المعنى فما في إشكال
بين الآيات ، وإذا حملنا الخبث على معنى الفاحشة خبث الفاحشة فلا إشكال فإن هذا لم يحصل من امرأة لوط ولا من
امرأة نوح ، وإنما الخبث الذي حصل لامرأة لوط ولامرأة نوح ما يتعلق بالدين الخيانة
التي حصلت من هاتين المرأتين باعتبار الدين ولم تحصل خيانة باعتبار العرض ، فإن
حملنا ذلك على معنى الفاحشة فهذا لم يحصل من امرأة لوط ولا من امرأة نوح ، وإن
حملنا ذلك على معنى الكلمات الخبيثات صادرة من الخبيثين ، فإنه لا إشكال بين هذه
الآية وبين ما ذكره الله عز وجل عن امرأة لوط وامرأة نوح .