الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /تحفة أهل الإسلام ببعض ما في يوم عرفة من الفضائل والأحكام
تحفة أهل الإسلام ببعض ما في يوم عرفة من الفضائل والأحكام 2023-01-05 15:15:36


خطبة جمعة بعنوان: تحفة أهل الإسلام ببعض مافي يوم عرفة من الفضائل والأحكام
لشيخنا المبارك/ أبي بن عبده بن عبدالله الحمادي حفظه الله
سجلت بتأريخ ٦/ذي الحجة/١٤٤٢ من الهجرية النبوية
مسجد المغيرة بن شعبة


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:
اعلموا أن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها،
وكل محدثة بدعة.
روى مسلم في صحيحه(1162) من حديث أبي قتادة رضي الله عنه:"رَجُلٌ أَتَى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: كيفَ تَصُومُ؟ فَغَضِبَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، غَضَبَهُ، قالَ: رَضِينَا باللَّهِ رَبًّا، وَبالإسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، نَعُوذُ باللَّهِ مِن غَضَبِ اللهِ وَغَضَبِ رَسولِهِ، فَجَعَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه يُرَدِّدُ هذا الكَلَامَ حتَّى سَكَنَ غَضَبُهُ، فَقالَ عُمَرُ: يا رَسولَ اللهِ، كيفَ بمَن يَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ؟ قالَ: لا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ،. إما أنه لا أجر له على صيامه أو بمعنى أن حكمة الصوم تزول في حقه لأن الليل يصير في حقه نهاراً والنهار يصير في حقه ليلاً فلا يشعر بمشقة الصيام إذا ما يرد الصوم سرداً وصام الدهر فقالَ عليه الصلاة والسلام ، لَمْ يَصُمْ وَلَمْ يُفْطِرْ قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَومَيْنِ وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قالَ: وَيُطِيقُ ذلكَ أَحَدٌ؟ قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا؟ قالَ: ذَاكَ صَوْمُ دَاوُدَ عليه السَّلَام،وصيام داود عليه السلام كما هو معلوم هو أفضل الصيام،كان يصوم يوما ويفطر يوما،قالَ: كيفَ مَن يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَومَيْنِ؟ قالَ: وَدِدْتُ أَنِّي طُوِّقْتُ ذلكَ، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: ثَلَاثٌ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وذلك بمضاعفة الثلاث الأيام إلى عشر حسنات،فإذا ماضُعِفت الثلاثة الأيام إلى عشر حسنات بلغت شهراً، وإذا اضيف إلى ذلك شهر رمضان فكان ذلك صيام الدهار، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، فَهذا صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ"
فهذا الحديث بين فيه نبينا عليه الصلاة والسلام فضل جملة من أنواع الصيام،وحث النبي عليه الصلاة والسلام على جملة  من الصيام كصوم ثلاث أيام من كل شهر، وكصوم داود،وهكذا كصوم عرفة وعاشوراء،وصوم هذه الأيام الفاضلة،  قد دلت على ذلك الأدلة المتكاثرة،  والحديث وإن كان فيه شيء من النزاع غير أن أفراد هذا الحديث تدل  عليه الأدلة الصحيحة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام،ويوم عرفة هو يوم التاسع من شهر ذي الحجة، وبيننا وبينه أيام قلائل،وهو في هذا العام سيكون في يوم الإثنين القادم، فيوم الإثنين القادم هو يوم عرفة،  اجتمع فيه فضيلة يوم الإثنين وفضيلة يوم عرفة،فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يكثر من صيام يوم الإثنين،وكان يقول عليه الصلاة والسلام ذلك يوم ولدت فيه،ويوم أنزل علي فيه،فكان عليه الصلاة والسلام يصوم يوم الإثنين لما فيه من هذه الفضائل التي بينها نبينا عليه الصلاة والسلام،وفي هذا العام سوف يكون يوم عرفة في يوم الإثنين،فليحرص المسلم على صيامه،فإن صيام يوم عرفة من العمل الصالح الذي حث عليه نبينا عليه الصلاة والسلام في أيام العشر،ويوم عرفة من الأيام العشر،ومما يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم عرفة أن الناس تنازعوا في يوم عرفة،  والنبي عليه الصلاة والسلام في عرفة في حجة الوداع هل هو صائم أو غير صائم؟فأرسلت أم الفضل بنت الحارث بقدح لبن إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فشربه وهو واقف بعرفة وهو على راحلته،فعُلِم أن النبي عليه الصلاة والسلام في حجته لم يصم يوم عرفة في حجته لم يصم يوم عرفة،والحديث جاء في الصحيحين وجاء بنحوه في الصحيحين من حديث ميمونة أن ميمونة هي التي أرسلت بحلاب إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام،  والشاهد من هذا أن الصحابة رضي الله عنهم لما تنازعوا هل النبي عليه الصلاة والسلام صائم أو غير صائم في يوم عرفة في عرفات دل ذلك على أن من هدي النبي عليه الصلاة والسلام هو الصوم في غير الحج،أن هدي النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يصوم عرفة في يوم الحج لكانهم في الحج اختلفوا وتنازعوا ولو كان من هدي رسول عليه الصلاة والسلام عدم صيام يوم عرفة لما تنازع الصحابة رضي الله عنهم في عرفات،هل النبي عليه الصلاة والسلام صائم أو غير صائم؟فلما تنازعوا دل ذلك على أن صيام يوم عرفة في غير الحج كان من هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام،وإنما لم يصم النبي عليه الصلاة والسلام يوم عرفة في حجه لانشغاله بالنسك،لانشغاله بالوقوف من أجل التقوي على ذكر الله عزوجل، وعلى الدعاء،في ذلك الموطن العظيم الذي هو أعظم أركان الحج،كما قال النبي عليه الصلاة والسلام:"الحجُّ عرفة" رواه الترمذي(2975) عن عبدالرحمن بن يعمر رضي الله عنه.
ولأن يوم عرفة للحجاج يوم عيد لأنهم يجتمعون في ذلك الموطن إجتماعاً عظيماً،وفيما سوى ذلك من المناسك يتفرقون،وأما في هذا الموضع فإنهم يجتمعون فهو موضع إجتماعهم كما يجتمع أهل الأمصار في سائر البلدان في صلاة العيد، فإن الحجاج يجتمعون في يوم عرفة فذلك عيد من أعياد الحجاج،جاء في حديث عقبة بن عامر في مسند الإمام أحمد(17379) وعند بعض أهل السنن قال عليه الصلاة والسلام:"يومُ عرفةَ ويومُ النَّحرِ وأيَّامُ التَّشريقِ عيدُنا أهلَ الإسلامِ وهي أيَّامُ أكلٍ وشربٍ"أخرجه أبو داود (2419)، والترمذي (773)، والنسائي (3004).
فيوم عرفة عيد لأهل الموقف لأنهم يجتمعون في ذلك الموضع،ولغير أهل الموقف فإنه يوم صيام يستحب صيامه كما سبق بيانه في الأدلة الماضية.
معاشر المسلمين:يوم عرفة من الأيام المباركة من الأيام العظيمة،يكفي أن يوم عرفة من الأشهر الحرم،والأشهر الحرم لها مزية على غيرها،فهو يوم من شهر ذي الحجة،وشهر ذي الحجة شهر حرام{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ}[التوبة:36].
 وفي حديث أبي بكرة في الصحيحين قال عليه الصلاة والسلام:"الزَّمانُ قَدِ اسْتَدارَ كَهَيْئَةِ يَومَ خَلَقَ السَّمَواتِ والأرْضَ؛ السَّنَةُ اثْنا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْها أرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثَةٌ مُتَوالِياتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وذُو الحِجَّةِ، والمُحَرَّمُ، ورَجَبُ مُضَرَ الذي بيْنَ جُمادَى وشَعْبانَ"البخاري (4406 )، ومسلم (1679)
فيوم عرفة في شهر الحرام في ختام الأشهر الحرم وهو شهر ذي الحجة، ويوم عرفة في العشر منه، في العشر من ذي الحجة،والعشر من ذي الحجة هي أفضل أيام الدنيا،أفضل الأيام هي هذه الأيام المباركات أيام العشر،في البخاري(969)وعند أهل السنن من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ"
أيام مباركات،ويوم عرفة من جملتها، يوم عرفة يوم العتق من نار جهنم،في مسلم(1348) من حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"ما من يومٍ أكثرُ من أن يعتِقَ اللهُ فيه عبيدًا من النَّارِ من يومِ عرفةَ ، وأنه لَيدنو ، ثم يباهي بهم الملائكةَ فيقول : ما أراد هؤلاءِ ؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم"
فيعتق الله - عزوجل - خلقا كثيراً من عباده من نار جهنم في يوم عرفة، وبعد ذلك يأتي العيد بعد العتق من النار،كما في يوم الفطر فإن من صام رمضان ومن قام رمضان ومن قام ليلة القدر ليلة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه،ولله في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار،فشهر رمضان شهر العتق من النار،ثم يأتي العيد بعد هذا العتق العظيم،فإن السعيد من عتق من نار جهنم،والعيد لمن عتق من نار جهنم،وهكذا في هذا العيد عيد الأضحى يحصل العيد بعد العتق من نار جهنم،فمن عتق من نار جهنم فهو السعيد،وهو في عيد،ومن كان من أهل النار والعياذ بالله فهو في يوم وعيد ما هو في يوم عيد، بالنسبة له،بل هو في يوم وعيد لأنه لم يدخل في رحمة الله عزوجل،ولم يعتقه رب العالمين - سبحانه وتعالى - من ناره، اسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يرحمنا برحمته وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم. 
الخطبة الثانية:
 الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا لله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد، 
معاشر المسلمين يوم عرفة هو اليوم الذي يؤدي فيه الحجاج أعظم ركن من أركان الحج،في حديث عبدالله بن يعمر الذي جاء في المسند وعند بعض أهل السنن قال عليه الصلاة والسلام:" الحج عرفة" أخرجه النسائي(3016 )،و(3044 )، والترمذي(889 )،وابن ماجة(3015 )
يوم عرفة هو اليوم الذي أكمل الله به الدين،وأتم الله - سبحانه وتعالى - به النعمة على المسلمين،قال الله{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}[المائدة:3].
في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:"أنَّ رَجُلًا، مِنَ اليَهُودِ قالَ له: يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آيَةٌ في كِتَابِكُمْ تَقْرَؤُونَهَا، لو عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ، لَاتَّخَذْنَا ذلكَ اليومَ عِيدًا. قالَ: أيُّ آيَةٍ؟ قالَ: {اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3] قالَ عُمَرُ: قدْ عَرَفْنَا ذلكَ اليَومَ، والمَكانَ الذي نَزَلَتْ فيه علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو قَائِمٌ بعَرَفَةَ يَومَ جُمُعَةٍ"البخاري (45)، ومسلم (3017).
وذلك يوم عيد لأهل الموقف كما سبق أن بيننا ذلك في الخطبة الأولى، فنزلت هذه الآية في يوم عرفة في يوم عيد لأهل الموقف،يوم عظيم ويوم مبارك.
معاشر المسلمين يوم عرفة يستحب للشخص أن يصومه وأن يحرص على صيامه،ويوم عرفة يبتدأ فيه التكبير المقيد،فإن التكبير المقيد يبدأ من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق،  فيكبر الناس أدبار الصلوات التكبير المقيد،يكبرون بتكبير عبد الله بن مسعود رضي الله عنه،أو بغير ذلك من التكبير الثابت عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين،وكان ابن مسعود يقول في تكبيره: الله أكبر الله أكبر الله أكبر،لا إله إلا الله،والله أكبر الله أكبر ولله الحمد،يكبر ويهلل ويحمد ربه سبحانه وتعالى ،لما جاء في المسند(7/224) من حديث عبدالله بن عمر قال عليه الصلاة والسلام:"ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ:"
فكان ابن مسعود رضي الله عنه يجمع بين هذه الأمور الثلاثة،فيأتي بالتكبير والتهليل والتحميد لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد،يوم عرفة يستحب للشخص أن يغتسل فيه كما روى الإمام الشافعي في المسند،وابن المنذر في الأوسط،وهكذا البيهقي في الكبرى وفي المعرفة(6/ 534)
 بإسناد صحيح أن رجلا سأل علياً رضي الله عنه عن الغسل؟فقال علي رضي الله عنه: يغتسل في كل يوم إن شئت،قال الغسل الذي هو الغسل؟ أي الغسل الذي هو المؤكد،فقال علي رضي الله عنه يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر ويوم الفطر".
 فالغسل مؤكد في هذه الأيام في يوم الجمعة،وفي يوم عرفة،وفي يوم النحر،وفي يوم الفطر،فهذا اليوم يوم عرفة يوم عظيم ويوم مبارك،جاء عند الترمذي ( 3585 ) وحسَّنه الألباني في " صحيح الترغيب " ( 1536 ) .
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عدة أحاديث يقوي بعضها بعضا أن أفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة قال :أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير"
فأفضل الدعاء هو دعاء يوم عرفة، قد يراد بذلك لأهل الموقف لأنه جاء في بعض الأحاديث عشية عرفة،وقد يحمل على العموم والله تعالى أعلم، فقال عليه الصلاة والسلام:"خير الدعاء دعاء يوم عرفة ، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير".
اسأل الله - سبحانه وتعالى - أن يتم لنا هذه الأيام المباركات بخير،وإن يجعلنا من المسارعين والمسابقين في مرضاته، إنه على كل شيء قدير،  اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارحم البلاد والعباد، اللهم الطف بالبلاد والعباد،اللهم اكشف هموم المهمومين،ويسر على المعسرين واقضي الدين عن المدينين،وعافي مبتلى المسلمين،وشف مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قوم وعمل،ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل،اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين،اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة،اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين،ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم،  ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي