الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /حسن الاستنباط من حديث فذلكم الرباط فذلكم الرباط
حسن الاستنباط من حديث فذلكم الرباط فذلكم الرباط 2023-01-05 15:27:51


خطبة جمعة بعنوان (حسن الاستنباط من حديث فذلكم الرباط فذلكم الرباط)

لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي

سجلت في 🕌 مسجد المغيرة بن شعبة 🕌

مدينة القاعدة /محافظة إب بتأريخ ٨جماد أول ١٤٤٤ه‍


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].  {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71] أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة. روى الإمام مسلم في صحيحه (251)من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله الله عليه وسلم أنه قال:"أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ فَذَلِكُمُ الرِّباطُ. في هذا الحديث العظيم يخبر النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه الكرام على بعض الأعمال التي يمحو الله سبحانه وتعالى بها الخطايا ، ويرفع بها الدرجات ، وهذا أحوج ما يحتاجه المسلم أن الله سبحانه وتعالى يكفر عنه الخطايا وأن يرفع له الدرجات، فإن ما يحصل للعبد من شر في الدنيا وفي الآخرة بسبب ذنوبه ، {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ (30)}[الشورى:30] فجميع المصائب الدنيوية النازلة على العباد في المال وفي الأنفس وفي غير ذلك من الأمور سببها هي الخطايا ، فإذا حط الله سبحانه وتعالى عنك الخطايا عشت العيش الطيبة الحسنة في الدنيا ، وهكذا في الآخرة فإن الخطايا شؤمها كبير في الآخرة فإنها من أسباب دخول السعير، كما قال سبحانه وتعالى:{بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) }[البقرة:18]. فالخير كل الخير أن يحط الله سبحانه وتعالى عنك الخطايا ، وخطايا العباد كثيرة في الليل وفي النهار ، لا يستطيع العبد أن يحصي تلك الذنوب التي سلفت ومضت وقد أحصاها رب العالمين سبحانه وتعالى :{أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ ۚ} ولا يغيب على الله سبحانه وتعالى منها شيء ، ولا يخفى على الله سبحانه وتعالى منها شيء ، فإذا حط الله سبحانه وتعالى عنك الخطايا فقد أفلح ، والأمر الآخر رفع الدرجات في الجنة، ودرجات الجنة كثيرة جدا، درجاتها الكبار العظام هي مئة درجة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما رواه الإمام مسلم في صحيح من حديث أبي سعيد الجنة مئة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فهي درجات كثيرة ، وهذه هي الدرجات الكبار وبين هذه الدرجات الكبار عدة درجات هي أصغر منها وهي كثيرة جدا، جاء في المسند وعند بعض أهل السنن من حديث عبدالله بن عمرو العاص رضي الله عنهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"يُقالُ لصاحِبِ القرآنِ اقرأ وارتَقِ ورتِّل كما كنتَ ترتِّلُ في الدُّنيا فإنَّ منزلَكَ عندَ آخرِ آيةٍ تقرؤُها. فمنزلة العبد في الجنة عند آخر آية كان يقرأها ، وهذا يدل على أن درجات الجنة بعدد آيات القرآن، وآيات القرآن كثيرة أكثر من مئة آية كما هو معلوم ، وهي بالألوف المتكاثرة ، فدل ذلك على أن هنالك درجات صغار بين تلك الدرجات الكبار وهي على عدد آيات القرآن، إذا هناك درجات كثيرة أعلى تلك الدرجات الوسيلة وهي لنبينا عليه الصلاة والسلام كما هو معلوم، فإنها لا تحل لأحد إلا لعبد واحد من عباد الله عز وجل وهو نبينا عليه الصلاة والسلام، فدرجات الجنة كثيرة، وكلما علا العبد في الدرجات كلما ازداد نعيمه، ازداد نعيمه وكان النعيم أكمل وأتم، فهذه الأعمال التي ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام فيها تكفير الذنوب والسيئات، وفيها رفع الدرجات، كما أخبرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام، ألا أدلُّكُم على ما يَمحو اللَّهُ بهِ الذُّنوبَ ويرفعُ الدَّرجاتِ قالوا بلى يا رسولَ اللَّهِ قال إِسباغُ الوضوءِ على المَكارِه.
ومعنى إسباغ الوضوء أي إتمام الوضوء ، أن تتوضأ وضوءا تاماً من غير نقص ،وهذا إذا حصلت المكاره، والمكاره لم يبينها النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث فهي على عمومها يدخل فيها البرد ، فإذا اشتد البرد فلابد من إتمام الوضوء، لا بد من إسباع الوضوء، وإسباغ ذلك من أسباب حط الخطيئات، ومن أسباب رفع الدرجات ، فتوضأ وضوءاً تاما على هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وعلى ما هو أكمل وأتم، فإن فعلت ذلك كفر الله سبحانه وتعالى عنك الخطايا، ورفع الله سبحانه وتعالى لك الدرجات، لا تتوضأ وضوء ناقصاً كحال كثير من الناس فيتوضأ وضوءاً سريعا بسبب شدة البرد ولا يتأمل في أعضاء وضوئه، هل أسبع الوضوء أو لا، وإنما يبادر ويسارع في إمرار الماء على أعضائه بحركة سريعة ولا يتأمل هل أسبغ الوضوء أو لا، وهذا مما لا يجوز وهو كبيرة من كبائر الذنوب ولا يصح الوضوء بذلك وإذا فسد الوضوء فسدت الصلاة، وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين، وهكذا جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنهما عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" ويل للأعقاب من النار. والعقب هو مؤخرة القدم ، وهذا الموضع لا يلتفت إليه كثير من الناس بسبب العجلة في الوضوء ، فيبقى ذلك الموضع من غير أن يصل إليه الماء ومن صلى على هذه الحالة فإن صلاته لا تصح ، فقال عليه الصلاة ويل للأعقاب من النار. فإسباغ الوضوء في المكاره من أسباب حط الخطايا ، ومن أسباب رفع الدرجات ، يدخل في المكاره أيضا الألم ما لم يحصل في ضرر إذا كان الشخص يتألم باستعمال الماء ولا يضره ليس به جراحات يشتد بسببها مرضه أو يتأخر برؤه، لكن بسبب بعض الأمراض فإنه يشق عليه إستعمال الماء من غير أن يدخل عليه شيء من الضرر ، فإذا صبر العبد على هذا الأمر وأسبغ الوضوء كان ذلك من أسباب حط الخطايا، ومن أسباب رفع الدرجات، وهكذا إذا قل الماء وصار الإنسان يبذل الجهد في تحصيله فيذهب إلى الأماكن البعيدة لأخذ الماء أو يشتري الماء بماله فيحصل له شيء من عدم إسباغ الوضوء حتى يبقي الماء ويقتصد في القدر الذي يستطيعه، يقتصد فيه القدر الذي يستطيعه فيستعمل الشيء اليسير من الماء الذي لا يحصل به الإسباغ حتى يبقى له شيء الماء من سائر منافعه، فإذا أسبغ الوضوء وتحمل المشقة في إحضار الماء من الأماكن البعيدة أو في شرائه فهنا يدخل في إسباغ الوضوء في المكاره، ومن كان كذلك حط الله سبحانه تعالى عنه الخطايا ، ورفع الله سبحانه وتعالى له درجات ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول : إسباغ الوضوء في المكاره. ولم يعين ذلك وعمم الكلام فتدخل في ذلك جميع أنواع المكاره، قال وكثرة الخطى إلى المساجد ، وكثرة الخطى إلى المساجد من أسباب حط الخطايا ، ومن أسباب رفع الدرجات، أن تكثر الخطى إلى المساجد إما أن تأتي إلى بيوت الله عز وجل من المسافات البعيدة، فلا تصلي في بيتك ولا في متجرك وتتكلف المشي إلى الاماكن البعيدة لتحافظ على فريضة الله عز وجل في بيوت الله، فإن الله سبحانه وتعالى يحط عنك الخطايا ويرفع لك الدرجات، وهكذا يدخل في كثرة الذهاب إلى المساجد، فتذهب إلى المساجد في الصلوات الخمس ولا تتغيب عن صلاة من الصلوات الخمس فيحصل لك كثرة الخطى في المساجد باعتبار تكرار الذهاب إلى بيوت الله عزّ وجل في كل يوم وليلة خمس مرات، ويدخل في ذلك كما قلنا الإتيان إلى المساجد من المسافات البعيدة ، فهذا وهذا فيه كثرة الخطى إلى المساجد ، وإذا خطى العبد إلى بيوت الله عز وجل حط الله عنه خطاياه ورفع له الدرجات، وليصبر العبد على أداء الفرائض في بيوت الله في ليله وفي نهاره حتى يكفر الله عنه الخطايا ويرفع له الدرجات، جاء في مسلم من حديث جابر بن عبدالله أن بني سلمة أراد أن يقربوا من المسجد وكانت ديارهم بعيدة، فبلغ الخبر إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال لهم : يا بني سلمة دياركم أي الزموا دياركم البعيدة، دياركم تكتب أجركم، أي الزموا الديار البعيدة فيكتب الله سبحانه وتعالى لكم ممشاكم إلى بيوت الله عز وجل:{وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ ۚ}[يس:2]. ومن آثارهم آثار السير إلى بيوت الله عز وجل ، وفي مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" وبكل خطوة يمشيها إلى المسجد صدقة، فتكتب لك بكل خطوة صدقة ، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"صَلَاةُ الرَّجُلِ في جَمَاعَةٍ تَزِيدُ علَى صَلَاتِهِ في بَيْتِهِ، وَصَلَاتِهِ في سُوقِهِ، بضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً، وَذلكَ أنَّ أَحَدَهُمْ إذَا تَوَضَّأَ فأحْسَنَ الوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى المَسْجِدَ لا يَنْهَزُهُ إلَّا الصَّلَاةُ، لا يُرِيدُ إلَّا الصَّلَاةَ، فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلَّا رُفِعَ له بهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عنْه بهَا خَطِيئَةٌ، حتَّى يَدْخُلَ المَسْجِدَ، فَإِذَا دَخَلَ المَسْجِدَ كانَ في الصَّلَاةِ ما كَانَتِ الصَّلَاةُ هي تَحْبِسُهُ، وَالْمَلَائِكَةُ يُصَلُّونَ علَى أَحَدِكُمْ ما دَامَ في مَجْلِسِهِ الذي صَلَّى فيه يقولونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ له، اللَّهُمَّ تُبْ عليه، ما لَمْ يُؤْذِ فِيهِ، ما لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ. فتنال الدرجات بكل خطوة تخطوها إلى بيوت الله عز وجل ، ويحط الله سبحانه وتعالى عنك الخطايا والسيئات ، بكل خطوة تخطوها إلى بيوت الله عز وجل فذلك من أسباب حط الخطايا ، ومن أسباب رفع الدرجات، فاغتنم هذه الأعمال الصالحات المباركات تفز بالخير، وتسعد في الدنيا وفي الآخرة. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله ، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : قال عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط ، وفي رواية مالك كرر ذلك ثلاثا ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط، فذلكم الرباط ، فذكر النبي عليه الصلاة والسلام ثلاثة أعمال ثم بين أن هذه الأعمال الثلاثة هي الرباط وملازمة الطاعة لرب العالمين سبحانه وتعالى ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة من أسباب رفع الدرجات، ومن أسباب حط الخطايا والسيئات ، تصلي الصلاة وتنتظر الصلاة الأخرى، إن كنت كذلك نلت هذه المكرمة من الله سبحانه وتعالى، وانتظار الصلاة بعد الصلاة يدخل في ذلك دخولاً أولياء انتظارها في بيوت الله عز وجل، تصلي صلاة المغرب مثلا وتبقى في بيت من بيوت الله تبقى تقرأ كتاب الله عز وجل أو تحضر مجلساً نافعاً من مجالس العلم، أو تدارس القرآن مع غيرك، أو تذكر الله سبحانه وتعالى حتى تأتي الصلاة الأخرى، فلك هذه المكرمة من رب العالمين سبحانه وتعالى ، وجاء في المسند وعند ابن ماجة من حديث عبد الله بن عمرو العاص رضي الله عنهما، أن رسول الله عليه الصلاة والسلام صلى بهم صلاة المغرب ثم خرج ثم رجع مسرعا قد حفزه النفس قد كشف عن ركبته أي من سرعة المشي، ثم قال للجالسين بعد صلاة المغرب ينتظرون صلاة العشاء قال: أبشروا هذا ربكم قد فتح باباً من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة يقول انظروا إلى عبادي هؤلاء قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى، يباهي الله سبحانه وتعالى بهؤلاء الملائكة الكرام ، ويفتح بابا من أبواب السماء سبحانه وتعالى، وهذا يدل على عظم هذا الفعل ،وأنه من المكرمات، ومن الأعمال الصالحات المحبوبات عند الله عز وجل ، ومن انتظارها أيضا في المرتبة الثانية أن ينتظرها الإنسان في غير المسجد، كأن يؤدي الصلاة في بيت من بيوت الله عز وجل ثم يرجع إلى بيته وقلبه منشغل بالصلاة الأخرى ومتعلق بها، أو يعود إلى متجره وقلبه متعلق ومنتظر لصلاة أخرى متى تأتي تلك الصلاة ومتى يؤذن لها ، فقلبه معلق بالصلاة الأخرى يريد أن يؤديها أيضا في بيوت الله عز وجل ، فهناك من أهل العلم من أدخل ذلك أيضا في معنى هذا الحديث ، وفي حديث أبي هريرة في الصحيحين قال النبي عليه الصلاة والسلام:" سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، قال وذكر منهم ورجل قلبه معلق بالمساجد ، يؤدي فريضة الله عز وجل ثم يرجع إلى بيته أو إلى عمله وقلبه معلق في المسجد، يريد أن يرجع مرة أخرى ويؤدي فريضة من فرائض الله سبحانه وتعالى، فهذا على قول بعض العلماء أيضا يدخل في منتظر الصلاة بعد الصلاة وهو انتظار القلب للصلاة الأخرى وإن خرج من مسجده إلى بيته وإلى متجره أو نحو ذلك، والمرتبة الأولى أكمل وأعظم أن يبقى الإنسان في بيت من بيوت الله عز وجل، ينتظر الصلاة الأخرى فله ماله من الأجر العظيم والثواب الكبير من رب العالمين سبحانه وتعالى، وذلك من أسباب رفع الدرجات، ومن أسباب حط الخطايا والسيئات. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم إن نسألك العيشة الحسنة في الدنيا وفي الآخرة، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم اغفر لموتى المسلمين أجمعين وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، إنك أنت الغفور الرحيم، والحمد لله رب العالمين.




جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي