الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /حث السير إلى معرفة معنى ولباس التقوى ذلك خير
حث السير إلى معرفة معنى ولباس التقوى ذلك خير 2023-01-01 15:53:33


*خطبة جمعة بعنوان:( حث السير إلى معرفة معنى ولباس التقوى ذلك خير)*
 
*لشيخنا المبارك: أبي بكر بن عبده بن عبدالله الحمادي حفظه الله*
 
*سجلت بتأريخ ١١/جماد ثاني/١٤٤٣ هجرية*
 
*مسجد المغيرة بن شعبة مدينة القاعدة محافظة إب حرسها الله وسائر بلاد المسلمين أجمعين*
 
 
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
 
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}[سورة الأعراف:26].
فذكر الله سبحانه وتعالى بعض مننه، وبعض إحسانه وكرمه على خلقه، بأن أنزل عليهم سبحانه تعالى لباسا يواري السوءات، أنزل الله سبحانه وتعالى لباسا يواري السوءات، وهذا الإنزال من رب العالمين سبحانه وتعالى إنما هو من ظهور الأنعام، من أصوافها، ومن أوبارها، ومن أشعارها، فأنزل الله سبحانه وتعالى لنا من ظهور الأنعام هذا اللباس الذي يواري السوءات، هذا اللباس الذي يقي العباد من الحر ومن البرد، وربنا سبحانه وتعالى ذكر أعظم المنافع من منافع اللباس، وهو ستر العورة، وإلا فإن اللباس له منافع أخرى فتستر به العورات، ويتقي العبد به البرد في الأيام الباردة، وفي الليالي الشاتية الباردة، يقي نفسه ضرر البرد، ويقي نفسه أذى الحر، وكل هذا من نعم الله عز وجل، وهكذا يقي نفسه ضربات السيوف، وطعنات الرموح في الألبسة التي أعدت للحروب، وهي من جملة اللباس، وهي من نعم الله سبحانه وتعالى، يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم: أي أنه  يغطي السوءة؛ والسوءة هي العورة، وهكذا ينبغي في الألبسة أن تكون كذلك، فإن الله سبحانه وتعالى أنزلها لتواري العورات، أي لتستر العورات، فلا ينبغي للعبد أن يخل بهذا الأمر، الذي أنعم الله سبحانه وتعالى به على العباد، فيجعل اللباس على غير ما أنزله رب العالمين سبحانه وتعالى، كالألبسة الذي يحصل بها كشف العورات، لقصرها، أو يحصل بها تحجيم العورات لضيقها، فإن هذا مما يدعو إليه الشيطان، وأما الرحمن سبحانه وتعالى فإنما أنزل علينا اللباس من أجل أن تتوارى العورات، تتوارى العورات فلا تكشف، لا تكشف العورات ولا تستبان، لا تستبان العورة ولا تكشف العورة، لا تكون من الألبسة القصيرة التي تنكشف بها العورة، ولا من الألبسة الخفيفة التي تظهر منها العورة، ولا من الألبسة الضيقة التي تحجم العورة، فاللباس نعمة من الله عز وجل، أنزله رب العالمين سبحانه وتعالى من أجل تغطية السوءات، تغطية العورات، وهذا أعظم منافع اللباس، وللباس كما قلنا منافع أخرى.
 
قال سبحانه وتعالى:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا}
والريش قال بعض العلماء : هو ألبسة الزينة، فاللباس قد يكون لستر العورة، وقد يكون زينة يتزين به الإنسان فوق ستر العورة، واللباس فيه الستر وفيه الزينة.
وقال بعض العلماء المراد بالريش: الأثاث، أثاث المنازل، أثاث البيوت، فمنّ الله سبحانه وتعالى علينا بالألبسة في أبداننا، ومنّ الله علينا بألبسة في منازلنا، وهي أثاث البيوت،  من المفارش، ومن الوسائد، وغير ذلك من أثاث البيوت، كل ذلك منة من رب العالمين سبحانه وتعالى، كل ذلك أنزله الله سبحانه وتعالى من بهيمة الأنعام، قال الله :{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ (80)}[سورة النحل:80].
والله جعل لكم من بيوتكم سكنا: يسكن الناس في بيوتهم فيستريحون، وينامون، ويهدأون، ويتحرزون، يتحرزون في بيوتهم من كثير من الشرور، وكل هذه من نعمة الله عز وجل، ونعم الله سبحانه وتعالى يجب أن تشكر، جعل الله لنا المساكن، وكثير من الحيوان ينام في الشوارع والطرقات، وأكرم الله سبحانه وتعالى بني آدم بهذه النعمة، أن جعل لهم السكن، وهيأ لهم ذلك، وهداهم رب العالمين سبحانه وتعالى لبناء المساكن، والمنة له وحده لا شريك له،{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ}
ويوم إقامتكم : وهي الخيام المصنوعة من جلود الأنعام.
يستخفونها الناس : أي يرونها خفيفة المحمل، يحملون الخيام في أسفارهم يوم ظعنهم، أي في أسفارهم، فإذا ما نزلوا في أسفارهم وأرادوا الراحة نصبوا تلك البيوت الخفيفة، نصبوا تلك البيوت واحتموا بها من الحرب، ومن البرد، واحتموا بها حتى من السباع، وغير ذلك من أنواع الأذى، فيتقون بها أنواعا من الأذى، وقد يفعلون ذلك أيضا في أماكن إقامتهم، ينصبون الخيام في أماكن إقامتهم، {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ}
يوم ظعنكم: أي في أسفاركم،{وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ ۙ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَىٰ حِينٍ}
كل هذا منة من الله عز وجل، ننتفع بالأنعام، ننتفع بأصوافها، ننتفع بأصواف الأنعام، وننتفع بأصواف الأغنام، وننتفع بأشعار المعز، وننتفع بأوبار الإبل، يجعل الناس من هذه الأمور الملابس التي يتدفئون بها في أيام البرد، في أيام البرد تلك الملابس تقيهم البرد، ولهم المنافع الأخرى، بأصواف الحيوان، وبأشعاره، وأوباره، وكل ذلك منة من الله سبحانه وتعالى.
أثاثا : أي لبيوتكم، تؤثثون البيوت، وأثاثا في تجاراتكم، تتاجرون بهذه الأمور فتكسبون أنواع المكاسب، أثاثا ومتاعا إلى حين، الكل زائل، الدنيا وما فيها زائلة، ولا يبقى شيء منها، متاع الدنيا قليل، وقال الله:{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا}[سورة النحل:81].
تستظلون من الحر، كالأشجار، جعل الله لنا الأشحار فإذا اشتد الحر ونحن في طرقاتنا استظلانا بالأشجار، بهذه النعمة من نعم الله عز وجل،{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا} يكن الناس في المغارات ونحو ذلك إذا ما نزلت الأمطار، وإذا ما حلت العواصف، وما إلى ذلك، يتجهون إلى مغارة الجبال في أسفارهم، وفي طرقهم، فيكتنون من الأمطار، ومن غير ذلك، كل هذا من نعم الله عز وجل،{وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ (81)
جعل الله عز وجل لنا سرابيل وهي الألبسة، نتقي بها الحر، وهكذا نتقي بها البرد، ونتقي بها البأس؛ بأس القتال وهي الدروع التي تلبس في القتال، يتقي الإنسان بها ضربات السيوف، ووقع السهام، فالله سبحانه وتعالى في هذه الآيات المباركات يذكر عباده بنعمه، وهذا الواجب على العباد أن يتأملوا في نعم الله عز وجل عليهم، النعم الظاهرة والباطنة، يعرف قدر نعمة الله سبحانه وتعالى عليهم، لا يتنعم العبد بنعم الله عز وجل وهو من الغافلين، لا تتنعم بنعم الله التي لا تستطيع أن تحصيها، قال الله:{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (18)}[سورة النحل:18].
لا تتمتع بالنعم وأنت من الغافلين، تأمل في فضل الله عليك، وتأمل في كرم الله، وفي جوده، وفي فضله، وإحسانه، وعطائه، فإنك إن تأملت في هذه النعم وتفكرت بها دعاك ذلك إلى شكر ربك سبحانه وتعالى، وشكر الله سبحانه وتعالى من الواجبات العظام، وشكر الله عز وجل بأن تعترف أن هذه النعم هي فضل من الله عز وجل، ومنة وإحسان من رب العالمين سبحانه وتعالى، وتسعى في شكرها أيضاً بعبادة الله عز وجل، تعترف بالنعمة أنها من ربك، وتسعى في شكرها بعبادة الله عز وجل، وبصرفها في المصارف الصحيحة، فإن فعلت ذلك كنت من الشاكرين، لنعم الله عز وجل، ومن شكر نعم الله سبحانه وتعالى عليه زاده الله من فضله، قال الله:{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7)}[سورة إبراهيم:7].
فكم لله على العباد من نعم ظاهرة وباطنة، يمر الناس عليها وهم غافلون، لا يتأملون ولا يتفكرون ولا يشكرون ربهم سبحانه وتعالى، بل هم فيها من الغافلين والعياذ بالله، فتأملوا في نعم الله، واشكروا ربكم. سبحانه وتعالى على نعمه العظيمة، يزدكم من فضله وجوده وكرمه،
استغفر الله إنه هو الغفور الرحيم.
 
 الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
فيقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26) }
بعد أن ذكر سبحانه ما منّ به على العباد من اللباس الظاهر، أرشدهم إلى ماهو أفضل وأكمل وأحسن، وهو اللباس الباطن لباس التقوى، فإن من لا يتق ربه سبحانه وتعالى فهو عريان، وإن كان من المكتسين بالثياب الظاهرة، فهو عار لعدم تقواه لربه سبحانه وتعالى، فلباس التقوى هو أوجب اللباس، وهو أفضل اللباس، وهو جمال وزينة، ويتقي العبد به أنواع الشرور، يتقي به العبد غضب ربه سبحانه وتعالى، يتقي العبد به عذاب الله سبحانه وتعالى، يتقي العبد به نار جهنم والعياذ بالله، فتتقي به أنواع الشرور، إذا كان لباس البدن تتقي به الحر، وتتقي به البرد، وتتقي به السهام والرماح إن كانت من لباس الحروب، فإن لباس التقوى تتقي به أعظم الشرور، وأشد الشرور، فالتقوى لباس وفيه مافيه من الجمال، كما أنه يقي العبد أعظم الشرور فهو أيضا جمال، فمن كان متقيا لربه سبحانه وتعالى فإن التقوى تجمله، ولو كان قبيح المنظر، من اتقى ربه سبحانه وتعالى وتخلق بما أوجب الله عليه به ظاهرا وباطنا فإنه هذا جمال له، وستر لعيوبه، وجمال له، كان بعض ممن مضى من أهل العلم ربما اجتمعت فيه من أوصاف القبح مالم تجتمع في غيره من حيث الخلقة، لكن جمله الله سبحانه وتعالى بالأخلاق الحسنة، وكساهم الله سبحانه وتعالى جمالا من التقوى، ومن العلم، ومن الحلم، الأحنف بن قيس قيل في حقه لو أردت أن تشاهد كل صفة ذميمة وجدتها فيه، فكان صغير الرأس، وكان ناتئ الوجه، وكان غائر العينين، وكان مائل الذقن، وكان يمشي على بطون قدميه، وإذا تكلم ظهر منه الجمال، جلّ ما فيه من المعايب، وظهرت فيه المحاسن، بما عنده من العلم والحلم، بما عنده من حسن المنطق، فلباس التقوى خير، فيه مافيه من الجمال، إذا كان العبد متقاّ لربه سبحانه وتعالى، حليما وقورا، صاحب الأخلاق الحسنة، يخالق الناس بالخلق الحسن، فهو الجميل البهي، وإن كان منظرة ليس بجميل، فالجمال إنما هو جمال الخلق، جمال العلم، جمال الإيمان، جمال التقوى،{وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}
فاهتموا بهذا اللباس، اهتموا بلباس التقوى، اهتموا بالعلم النافع، اهتموا بالعمل الصالح، فإن ذلك هو أساس التقوى، العلم والعمل هما أساس التقوى، وهما أصل التقوى، ولا يستطيع العبد أن يتقي ربه سبحانه وتعالى إلا بالعلم، ولا يكن متقا لله عز وجل إذا عمل بعلمه، فعلم بغير عمل كشجر بغير ثمر، فتقوى الله عز وجل تكون بالعلم والعمل، كان الأعمش رحمة الله عليه يقول: لو كنت بقالا لقذرني الناس، فلم يشتروا مني شيئا.
لكن جمله الله سبحانه وتعالى بالعلم، فتوافد إليه الناس، وتوفد إليه الأمراء، وغير الأمراء، يلتمسون ما عنده من العلم مع مافيه من الصفات الذميمية فيما يتعلق ببعض الأمور التي ابتلاه الله سبحانه وتعالى بها من صفات الخلق، فيقول : لو كنت بقالا لقذرني الناس.
فلباس التقوى خير الألبسة، وأعظم الألبسة، وأشرف الألبسة، وأكرم الألبسة، عند رب العالمين سبحانه وتعالى، :{يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (26)}.
أسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياكم من المتقين، وأسأل الله عز وجل أن يجملنا بلباس التقوى، اللهم جملنا بلباس التقوى، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم ارحمنا يا رب العالمين، اللهم ارحم البلاد والعباد، اللهم اغفر لنا ذنوبنا واهدنا إلى سواء الصراط، اللهم اغفر لموتى المسلمين أجمعين، وارحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي