الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /روائع التحف في بيان بعض كرم الله تعالى في حسن الخلف
روائع التحف في بيان بعض كرم الله تعالى في حسن الخلف 2023-01-02 01:47:50


*خطبة جمعة بعنوان:( روائع التحف في بيان بعض كرم الله تعالى في حسن الخلف)*
 
*لشيخنا المبارك: أبي بكر بن عبده بن عبدالله الحمادي حفظه الله*
 
*سجلت بتأريخ ٢١/ربيع الأول/١٤٤٣ هجرية*
*مسجد المغيرة بن شعبة مدينة القاعدة محافظة إب حرسها الله وسائر بلاد المسلمين*
 
 
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4)عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}[العلق:3،5].
فربنا سبحانه وتعالى هو الأكرم، وربك الأكرم، وهذا دليل على اختصاصه سبحانه وتعالى بذلك، بكمال الكرم، فليس هنالك من هو أكرم من رب العالمين سبحانه وتعالى، فربك الأكرم لا غيره، هناك من الخلق من يوصف بالكرم، لكن ليس هنالك من هو الأكرم إلا الله عز وجل، فكرم الله سبحانه وتعالى عظيم، كرم الله سبحانه وتعالى عظيم على خلقه، ومن كرمه سبحانه وتعالى ما يعطي الخلق من أنواع النعم، في الليل والنهار، قال الله:{وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34)}[إبراهيم:34].
وقليل من عبادي الشكور، فكم لله عز وجل من نعم متتابعة هي من كرم الله عز وجل، وقليل من يشكر ربه سبحانه وتعالى على نعمه، على فضله وجوده وكرمه، من كرم الله سبحانه وتعالى أنه يجزي الجزاء العظيم على العمل اليسير، قال الله:{مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)}[البقرة:261].
كرم عظيم من رب العالمين سبحانه وتعالى، تنفق نفقة يسيرة في سبيل الله عز وجل فيضاعف الله سبحانه وتعالى تلك النفقة الصغيرة إلى سبعة أضعاف، وإلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف كثيرة، كالحبة الواحدة إذا وضعها الشخص في الأرض فإذا بها تنبت سبع سنابل، وفي كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء، فالله سبحانه وتعالى كريم، وهو الأكرم، كما قال سبحانه وتعالى:{اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (4) عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ(5)}
وتعليم الله سبحانه للعباد بالقلم داخل في كرمه سبحانه وتعالى، ومن كرمه سبحانه وتعالى الخلف
الخلف من كرم الله سبحانه وتعالى، وكم يخلف الله سبحانه وتعالى عباده بأنواع من الخلف أكثر وأعظم وأجل مما حصل منهم، من جملة ذلك أن العبد إذا أنفق الشيء اليسير في مرضاة الله عز وجل أخلفه الله سبحانه وتعالى أعظم منه في الدنيا وفي الآخرة، قال الله:{
وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (39)}[سبإ:39].
تنفق الشيء اليسير في مرضات الله عز وجل فيعطيك الله سبحانه وتعالى في الدنيا أعظم منه، وأكثر منه، مع ما يدخر لك في الآخرة من الثواب العظيم في جنات النعيم، التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"
ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا"،أخرجه البخاري (1442)، ومسلم (1010).
في كل يوم يصبح العباد فيه، يطلع الصباح على الناس فإذا بملكين من ملائكة الرحمن الكرام عليهم الصلاة والسلام ينزلان يقول أحدهما اللهم أعط منفقا خلفا، الذي ينفق في مرضات الله عز وجل له الخلف، يدعوان له بالخلف في الدنيا وفي الآخرة، يخلفهم الله سبحانه وتعالى أعظم مما أنفق، أعظم مما أعطى في الدنيا وفي الآخرة، والملك الآخر يقول اللهم أعط ممسكا تلفا، البخيل بماله الذي لا ينفق في مرضات ربه، ولا يؤدي الحق الواجب في ماله، يدعو عليه الملكان بالتلف، ومن جملة التلف أن يتلف الله سبحانه وتعالى ماله بأنواع الخسائر والكوارث، أو ينفق ما له في بعض علاجات الأمراض التي تصيبه، أو تصيب بعض أولاده، أو أهله، فينتهي ويتلف لأنه ما قدمه في مرضاة الله عز وجل، اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر اللهم أعط ممسكا تلفا، إذن الدعاء من أحد الملكين، ما هو من جميع الملكين، ملك يدعو للمنفق، وملك يدعو على الممسك، بهذا جاء الحديث عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: يا ابْنَ آدَمَ أنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ"،أخرجه البخاري (4684، 7411)، ومسلم (993).
وعد من الله سبحانه وتعالى بالخلف، إن أنفقت ولم تمسك أنفق الله سبحانه وتعالى عليك، والله سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد، هذا وعد الله سبحانه وتعالى، إن أنفقت مخلصا لله عز وجل لم تكن مرائيا، أنفقت شيئا من مالك مخلصا لله عز وجل ترجو ثواب الله سبحانه وتعالى فإن الله سبحانه وتعالى ينفق عليك، ويأتيك الخلف منه سبحانه وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، وأجر الاخرة أعظم من أجر الدنيا، والله سبحانه وتعالى يقول:{يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ}[البقرة:276].
الصدقة ينميها الله عز وجل، يخلفك الله سبحانه وتعالى بما هو أعظم.،  ينمي الله سبحانه وتعالى مالك، ويمحق الله الربا ويربي الصدقات، هكذا يقول ربنا سبحانه وتعالى، وفي مسلم(2588) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام:"ما نقصت صدقةٌ من مالٍ.
فالصدقة التي يخرجها العبد فإنها لا تنقص ماله، لما يحصل له من الخلف، ولما يحصل له من البركات العظيمة من رب العالمين سبحانه وتعالى، والخلف له في الدنيا وفي الآخرة، فربنا سبحانه وتعالى هو الأكرم، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم، هذا من كرم رب العالمين سبحانه وتعالى، أنك إن أعطيت الشيء اليسير أعطاك الله سبحانه وتعالى الخلف، والخلف أعظم وأعظم مما تعطيه فليس هنالك أكرم من رب العالمين سبحانه وتعالى، يكفي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدك، هو الذي خلقك، وهو الذي رزقك، وهو الذي أمدك بالنعم؛ بالنعم التي لا تحصى، يكفي هذا في كرم الله عز وجل، أكرم الخلق ما فعل بك معشار معشار، بل ولا شيء يسير مما فعل ربك سبحانه وتعالى بك، ومن أنعم عليك بنعمة فإنما الذي أسدها هو رب العالمين سبحانه وتعالى، فالملك ملكه، وهو الذي ألان قلبه لك، وهو الذي يسر له ذلك، وأعانه على الإحسان إليك، فالأمر له، فمهما أكرم أكرمك الخلق بأنواع المكارم فهي في الحقيقة من ربك سبحانه وتعالى، هو الذي هيأ لك هذه الأمور، وهو الذي ألان لك قلب الخلق حتى يحسنوا إليك بأنواع المعروف، فالأمر له،  والكرم في الحقيقة من رب العالمين سبحانه وتعالى، إذا علم العبد ذلك دعاه إلى شكر ربه سبحانه وتعالى بالعبادة له، وإخلاص العمل لرب العالمين سبحانه وتعالى، اسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.
 
الخطبة الثانية:
 
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
 اقرأ وربك الاكرم، من كرم الله سبحانه وتعالى الخلف كما قلنا، ومن ذلك أن يخلفك الله سبحانه وتعالى الخير، إن تركت شيئا من أجله سبحانه وتعالى، ليس من أجل الناس، وإنما من أجل ربك سبحانه وتعالى، فإن الله يخلفك ما هو أفضل وأحسن لك، ويخلفك في الدنيا وفي الآخرة، جاء في المسند(1523)من حديث رجل من أهل البادية، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"إنَّكَ لن تدَعَ شيئًا اتِّقاءَ اللَّهِ، جَلَّ وعَزَّ، إلَّا أعطاكَ اللَّهُ خيرًا منهُ.
فإن تركت شيئا من أجل الله عز وجل أبدلك الله الخلف بما هو أفضل لك وأحسن في الدنيا وفي الآخرة، إن سمعت المنادي ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح وتركت تجارتك واتجهت إلى بيوت الله عز وجل لتؤدي فريضة من فرائض الله عز وجل لا تظن أن رزقك يقل، وأن الناس يفرون منك فيقل رزقك،  رزقك على ربك سبحانه وتعالى، يخلفك الله سبحانه وتعالى بما هو أفضل، ويرزقك الله سبحانه وتعالى بما هو أفضل، ويبارك الله سبحانه وتعالى لك برزقك، إن لم يكن إلا هذا لكفاك، أن يجلب الله سبحانه وتعالى لك البركة في رزقك ولو كان يسيرا، كم من كثير مال ليس فيه بركة إذا به ينتهي ويزول، ولا ينتفع به صاحبه، إن تركت شيئا من أجل الله عز وجل أبدلك الله ما هو خير لك، وعد ذكره رسول الله صلى الله عليه الصلاة والسلام، أخبر به عن ربه سبحانه وتعالى، نبي الله سليمان قال الله سبحانه وتعالى عنه:{فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَن ذِكْرِ رَبِّي حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (32)رُدُّوهَا عَلَيَّ ۖ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)}[ص:33،32].
أشغلته الخير، وأنسته الخير عن صلاة العصر حتى مضت الشمس فأخر صلاة العصر إلى مغيب الشمس
نسيانا بسبب الإلتهاء بالخيل فقتلها، وأخرجها من ملكه من أجل الله عز وجل، فعوضه الله سبحانه وتعالى بما هو خير من الخيل الريح،{فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36)}
وقال الله:{وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ}[سبإ:12]
تحمله وتحمل جنده ومتاعه إلى مسافة شهر، تقطع مسافة الشهر في أول النهار وترجعه من مسافة الشهر في آخر النهار، يذهب مسافة شهر ويعود في يوم واحد، والخيل لا تتمكن من ذلك، والخيل إنما تحمله،
والريح تحمله وتحمل جنده وتحمل ما معه من المتاع إلى تلك المسافات البعيدة، عوضه الله سبحانه وتعالى بما هو خير له، لأنه ترك الخيل من أجل الله سبحانه وتعالى، ومن ترك شيئا لله عوضه الله ما هو خير منه، وعد من رب العالمين سبحانه وتعالى، المهاجرون من صحابة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام حين تركوا أوطانهم وهاجروا من أجل الله، ومن أجل رسوله، تركوا ديارهم، وتركوا أموالهم، عوضهم الله عز وجل وأبدلهم ما هو خير لهم، وصاروا ملوكا على الأرض، دان لهم كسرى وقيصر، وحصل ما حصل لهم من الملك العظيم، لأنهم تركوا ديارهم من أجل الله سبحانه وتعالى،قال الله :{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ۖ وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}[النحل:41].
وعدهم الله سبحانه وتعالى بالنباءة الحسنة في الدنيا، ووعدهم الله سبحانه وتعالى بما هو أكبر منه في الآخرة، وهكذا كل مهاجر هاجر وترك دياره من أجل الله عز وجل، خرج من دياره من بلاد الكافرين إلى بلاد المسلمين، وهاجر من أجل الله عز وجل، وترك ذلك لله، فإن الله سبحانه وتعالى يعوضه ما هو أفضل له في الدنيا، ولا أجر الآخرة أكبر لو كان يعلمون، كما أخبرنا بذلك ربنا سبحانه وتعالى، فهذا من كرم الله عز وجل، ومن جوده، وهكذا الخلف في حق من صبر على الشدائد والمصائب فإن الله سبحانه وتعالى قد يأخذ شيئا من مالك، أو شيئا من ولدك، أو غير ذلك مما تحب، فتصبر على البلاء فيخلفك الله سبحانه وتعالى بما هو أفضل، ويأخذ منك اليسير فتصبر فيعطيك الكثير في الدنيا والآخرة، في مسلم(918) من حديث أم سلمة رضي الله عنه عن رسول الله عليه والسلام أنه قال:"
ما مِن مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فيَقولُ ما أمَرَهُ اللَّهُ: {إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ راجِعُونَ}،[البقرة:156] اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتِي، وأَخْلِفْ لي خَيْرًا مِنْها، إلَّا أخْلَفَ اللَّهُ له خَيْرًا مِنْها، قالَتْ: فَلَمَّا ماتَ أبو سَلَمَةَ، قُلتُ: أيُّ المُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِن أبِي سَلَمَةَ؟ أوَّلُ بَيْتٍ هاجَرَ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، ثُمَّ إنِّي قُلتُها، فأخْلَفَ اللَّهُ لي رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ قالَتْ: أرْسَلَ إلَيَّ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حاطِبَ بنَ أبِي بَلْتَعَةَ يَخْطُبُنِي له، فَقُلتُ: إنَّ لي بنْتًا وأنا غَيُورٌ، فقالَ: أمَّا ابْنَتُها فَنَدْعُو اللَّهَ أنْ يُغْنِيَها عَنْها، وأَدْعُو اللَّهَ أنْ يَذْهَبَ بالغَيْرَةِ.
فيأخذ الله سبحانه وتعالى منك اليسير ابتلاءا وامتحانا فإن صبرت أخلفك الله، آجرك الله وأخلفك بما هو أفضل لك وأحب إليك، وفضل الله سبحانه وتعالى واسع، فالله هو الأكبر، اقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم، أحسن الظن بربك، واستقم على شرع الله سبحانه وتعالى، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وأعلم أن الله سبحانه وتعالى لا يضيع أجر العاملين، فالله هو الأكرم، وجزاء الله سبحانه وتعالى لا نظير له، اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين،وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتنا وسرها، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم اغفر لموتى المسلمين أجمعين، اللهم يسر على المعسرين، واقضي الدين عن المدينين، وعاف مبتلى المسلمين، واشف مرضاهم، وارحم موتاهم، إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي