الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /عظم الفلاح والأجر في الثبات على الأمر
عظم الفلاح والأجر في الثبات على الأمر 2023-01-02 02:05:33


*خطبة جمعة بعنوان:( عظم الفلاح والأجر في الثبات على الأمر )* *لشيخنا المبارك: أبي بكر بن عبده بن عبدالله الحمادي حفظه الله* *سجلت بتأريخ ٢٨/ ربيع الأول/١٤٤٣هجرية* *مسجد المغيرة بن شعبة* إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71] أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة. روى الإمام أحمد في مسنده، والطبراني في معجمه الكبير وفي كتابه الدعاء، عن شداد بن أوس رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا شدَّادُ بنُ أوسٍ ! إذا رأيتَ النَّاسَ قد اكتنزوا الذَّهبَ والفضَّةَ؛ فاكنِز هؤلاء الكلماتِ : اللَّهمَّ إنِّي أسألُك الثَّباتَ في الأمرِ ، والعزيمةَ على الرُّشدِ ، وأسألُك موجِباتِ رحمتِك ، وعزائمَ مغفرتِك ، وأسألُك شُكرَ نعمتِك ، وحُسنَ عبادتِك ، وأسألُك قلبًا سليمًا ، ولسانًا صادقًا ، وأسألُك من خيرِ ما تعلَمُ ، وأعوذُ بك من شرِّ ما تعلَمُ ، وأستغفرُك لما تعلَمُ ؛ إنَّك أنت علَّامُ الغيوبِ. إذا كنز الناس الذهب والفضة إذا اهتم الناس بحطام الدنيا، وبشهواتها وملذاتها، وتكالبوا على كنوزها، فاكنز أنت ما ينفعك في الدنيا وفي الآخرة، اكنز هؤلاء الكلمات المباركات النافعات التي فيها الخير العظيم في الدنيا والآخرة، اللهم إني اسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، حاجة العبد إلى الثبات على الأمر من أعظم الحاجات، ومن أوكد الحاجات، وقليل من الناس من يثبته الله سبحانه وتعالى، من الثبات على الأمر أن يثبت العبد على طاعة ربه سبحانه وتعالى حتى يأتيه الموت، كما قال سبحانه وتعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [سورة الحجر:99] أي حتى يأتيك الموت، واليقين هو الموت، كما قال المشركون وهم في سقر حتى أتانا اليقين، أي حتى جاءنا الموت، ونحن على ترك الصلاة والتكذيب والخوض مع الخائضين، حتى أتانا اليقين، أي بقينا على ذلك حتى جاءنا الموت، فاليقين هو الموت، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، وقال سبحانه وتعالى:{وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا}[سورة النحل: 52 ]. أي الدين المستمر إلى أن يموت العبد، فالواصب هو المستمر، ولهم عذاب واصب أي لهم عذاب مستمر، فقلة من الناس من يثبت على دينه، من يثبت على عبادة ربه سبحانه وتعالى، وكثير من الناس من تتقلب بهم الأمور، فتارة يحافظون على عبادة الله عز وجل، وتارات يتركون طاعة ربهم سبحانه وتعالى لأدنى الأمور، ولأتفه الأمور، فقد يتركون الطاعة بسبب الإلتهاءببعض شهوات الدنيا وملذاتها، وقد يتركون الطاعة بسبب بعض الهموم والمشاكل والمصائب النازلة بهم، فبدل أن يتجهوا الى ربهم سبحانه وتعالى ليفرج ما نزل بهم إذا بهم يعرضون عن ربهم سبحانه وتعالى،إلى غير من الأسباب التافهة، التي يترك العبد فيها طاعة ربه سبحانه وتعالى ولا يثبت على عبادة ربه حتى يأتيه الموت، والله يقول:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ(57)إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ(58)} [سورة الذاريات: 56-58]. فإنما خلقك ربك سبحانه وتعالى من أجل عبادته، في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"أَحَبُّ الأعمالِ إلى اللهِ أدْومُها و إن قَلَّ"،أخرجه البخاري (6465)، ومسلم (783) واللفظ له. هذا أحب العمل إلى الله سبحانه وتعالى، العمل الذي يثبت عليه العبد، ويستمر عليه وإن كان عملا قليلا، والمراد من الأعمال المستحبة، أما الأمور الواجبة فلا بد على العبد أن يأتي بجميعها، لكن الأعمال المستحبة التي يحبها رب العالمين سبحانه وتعالى العمل الذي يستمر ويثبت عليه العبد إلى أن يأتيه الموت، ولو كان ذلك العمل قليلا، وفي مسلم(746)عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا عَمِلَ عَمَلًا أَثْبَتَهُ. أي إذا عمل عملا صالحا من نوافل العبادات فإنه يثبت على ذلك العمل، ويُثبت ذلك العمل ويستمر عليه-عليه الصلاة والسلام- إلى أن يأتيه الموت، هذا هدي رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا أحب العمل إلى رب العالمين سبحانه وتعالى، أدومه وإن قل، كما قال ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، وفي هذا الحديث الذي هو كنز من كنوز الآخرة علم النبي عليه الصلاة والسلام شداد بن أوس هذا الكلمات المباركات" اللهم إني أسألك الثبات على الأمر" من الثبات على الأمر أن يثبت العبد في أوقات الفتن، يثبت على دينه، يثبت على الحق وإن تلاطمت الفتن، وهاجت الفتن من كل مكان فإنه لا يتزحزح، لا يتزحزح سواء كانت هذه الفتن من فتن الشهوات، أو من فتن الشبهات، يثبت على الحق، ويثبت على دينه، ولا يتزلزل إذا ما نزلت الفتن، ولا يوفق الله سبحانه وتعالى العبد على الثبات على الفتن إلا إذا توكل عليه، واستعان به سبحانه وتعالى، وتعلم العلم النافع، إياك نعبد وإياك نستعين، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، فإذا ما توكل العبد على ربه واستعان به وتعلم العلم النافع فإن الله سبحانه وتعالى يثبته، عند نزول الفتن والمحن وقلة من الناس من يثبتون، في مسلم(118) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال عليه الصلاة والسلام:"بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ. يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيْهَا مُؤْمِناً وَيُمْسِي كَافِراً. أَوْ يُمْسِي مُؤْمِناً وَيُصْبِحُ كَافِراً. يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا. وفي المسند :"بعرض من الدنيا قليل". لا يثبت على دينه، لا يثبت على دينه عند حلول فتن الشهوات، ولا يثبت على دين إن حلت فتن الشبهات، بل مستعد أن يبيع دينه بأتفه الأمور، ويخرج عن دينه بالكلية بأتفه الشهوات، وبأحقر الشهوات، كما قال عليه الصلاة والسلام" يبيع دينه بعرض من الدنيا قليل. فالواجب على العبد أن يثبت على دينه، وأن يثبت على الحق، والباطل إذا ما جاء فإن له دهشة وروعة، من أول مجيئه فإذا ما ثبت العبد على دينه فتزول تلك الأمور، وتنكشف الحقائق، ومن أسباب الثبات أن يتعلم العبد دينه، يتفقه في دين الله عز وجل، ولا يكن من الجاهلين، فإن أهل الجهل هم وقود الفتن، وهم المغترون بدهشة الفتن وبروعة الفتن، وهم المتساقطون فيها إلا من رحم الله سبحانه وتعالى. قال الحسن البصري رحمة الله عليه: إذا أقبلت الفتنة علمها كل عالم، وإذا أدبرت علمها كل جاهل. خرج قارون بماله وبحشمه وبزينته بفتنة عظيمة من فتن الدنيا، ففتن به الجاهلون، :{فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ (80) فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ (81)وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ (82)}[سورة القصص:79،82] الجاهلون اغتروا بتلك الفتنة، والعالمون حذروها وحذروا منها، ولما أدبرت الفتنة بهلاك قارون علمها كل جاهل،يقولون {وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} فالعلم من أسباب الوقاية من الفتن مع التوكل على الله عز وجل، والاستعانة به، والتضرع بين يديه، فالثبات على الحق وعلى الدين عند مرور الفتن من الأمور العظيمة، فكم من شخص خرج من دينه بفتنة من الفتن، باع دينه بعرض من الدنيا قليل كما أخبرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، إذن هذا دعاء عظيم، كنز من الكنوز العظيمة، يا شداد بن أوس إذا كنز الناس الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات "اللهم إني اسألك الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد. هذا واستغفر الله انه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله. وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: معاشر المسلمين اعلموا أن أصل الثبات هو ثبات القلب، هذا هو أصل الثبات، أن يثبت الله سبحانه وتعالى قلبك في جميع الأمور، وفي جميع المواطن، فإن ثبت الله سبحانه وتعالى قد قلبك فأنت من الناجين، وإلا فإنك من الهالكين. من الثبات المرغب فيه الثبات عند ورود الأخبار، الثبات عند ورود الأخبار فلا يصيب الإنسان القلق، ولا يدخل القلق إلى قلبه، ولا يدخل الرعب إلى نفسه، بل يثبت عن ورود الأخبار ويتثبت منها، يثبت فلا يتزلزل، ولا يقلق، ولا يدخل على نفسه الظنون، ولا يدخل على قلبه الكربات، بل يثبت ويتثبت، وإذا كان الخبر من جهة المجاهيل، أو من جهة الفاسقين، فقد قال ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ(6)}[سورة الحجرات:6]. فتصبحوا على ما فعلتم نادمين: أي فتثبتوا، لا يتعجل الأنسان ويحدث الأحكام ويصدر الأحكام والظنون السيئة بمجرد أخبار الفاسقين، إن جاء الخبر فعليه أن يثبت ولا يتزلزل بذلك الخبر ويتثبت منه، يتثبت منه إن كان من أخبار الفاسقين، بهذا أمرنا ربنا سبحانه وتعالى، وما سوى ذلك فإنه من أبواب الفتن، ومن أبواب الشرور، فكم من خبر أصاب المسلمين بأمور عظيمة، وكم من خبر سبب الهلاك لبعض الناس، وكم من خبر كاذب سبب الأمراض الخطيرة المهلكة للآخرين، فآفة الأخبار رواتها، لا تتعجل بقبول الخبر من غير تثبت إن كان من طريق الفاسقين، أو المجاهيل، ولا تتعجل في بثه ونشره، فإنه يحصل ما يحصل بسببه من الهلاك والعياذ بالله، فكم من خبر كاذب بموت فلان، خبر كاذب ينشره شخص فيحصل الهلاك لأُناس، لا يتحمل بعض الناس لضعفهم مثل هذا الخبر، كأن يصل الخبر إلى أم ذلك الرجل فتموت من شدة المصيبة النازلة بها وقد حصل هذا في واقع الناس، أو تأتيه بعض الأمراض الخطيرة كالجلاطات وما إلى ذلك بسبب أخبار كاذبة، وإشاعة أخبار كاذبة من غير تثبت فيها، والله سبحانه وتعالى يقول:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} ويقول الله:{وَإِذَا جَآءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ ٱلْأَمْنِ أَوِ ٱلْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِۦ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥمِنْهُمْ}[سورة النساء:83]. أي يسخرجونه منهم من معدنه، يعرفون هل هذا الخبر من الأخبار الصحيحة أو من الأخبار الكاذبة، {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِى ٱلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسْتَنۢبِطُونَهُۥمِنْهُمْ} الإستنباط إخراج الشيء من معدنه، أي يتبعون ذلك الخبر من معدنه وأصله، فيعلمون هل هو من أخبار الصادقين أو من أخبار الكاذبين، هل هو خبر صحيح أو خبر كاذب، فهذا من التثبت الذي أمر الله سبحانه وتعالى به، فيثبت الإنسان عند ورود الخبر ولا يتعجل ببثها ونشرها قبل أن يتبين هل أخبار صادقة أو كاذبة، وهل هنالك مصلحة في بث ذلك الخبر وإن كان من الصدق، أو في بثه من المفسدة، لابد للعبد أن يكون متعقلا ثابتا غير متعجل، وهكذا أيضا من الثبات الثبات عند نزول المصائب والمحن والشدائد، فإن هنالك من الناس من لايثبت،إذا ما نزلت به مصيبة وشدة إذا به ينهار ولا يصبر عند نزول الشدائد والمحن، وإذا به يتلفظ بما لا يليق بحق ربه سبحانه وتعالى، فكل هذا مما لا يجوز، والثبات عند نزول المصائب والشدائد والمحن من الثبات الواجب، اللهم إني اسألك الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد، الثبات عند العجلة في أموره ويكون عنده عزيمة على الرشد، الشيء الذي فيه رشد فيه خير لك في الدنيا والآخرة احرص عليه، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم(2664) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه:"احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. لا يفوت الإنسان على نفسه أمور الخير بحجة الثبات والتثبت وعدم العجلة، بل يجمع بين الأمرين، لا يتعجل في أموره ويثبت، يثبت ولا يتعجل في أموره ويحرص على الخير فلا يفوته الخير بحجة التثبت، بل يجمع بين الأمرين، يبتعد عن العجلة التي تضره في أمر دينه وفي أمر دنياه، ويحرص على الخير ولا يفوته الخير عن نفسه بحجة التثبت، بل يجمع بين الأمرين، فإذا ما جمع بين الأمرين حصل له تمام الفلاح، وحصل له الخير العظيم في الدنيا والآخرة، زال عن المكروه والشر بتثبته وبثباته، وحصل الخير بحرصه عليه، فإذا ما جمع العبد بيت هاذين الأمرين فإنه يجمع الخير كله، ويفوز بجميع المطلوب، وينجو عن جميع المكروه، ففي هاتين الكلمتين من تعليم رسول الله عليه الصلاة والسلام جماع الخير، والبعد والنجاة من كل شر، اللهم إني اسألك الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد. وهكذا نحن نسأل ربنا سبحانه وتعالى الثبات على الأمر، اللهم إنا نسألك الثبات على الأمر، والعزيمة على الرشد، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم وجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم يسر على المعسرين واقض الدين عن المدينين وعاف مبتلى المسلمين واشفي مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي