الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /نصب الراية في بيان من يستحق الولاية
نصب الراية في بيان من يستحق الولاية 2023-01-02 03:46:50


*خطبة جمعة بعنوان :(نصب الراية في بيان من يستحق الولاية)*
 
*لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله*
 
*سجلت بتأريخ ٢٣ /من ذي الحجة/١٤٤٣ هجرية.*
 
*مسجد المغيرة بن شعبة مدينة القاعدة محافظة إب حرسها الله وسائر بلاد المسلمين*
 
 
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{فَقَٰتِلُوٓاْ أَوْلِيَآءَ ٱلشَّيْطَٰنِ ۖ إِنَّ كَيْدَ ٱلشَّيْطَٰنِ كَانَ ضَعِيفًا}[النساء:76]
وقال سبحانه وتعالى :{إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ (27)}[الأعراف:27].
فهنالك من الخلق من هو من أولياء الشيطان، وهنالك من الخلق من هو من أولياء الرحمن، فأولياء الشيطان هم الكافرون، وهم المشركون، الذين
أحبوه وقدموه، وقدموا طاعته على طاعة ربهم سبحانه وتعالى، وأطاعوه في معصية الله عز وجل، وهنالك أولياء لله عز وجل، وأولياء لرسوله عليه الصلاة والسلام، وأولياء للمؤمنين، فأولياء الله سبحانه وتعالى هم المؤمنون، لهم الولاية من رب العالمين سبحانه وتعالى، والولاية هي المحبة والنصرة، فلهم المحبة من الله عز وجل، ولهم النصرة من رب العالمين عز وجل، قال الله:{اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ ۖ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ}[البقرة:257]
فالله سبحانه وتعالى هو ولي من كان مؤمناً به سبحانه وتعالى، فمن حقق الإيمان برب العالمين سبحانه وتعالى فله الولاية من الله عز وجل، وكل من كان مؤمناً فهو من أولياء الله عز وجل، وله من الولاية على حسب إيمانه، على قدر إيمانه برب العالمين سبحانه وتعالى، الله ولي الذين آمنوا.
أولياء الله عز وجل هم الصالحون الذين أصلحوا ظاهرهم وباطنهم، فأصلحوا ظاهرهم بطاعة الله عز وجل، والابتعاد عن معصية الله عز وجل، وهكذا أصلحوا باطنهم أيضاً بطاعة الله عز وجل بالإيمان به، بالتوكل عليه، والاستعانة به، بالخوف والرجاء والخشية لرب العالمين سبحانه وتعالى، إلى غير ذلك من أعمال القلوب، ومن إيمان القلوب، فمن كان صالحاً فهو من أولياء الله عز وجل، وله الولاية من رب العالمين سبحانه وتعالى، وهو من أولياء رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن أولياء المؤمنين، قال الله:{إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ ۖ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196)}[الأعراف:196].
فمن كان من الصالحين فله الولاية من رب العالمين سبحانه وتعالى، على قدر صلاحه واستقامته على دين ربه سبحانه وتعالى، أولياء الله عز وجل هم المؤمنون المتقون، قال سبحانه وتعالى:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}[يونس:63].
فمن كان مؤمناً تقياً كان لله ولياً، وله من الولاية على قدر تقواه لربه سبحانه وتعالى، وعلى قدر إيمانه برب العالمين سبحانه وتعالى، فكل مؤمن تقي فهو لله ولي، كما أخبرنا بذلك ربنا سبحانه وتعالى في هذه الآية،:{أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63)}[يونس:63].
فهؤلاء هم أولياء الله عز وجل الذين لهم المحبة من رب العالمين سبحانه، ولهم النصرة، ولهم التأييد من رب العالمين عز وجل، في الصحيحين والففظ للبخاري (5990)من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال:"سَمِعْتُ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ جِهَارًا غيرَ سِرٍّ يقولُ: إنَّ آلَ أبِي -قالَ عَمْرٌو: في كِتَابِ مُحَمَّدِ بنِ جَعْفَرٍ بَيَاضٌ- لَيْسُوا بأَوْلِيَائِي؛ إنَّما ولِيِّيَ اللَّهُ وصَالِحُ المُؤْمِنِينَ.
فهؤلاء هم أولياء رسول الله عليه الصلاة والسلام، فالله هو وليه، وهكذا من أولياء رسول الله عليه الصلاة والسلام من كان صالحاً من أهل الإيمان، فهو ولي لرسول الله عليه الصلاة والسلام على قدر صلاحه وتمسكه بدين ربه سبحانه وتعالى، في البخاري(6502)من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"إنَّ اللَّهَ قالَ: مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ.
فهؤلاء هم أولياء الرحمن سبحانه وتعالى الذين يحافظون على فرائض الله عز وجل، ويكثرون بعد ذلك من النوافل حتى يحبهم رب العالمين سبحانه وتعالى، فيكونوا من أولياء الرحمن، وإذا صار العبد ولياً لله عز وجل أحبه الله، وأيده ونصره وسدده في أقواله وفي أفعاله، من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، أي أعلنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، أي أن الله عز وجل يؤيده ويحفظه في سمعه
وبصره الذي يبصر به، أي أن الله عز وجل يؤيد في بصره، وهكذا في يده وفي قدمه فلا يتصرف في هذه الجوارح إلا على حسب مرضاة الله عز وجل، فهذا هو ولي الله عز وجل، المسارع في النوافل بعد أداء الفرائض، فمن كان كذلك فله الولاية لله عز وجل، كما يدل عليه هذا الحديث القدسي، مما يرويه لنا رسولنا عليه الصلاة والسلام عن رب العالمين سبحانه، وهؤلاء كما أنهم أولياء ولهم الولاية من الله عز وجل، ولهم الولاية من رسول الله عليه الصلاة والسلام، ومن المؤمنين، أيضا لهم الولاية من الملائكة الكرام عليهم الصلاة والسلام، قال الله:{إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30)نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31)نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32)}[فصلت:30،31]
فهؤلاء هم أولياء الملائكة الذين قالوا ربنا الله، أي الذي نعبده. لا نعبد إلا الله، لا نصلي إلا له، ولا نسجد إلا له، ولا نذبح إلا له، ولا نستعين إلا به، ولا نتوكل إلا عليه، ولا نلتجئ إلا إليه سبحانه وتعالى، فهو معبودنا، ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا على دين الله عز وجل، ولم يحصل منهم الاعوجاج لا يمنة ولا يسرة، وإنما استقاموا على الصراط المستقيم، على كتاب الله، وعلى سنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، تتنزل عليهم الملائكة أي عند موتهم، ألا تخافوا على ما تستقبلونه من أمور الآخرة، ولا تحزنوا أي على ما فاتكم من الدنيا، لا تحزنوا على أولادكم، ولا تحزنوا على أهاليكم، ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، نحن أولياءكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فالملائكة أولياء للمؤمنين، لمن قال ربنا الله ثم استقام على دين الله عز وجل، فهؤلاء لهم الولاية من الله عز وجل، المؤمنون والمتقون، والصالحون، والمستقيمون على دين رب العالمين سبحانه وتعالى، لهم الولاية من رب العالمين سبحانه وتعالى، ومن رسوله الكريم، ومن الملائكة، ومن سائر المؤمنين.
هذا وأسأل الله عز وجل أن يرحم يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.
 
 
*الخطبة الثانية:*
 
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
معاشر المسلمين : اعلموا أن الولاية هي المحبة والنصرة، فهذه هي الولاية المحبة والنصرة، ويجب على المؤمنين جميعاً أن يوالوا رب العالمين سبحانه، وأن يوالوا رسوله الكريم، وأن يوالوا المؤمنين،{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55)}[المائدة:55]
فهذه ولاية واجبة أن نوالي ربنا سبحانه، وأن نوالي رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، وأن نوالي المؤمنين، ويحرم على المؤمنين أن يوالوا أعدائهم؛ من اليهود ومن النصارى ومن غيرهم من أنواع الكافرين، قال الله:{يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّى وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَآءَ}[الممتحنة:1].
وقال الله:{وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِى ٱلْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ}[الأنفال:73]
يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء، نهى الله سبحانه وتعالى عن ذلك،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}
وقال الله :{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138)الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139)}[النساء:138،139]
فلا تجوز موالاة الكافرين، والواجب على العبد أن يوالي ربه، وأن يوالي رسوله، وأن يوالي المؤمنين، كما أمرنا بذلك رب العالمين سبحانه وتعالى، معشر المسلمين الولاية هي المحبة والنصرة، فمن كان أحب إلى الله عز وجل، وإلى رسوله، فله أعظم الولاية، وأعظم أولياء الله عز وجل هم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام، ثم بعد الرسل الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين، الذين نصروا الإسلام، ونصروا كتاب الله عز وجل، ونصروا رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، الذين نصروه وآزروه وضحوا بأنفسهم وأموالهم من أجل الله عز وجل، ومن أجل أن ينصروا رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما وصل إلينا الإسلام إلا عن طريقهم رضي الله عنهم أجمعين، فهم أعظم الناس ولاية بعد الأنبياء والمرسلين رضي الله عنهم أجمعين، وخير الصحابة وأعظم الصحابة ولاية لله عز وجل ولرسوله وللمؤمنين الصديق رضي الله عنه، ثم عمر الفاروق رضي الله عنه، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم علي رضي الله عنه، ثم بعد ذلك سائر الصحابة أجمعين رضي الله عنهم أجمعين، فإن صديق هذه الأمة رضي الله عنه كان أعظم الناس في قلب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وما أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أمته أعظم من الصديق رضي الله عنه، فقد قال عليه الصلاة والسلام:"لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبِي، وَقَدِ اتَّخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلًا. كما جاء في الصحيحين عن جماعة من الصحابة منها ما هو في البخاري ومنها ما هو في مسلم، في حديث عبدالله ابن عباس، وحديث جندب، وحديث أبي سعيد الخدري، وحديث ابن مسعود، وغير ذلك من الأحاديث الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، مما رواه أو روى بعضه البخاري وروى بعضه الإمام مسلم في صحيحيهما، الذين هما أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل، وجاء في الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كُنَّا في زَمَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا نَعْدِلُ بأَبِي بَكْرٍ أحَدًا، ثُمَّ عُمَرَ، ثُمَّ عُثْمانَ، ثُمَّ نَتْرُكُ أصْحابَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، لا نُفاضِلُ بيْنَهُمْ.
هكذا كانوا على عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يبلغه ذلك ولا ينكر عليهم، فكانوا يرون أن أفضل هذه الأمة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام الصديق، ثم عمر، ثم عثمان رضي الله عنهم أجمعين، وفي المرتبة الرابعة علي رضي الله عنه، ومرتبتهم في الفضل كمرتبتهم في الخلافة رضي الله عن الصحابة أجمعين، وهكذا تواتر عن علي رضي الله عنه أنه خطب وقال في منبر الكوفة قال:" خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، تواتر هذا عن علي رضي الله عنه، وقال رضي الله عنه إذا أوتيت برجل يفضلني على أبي بكر وعمر لحددته حد المفتري، فخير هذه الأمة أبو بكر ثم عمر، ومن كان أحب إلى الله وإلى رسوله فله أعظم الولاية من الله ومن رسوله، وبعد الشيخين كما عرفنا عثمان رضي الله عنه وعلي رضي الله عنه، وبعد هؤلاء سائر الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وبعد الصحابة من كان من التابعين لهم بإحسان فله من الولاية على قدر اتباعه لهم بإحسان، والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه، فمن كان كذلك فله من ولية الله عز وجل على قدر اتباعه لهم بإحسان، وله من الرضا من رب العالمين سبحانه وتعالى على قدر اتباعه لهم بإحسان، فولاية الله عز وجل كما عرفناه على قدر إيمان العبد، وعلى قدر استقامة العبد، وعلى قدر تقواه، وعلى قدر اتجاه قلبه إلى ربه سبحانه وتعالى، فهذه الولاية هي أعظم الولاية، ولاية الله عز وجل وأردى الولاية هي ولاية الشيطان، فان من تولى الشيطان فإنه من الخاسرين في الدنيا والآخرة، وهو من أصحاب السعير والعياذ بالله، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم يسر على المعسرين، واقض الدين عن المدينين ،وعاف مبتلى المسلمين واشف مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي