الرئيسية / الفتاوى / الفتاوى المتنوعة/ما حكم من يلعن الفقر ؟ 6 رجب 1443هـ
ما حكم من يلعن الفقر ؟ 6 رجب 1443هـ 2023-01-25 15:21:01


السؤال :

ما حكم من يلعن الفقر ؟

الجواب :

لا يشرع  هذا اللعن، ولله عز وجل في الفقر والغنى الحكمة البالغة ، وهكذا له وفي الصحة والمرض الحكمة البالغة، والواجب هو الصبر على مر القضاء،  وإن حصل الرضا فذلك أرفع وأرفع  أما اللعن فهو تسخط من  أقدار الله عز وجل  واعتراض على أقدار الله  سبحانه وتعالى وهذا أشد وأشد،  ورب شخص لا يصلح  له إلَّا  الفقر، فهناك من الناس من لو أغناهم الله عز وجل لطغوا ولحصل  منهم ما حصل من البغي والفساد والبعد عن الله عز وجل وهذا هو الأمر الغالب كما قال الله تعالى: "  وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الأرْضِ وَلَكِنْ يُنزلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ  " وقال تعالى "  {كَلا إِنَّ الإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} وقال سبحانه وتعالى " أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ  إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأوَّلِينَ  "  أعطاه الله عز وجل المال والأولاد فحصل منه الطغيان والعياذ بالله ، هذه حالة أكثر  الناس " لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ " قال الله : فأعرضوا: حصل منهم الطغيان :  فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ  ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلا الْكَفُورَ .

فالغالب أن المال يفسد وأنَّ الفقر يصلح ، ولهذا كان أتباع الأنبياء هم ضعفاء الناس وليسوا كبرائهم، والضعفاء والفقراء قلوبهم لينة للحق ، وأما  أصحاب الغنى فإنَّ غناهم قد صرفهم عن دين الله عز وجل إلَّا من رحم الله سبحانه وتعالى،  والكفاف هو الأحسن في حق العبد كما كان النبي عليه الصلاة والسلام يدعو ربه  أن يكون عيشه قوتاً لا زيادة فيحصل الطغيان، ولا نقصان فتحصل الحاجة للخلق،  والفقر قد يُشغل المرء، وقد يدخل الهموم وقد يشغل الشخص عن كثير من الخير،  والغنى أيضًا يلهي،  والكفاف هو الخير والأحسن والأكمل ،  لكن على كلٍ لله عز وجل الحكمة البالغة في الفقر والغنى فما يجوز  أن يلعن الإنسان لا الفقر ولا الغنى .


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي