ما نصيحتكم للمعددين الذين لا يعدلون مع زوجاتهم في قسمتهم بالمبيت ؟ 28 رجب 1443هـ 2023-01-25 15:24:19
السؤال :
ما نصيحتكم للمعددين الذين لا يعدلون مع
زوجاتهم في قسمتهم بالمبيت ؟
الجواب :
النصيحة للمعددين أن يتقوا الله عز وجل في هذا الأمر الذي هو واجب أوجبه الله سبحانه
وتعالى عليهم ، فإن الله سبحانه وتعالى
يقول : " فَانْكِحُوا
مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ
أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلا
تَعُولُوا " أي
: أن لا تجوروا، بمعنى أن لا تظلموا، فإنَّما أباح الله عز وجل التعدد للرجل بشرط
العدل، وإذا علم الشخص من نفسه عدم القدرة على العدل فإنَّ التعدد في حقه من المحرمات،
فلا بد من العدل، وبعض الناس يعرف هذا من نفسه، يعرف أنَّ له شخصية كما يقال: ضعيفة.
تتسلط عليه زوجته، فإذا تزوج الزوجة
الثانية ربما ظلمها، فيحصل منه ظلم مثلاً
للزوجة الثانية باعتبار أنَّ الأولى متسلطة عليه، وهو يعلم هذا من نفسه لما له منها من الأولاد، فيحرص عليها من أجل الأولاد
وغير ذلك، وربما يتنازل معها ببعض الأمور
ويوافقها على بعض الأمور من أجل أولاده ويظلم الزوجة الثانية، وقد يحصل العكس، وهذا
يختلف باختلاف الناس فقد يميل إلى الثانية ويحصل الظلم للأولى، فإذا علم الإنسان من نفسه مثل هذا الضعف. فلا
يجوز له أن يتزوج الثانية، نعم يحرم عليه أن
يتزوج الثانية لأنَّ الله عز وجل أباح لنا الثانية إذا علم الإنسان من نفسه العدل وأمَّا
قول الله عز وجل : {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ
النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} فالمراد بذلك محبة القلوب، فهذا مما عفا الله عنه، فالشخص قد
يحب زوجة من زوجاته أكثر من الأخرى فلا لوم عليه في محبة قلبه وإنَّما اللوم
عليه في العدل الذي أُمر به، وهو العدل في المبيت والعدل في النفقة .
وبعض الناس يتزوج الثانية ولا يعرف من أحكام
العدل بين الزوجات شيئاً، فيقدم على الزواج بالثانية ولا يدري ما الذي عليه وكيف
يكون التعامل بين الزوجات؟ وما هو الواجب عليه ؟ وكيف يصنع؟ لا يفهم مثل هذه الأمور ويقدم على التزوج
بالثانية وهذا مما لا ينبغي لأنَّه ربما إذا علم أحكام الشرع في العدل ربما علم من
نفسه عدم القدرة.
نعم بعض الناس ربما يريد أن يفهم العدل لكن بعد أن يتزوج، وربما بعد
ذلك يستطيع للعدل وربما لا يستطيع، والعلماء في كتب الفقه بسطوا القول في قضية العدل بين
الزوجات وكيف يكون، وبينوا مسائل القضاء ،
و كيف يقضي للزوجة إذا ضيع شيئاً من وقتها، حتى بينوا الأمور الخفيفة في الأشياء اليسيرة من
التأخرات، فلو تأخر مثلاً في أول الليل من ليلة امرأة له، تأخر مثلاً نصف ساعة من أول الليل لا بد أنَّه يدون هذا
الذي حصل منه، لأنَّ هذا حق من الحقوق فإذا جاءت ليلة الثانية ما الذي يصنع؟ إمَّا
أن يفوت عليها ذلك المقدار وإمَّا أن يقضيه للأولى، وينبغي أن يجمع في آخر الأسبوع ما عليه من
القضاء فمثلاً عليه للأولى ثلاث ساعات،
كأن يكون فوت على الأولى ثلاث ساعات فيجعل ليلة للقضاء، يذهب عند تلك التي فوت
عليها ثلاث ساعات فقط وثم بعد ذلك يذهب إلى
المسجد أو إلى الفندق يتم بقية الليلة ، وله أن يفوت على الجميع في ذاك المقدار، فعلى كلٍ لا بد من مراعات هذه الأمور التي
يذكرها العلماء في هذا الباب، والعدل مما أوجبه الله سبحانه وتعالى فهذا مما ينبغي
أن يراعا، فالزواج بالثانية ليست هي قضية قوة قلب، فبعض الناس يظنها قوة قلب، يعني الذي عنده قوة قلب وجرأة يتزوج
بالثانية، والذي لم يتزوج فإنَّه ضعيف وجبان، بل هي حقوق شرعية، وأحكام دينية وواجبات متحتمة
لا بد أن تؤدى ويتفقه الإنسان بها قبل أن يتقدم للزواج، فينبغي أن يتفقه وينظر في
كلام العلماء فيما يتعلق بالعدل، فإن رأى من نفسه القدرة على العدل بعد أن يفهم ما لمراد بالعدل ؟ وكيف يكون العدل ؟ فهذا مما أحله الله " " فَانْكِحُوا
مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ " وإن علم من نفسه الضعف فالواجب عليه الابتعاد وأن يكتفي بما أمر
الله به. " فَانْكِحُوا
مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ
أَلا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ "
وذكر الله تعالى ملك اليمين وذلك لأنَّ
ملك اليمين ما فيه عدل واجب، فالعدل في
الحرائر من الزوجات وليس في ملك اليمين، فعلى كلٍ كم تأتِ من شكاوى من جهة النساء في هذا الباب في باب الظلم وعدم العدل بين الأزواج
ويجب على العبد أن يتقي ربه، فيتقي العبد ربه في هذه الأمور ويعلم العبد أن عليه رقيب وهو رب العالمين سبحانه وتعالى ، ويخشى
ربه من الظلم فإنَّ الظلم ظلمات يوم القيامة كما أخبرنا بذلك نبينا عليه الصلاة
والسلام .