السؤال

سائلة تقول : إنَّ زوجها غاب عنها منذ سبع سنين وهو مقصر تجاهها وتجاه أولادها من ناحية المصاريف، والزوج عزم على العودة من الغربة فقالت زوجته : سأضرب إبرة لمنع الحمل، فحلف عليها زوجها إذا ضربت إبرة ما تجلس له في بيت فما نصيحتكم لهذه الزوجة في ظل تقصير زوجها معها ومع أولادها فهل لها أن تضرب إبرة وتوقف الحمل حتى يقوم الزوج بما عليه من الواجبات نحو زوجته وأولاده ؟

الجواب :

 لا يجوز لها أن تفعل هذا من أجل هذه القضية، فإنها نظرت إلى مسألة الرزق، والرزق هو من الله عز وجل ، فالرزاق هو الله سبحانه وتعالى، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ * [مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ] (9) } [الذَّارِيَاتِ: 56 -58] .وقال الله عز وجل: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الْعَنْكَبُوتِ: 60]

وقال تعالى: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [هُودٍ: 6]، وقال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا } وقال تعالى: {وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ} ، فنهى الله سبحانه وتعالى عن قتل الأولاد بسبب الفقر وبيَّن أنَّ الرزاق هو الله عز وجل، فالذي يرزق الأولاد هو الله، والذي يرزق الآباء هو الله، فالرزق على الله سبحانه وتعالى، فلا يجوز لهذه المرأة أن تمتنع من الحمل بسبب المصاريف، بسبب الرزق، فالرزق على الله عز وجل، لكن تطالب بحقها، والواجب على الزوج أن يؤدي ما أوجب الله سبحانه وتعالى عليه من النفقة لزوجته ولأولاده، هذا واجب شرعي على الزوج، ويحرم عليه أن يقصر في هذا الباب مع قدرته، فتطالب بحقها الشرعي ولا تمتنع من الحمل بسبب الرزق، فالرزق هو كما عرفنا على الله عز وجل فليس عليها ولا على زوجها وإنَّما سعي الزوج سبب لذلك.