ما حكم من يعمل وليمة طعام ودعوة إليها في نهاية شهر شعبان بحجة توديع الطعام وبالذات النساء يعملْن مائدة في آخر شعبان يسمونها يا نفس ما تشهي يجمعون أنواع كثيرة من الطَّعام فما حكم هذا الأفعال؟ 2025-03-07 22:49:32
السؤال:-
ما حكم من يعمل وليمة طعام ودعوة إليها في نهاية شهر شعبان بحجة توديع الطعام وبالذات النساء يعملْن مائدة في آخر شعبان يسمونها يا نفس ما تشهي يجمعون أنواع كثيرة من الطَّعام فما حكم هذا الأفعال؟
الجواب:-
هذا الفعل من الأفعال التي لا تشرع، ومن الأمور المستنكرة، وكأن الله عزوجل شرع الصيام تعذيباً للنفوس، ومنعاً للنفوس عن شهواتها المباحة،
والله سبحانه وتعالى لم يشرع الصيام من أجل أن يمنع العباد عن الشهوة المباحة، ولم يشرع ربنا سبحانه وتعالى الصيام تعذيباً للناس، وإنما شرع الله عزوجل الصيام من أجل التقوى { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }[سُورَةُ البَقَرَةِ: ١٨٣] وقد جاء من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله ﷺ: «ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ» وفي الحديث الآخر: ليس الصيام من الأكل والشرب إنما الصيام من اللغو والرفث وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ ، فليسَ لله حاجة بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ» كل هذه الأدلة تدل على أن الله عزوجل ما أراد أن يعذب الناس بترك الأكل والشرب وإنما أراد أن يربي العباد على التقوى، فإذا اعتادوا الصيام سهلت عليهم التقوى، فإذا ترك العبد المباحات من أجل الله عزوجل وجاهد شهوته من أجل الله عز وجل سهل عليه أن يتقي المحرمات من أجل ربه سبحانه وتعالى، فالذي يضع وجبة في آخر شعبان ويسميها توديع الطعام أو يا نفس ما تشتهي وكأنه يقول هذه المقولة بلسان حاله إن شهر الصيام هو شهر العذاب وأن الله عزوجل شرع الصيام حتى يمنعنا من الشهوات المباحة، وأن الله عزوجل في شهر رمضان يضيق على العباد في مطعمهم وفي مشربهم، فهو شهر التضييق في الشهوات والملذات، وهو إن لم يتلفظ بهذا بلسان المقال، فلسان الحال يدل على ذلك فهذه الوجبة محدثة ولا ينبغي أن تفعل والواجب أن تتقى والواقع أنَّ بعض الناس يأكلون في شهر رمضان أكثر من غيره، فهم يعملون وجبة لتوديع الطعام وهم يأكلون ما لا يأكلون في غيره، والموائد تمتد في شهر رمضان وربما في البيت الواحد المائدة تكفي العشيرة، وهذا عند كثير من الناس ويرمى بكثير منها للقمائم، ومع ذلك يقولون توديع الطعام، ويا نفس ما تشهي مع أن الشهوات تأتي في رمضان، وتأتي الاختراعات والابتكارات لأنواع الأطعمة والأشربة والحلوى وما إلى ذلك مما لا يفعل في غير رمضان، فيتوسعون في المأكل والمشرب في رمضان أكثر من غيره، ومع هذا يودعون الأكل والشرب في شعبان وياليتهم صدقوا.