إتحاف القوم بما يحمد ويذم من النوم 2022-12-27 02:27:12
خطبه جمعه : إتحاف القوم بما يحمد ويذم من النوم
للشيخ: أبي بكر الحمادي
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل
فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]
أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير
الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم:{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم
مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)}[سورة
الروم:23].
فبين سبحانه وتعالى في هذه الآية المباركة
من كتابه الكريم أن من آياته العظيمة، ومن نعمه الكبيرة، منامكم بالليل والنهار،
ثم بين سبحانه وتعالى أن هذه الآيات تكون لقوم يسمعون، يسمعون سماع تأمل وتفكر
وتدبر،{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن
فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}
فالنوم في الليل وفي النهار نعمة من نعم الله عز وجل، وآية من آيات الله سبحانه
وتعالى، قال الله :{هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ
وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ
(67)}[سورة يونس:67].
وقال الله :{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ
اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا (47)}[سورة
الفرقان:47].
فجعل الله سبحانه وتعالى لنا الليل لباسا
يغطي الأرض بظلامه، فيسكن الناس إلى منازلهم، ويستريحون في منازلهم، يستريحون في
بيوتهم، من مشقة النهار ومن شدائده وأتعابه، وجعل الله سبحانه وتعالى النوم سباتا،
أي تنقطع به الحركة، والسبت القطع، فتنقطع الحركات، ويستقر الناس في بيوتهم،
ويترتاح الناس بنومهم من المشاق التي حصلت لهم في نهارهم، وجعل الله سبحانه وتعالى
النهار معاشا يقضون الناس في حوائجهم، ويتكسبُ الناس فيه ما يحتاجون إليه من
معاشهم، وكل هذا من نعمة الله عز وجل، ومن رحمته سبحانه وتعالى، ونعم الله سبحانه
وتعالى يجب أن تشكر، وشكر النعم واجب أوجبه رب العالمين سبحانه وتعالى على العباد،
فنعمة النوم من النعم العظيمة، إن وضع الإنسان هذه النعمة في موضعها فإنه شاكر
لنعمة الله سبحانه وتعالى عليه، وإن وضع هذه النعمة في غير موضعها فلم يشكر هذه
النعمة التي أنعمها رب العالمين سبحانه عليه، والنعمة إذا لم يتصرف بها الإنسان
تصرفا صحيحا صارت نقمة عليه، وهكذا النوم إن لم يتصرف فيه العبد تصرفا صحيحا صار
نقمة عليه، والناس في هذا الفصل في فصل الشتاء في فصل البرد لا يضبطون نومهم،
وربما يتجاوزون الحدود الشرعية في نومهم، فتنقلب هذه النعمة إلى نقمة، وإلى سخط من
رب العالمين سبحانه وتعالى ، والنوم معاشر المسلمين منه ما يمدح ومنه ما يكره ومنه
ما يحرم، وليس على حد سواء، فهنالك من النوم ما هو محمود وهو نعمة من نعم الله عز
وجل، سواء كان في الليل أو كان في النهار، ففي النهار النوم في وسط النهار وهو نوم
القيلولة من النوم الذي يشرع ويباح، وليس فيه ذنب، وهكذا مما يمدح من النوم النوم
بعد صلاة العشاء هو أفضل النوم ما كان بعد صلاة العشاء إلى نصف الليل، وهكذا ما كان في السدس الأخير منه في آخر الليل
فإنه نوم حسن في حق من لم يضيع شيئا من طاعة ربه سبحانه وتعالى، جاء في الصحيحين
عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى اللَّهِ
صَلاَةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ
صِيَامُ دَاوُدَ ، وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلُثَهُ وَيَنَامُ
سُدُسَهُ ، وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا"،روى البخاري (1131) ومسلم
(1159) عن عَبْد اللَّهِ بْن عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضى الله عنهما.
فهذا النوم وهذه الصلاة هي أحب الصلاة إلى
الله عز وجل، داود عليه الصلاة والسلام كان ينام نصف الليل ويقول ثلث الليل أي بعد
أن ينام نصف الليل، يقوم ويصلي ثلث الليل ثم ينام بعد ذلك سدس الليل فينام في آخر
الليل حتى يستيقظ لصلاة الفجر وهو في غاية من النشاط، فهذا النوم هو النوم المحمود
وهو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، فإذا وضع الإنسان النوم في موضعه المباح فهي
نعمة من نعم الله عز وجل، وهي آية من آيات الله سبحانه وتعالى،{وَمِنْ آيَاتِهِ
مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي
ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23)}.
ومن النوم ما يذم ولا يمدح، من النوم ما هو
من قبيل النوم المذموم الذي يكره ولا يمدح ولا يستحب، ومن جملة هذا النوم النوم في
أول النهار وفي آخره، أي من بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، في هذا الوقت فإن
النوم في ذلك مما يذم ولا يمدح، وهكذا في آخر اليوم من بعد العصر إلى غروب الشمس
فإن النوم في هذا الموضع من النوم المذموم الذي لا يمدح، روى البخاري في الأدب
المفرد(942)، وابن أبي شيبة في مصنفه، وغيرهما بإسناد صحيح، عن خوَّاتِ بنِ جُبيرٍ
رضي الله عنه وهو من الصحابة الكرام:"قال نومُ أوَّلِ النَّهارِ خَرقٌ ،
وأوسطُهُ
خلقٌ ، وآخرُهُ حُمقٌ.
هكذا يقول رضي الله عنه: قال النوم أول
النهار خرق أي جهد، وأوسط النهار هو القيلولة خلق أي خلق حسن، وآخر النهار وهو بعد
العصر إلى مغيب الشمس حمق يفعل ذلك من كان أحمقا، إلا إذا اضطر إليه الإنسان
اضطرارا، فهذا نوم مما يذم ولا سيما النوم في أول النهار، من بعد الفجر إلى طلوع
الشمس فإن ذلك الوقت من أبرك الأوقات ومن أفضلها، وقد جاء عن غير واحد من الصحابة
كصخر الغامدي في المسند، وعند أبي داود والترمذي(2606)وعند غيرهما، وجاء عن علي،
وجاء عن جماعة، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"اللَّهمَّ بارِكْ
لأمَّتي في بُكورِها.
فأول النهار بركة كما دلت على ذلك الأدلة،
فهذا وقت مبارك وهو أول النهار وليس بوقت نوم، ويذم النوم فيه، وهكذا النوم في آخر
النهار، وهكذا النوم قبل صلاة العشاء فإنه من النوم المذموم، وكان يكرهه وينهى عنه
نبينا عليه الصلاة والسلام، في الصحيحين
من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال :" كان رسول الله صلى الله
عليه وسلم يكره النوم قبل العشاء والحديث
بعدها"،رواه البخاري (568) ، ومسلم (647) .
فينهى عن النوم قبلها أي قبل صلاة العشاء،
فالنوم بين مغرب وعشاء من النوم المذموم، وهذا وقت مبارك يقضيه الإنسان في طاعة
الله عز وجل،في بيوت الله سبحانه وتعالى يقرأ القرآن ويذكر ربه سبحانه وتعالى، أو
يتعلم العلم النافع، فهذا وقت من الأوقات المباركة، والنوم في ذلك قد يتسبب به
الشخص إلى تضييع صلاة العشاء أو إلى تفويت صلاة الجماعة، فهذا مما كان ينهى عنه
نبينا عليه الصلاة والسلام، فهو نوم مذموم، وهكذا من النوم المذموم أن ينام
الإنسان الليل؛ ينام الليل كله إلى الصباح ولا يصلي شيئا في ليله، لا يصلي الوتر،
ولا يصلي ما يسر الله سبحانه وتعالى له من قيام الليل، فإن هذا النوم وعلى هذه
الصورة وعلى هذه الهيئة من النوم الذي يذم،روى البخاري (1144) ومسلم (774)
والنسائي (1608) وابن حبان (2562) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ،
فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ،
فَقَالَ: ذَاكَ رَجُلٌ بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ.
فهذا نوم مذموم أن ينام الإنسان جميع الليل
من أوله إلى آخره، ولا يصلي شيئا من قيام الليل، لا يصلي الوتر لا في أوله ولا في
آخره فذلك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال في أذنه، فهذا أيضا من النوم المذموم
الذي ذمه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهذا يحصل لكثير من الناس في هذه الأيام
والليالي الباردة، فقلة من الناس من يحافظ على قيام الليل وعلى الوتر، ويستيقظ من
نومه لقيام الليل أو الوتر بسبب شدة البرد في هذا الفصل، وقد روى الطبراني في
معجمه الكبير، عن عبدِ اللَّهِ بنِ مسعودٍ أنَّهُ قالَ ألا إنَّ
اللَّهَ يضحَكُ إلى
رجلينِ رجلٌ قامَ في ليلةٍ باردةٍ من فراشِه ولحافِه ودثارِه
فتوضَّأَ ثمَّ قامَ إلى الصَّلاةِ فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لملائِكتِهِ
ما حملَ عبدي هذا على ما صنعَ فيقولونَ ربَّنا رجاءَ ما عندَك وشفقةً ممَّا عندَك
فيقولُ فإنِّي قد أعطيتُه ما رجا وأمَّنتُه ممَّا يخافُ.
فإني قد أعطيته ما رجا: والعبد يرجو رضوان
الله عز وجل، ويرجو الجنة ورضوان من الله أكبر، فيعطيه الله سبحانه وتعالى ما رجا،
ويأمنه الله سبحانه وتعالى مما خاف، والعبد يخاف سخط الله عز وجل، يخاف عذاب الله
سبحانه وتعالى، فينال هذا العبد المكرومات العظيمة، ويقيه الله عز وجل أعظم
الشرور، بسبب أنه قائم في ليلة باردة من فراشه ولحافه ودثاره، قام وتوضأ في تلك
الليلة الباردة إلى صلاة وصلى ما كتب الله له فينال هذه المكرومات فيعطيه الله
سبحانه وتعالى ما رجا، ويأمنه رب العالمين سبحانه وتعالى مما خاف، {تَتَجَافَىٰ
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16)}[ سورة السجدة: 16].
ومن النوم المذموم النوم عند الذكر، وعند
قراءة القرآن، وعند سماع الخير، فإن هذا النوم من النوم المذموم، روى البخاري في
الأدب المفرد(1208)
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال:"النوم عند الذِّكر من الشَّيطان. إن شئتم فجرِّبوا إذا أخذ أحدكم مضجعه وأراد أن ينام فليذكر الله عز وجل.
إذا أراد أن يجرب أن النوم عند الذكر من
الشيطان فليجرب، يجرب بنفسه إذا أخذ مضجعه
وتجهز لنومه على فراشه وأراد أن ينام فليذكر الله عز وجل في ذلك الوقت فإن النوم
يأتي إليه سريعا، فالنوم عند الذكر وعند قراءة القرآن وعند سماع الخير من الشيطان،
يهيء الشيطان النوم في ذلك الوقت حتى يصرف العبد عن الخير الذي هو فيه.
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا
ذنوبنا أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
*الخطبة الثانية:*
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
معاشر المسلمين يقول ربنا سبحانه وتعالى في
كتابه الكريم:{وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ
يَسْمَعُونَ (23)}.
علمنا أن من النوم ما يمدح، ومن النوم ما
يكره ويذم، فهنالك أيضا من النوم ما يحرم، هنالك من النوم ماهو من المحرمات، ومن
كبائر الذنوب عن الصلاة المكتوبة، ينام العبد متعمدا عن الصلاة التي افترضاها الله
سبحانه وتعالى عليه، كالذي ينام عن صلاة الفجر متعمدا في ذلك، إما أن يسهر طوال
الليل وإذا ما قرب الفجر وسمع النداء للفجر يتجه إلى مضجعه وينام في ذلك الوقت
فهذا نام عن صلاة الفجر متعمدا فهو واقع في كبيرة من كبائر الذنوب، أو أنه جعل
لنفس ثقل النوم، فيجعل المنبه في الصباح ليستيقظ لعمله ولشئون دنياه، ولا يجعل
المنبه من وقت صلاة الفجر لأنه لا هم له
بأداء ما افترض الله عليه، وإنما همه الأعظم دنياه، لا يفوته شيء من أمر دنياه،
فهذا نام عن صلاة الفجر، وهكذا إذا استيقظ قرب صلاة الفجر ويعلم أن الوقت وقت صلاة
الفجر وعاد إلى نومه فإن هذا نام عن صلاة الفجر وواقع في كبيرة عظيمة من كبائر
الذنوب، في حديث سمرة بن جندب الذي رواه البخاري في صحيحه(7047)،
أن النبي عليه الصلاة والسلام لما رأى
أصحاب القبور وهم يعذبون في قبورهم ، قال
ﻭﺇﻧﺎ ﺃﺗﻴﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻀﻄﺠﻊ، ﻭﺇﺫا ﺁﺧﺮ ﻗﺎﺋﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺼﺨﺮﺓ، ﻭﺇﺫا ﻫﻮ ﻳﻬﻮﻱ ﺑﺎﻟﺼﺨﺮﺓ ﻟﺮﺃﺳﻪ ﻓﻴﺜﻠﻎ ﺭﺃﺳﻪ، ﻓﻴﺘﺪﻫﺪﻩ
اﻟﺤﺠﺮ ﻫﺎ
ﻫﻨﺎ، ﻓﻴﺘﺒﻊ
اﻟﺤﺠﺮ ﻓﻴﺄﺧﺬﻩ، ﻓﻼ
ﻳﺮﺟﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺼﺢ ﺭﺃﺳﻪ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻥ، ﺛﻢ
ﻳﻌﻮﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻔﻌﻞ ﺑﻪ ﻣﺜﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻤﺮﺓ اﻷﻭﻟﻰ قال قلت سبحان الله ما هذا قالوا انطلق انطلق
فقالا له بعد ذلك
: فإنَّه الرَّجُلُ يَأْخُذُ القُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ويَنَامُ عَنِ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ.
والنوم في رأسه والعذاب كان في رأسه، النوم
في رأسه وهذه النعمة أصله من رأسه فالعذاب كان من رأسه، يفعل به هذا العذاب الأليم
وهو في قبره إلى قيام الساعة، وما بعد ذلك إن لم يتب الله سبحانه وتعالى عليه
فالعذاب أعظم وأشد، فهذا نوم محرم يقع فيه كثير من الناس في هذه الليالي الباردة
في ليالي الشتاء، يكثر من ينام عن الصلاة المكتوبة، يكثر هذا في أوساط الناس لقلة
خوفهم من ربهم سبحانه وتعالى، ولتساهل كثير من الناس في شرع الإسلام، فالواجب
علينا أن نحافظ على فرائض الله عز وجل في الحر والبرد، في السلم والحرب، في الصحة
والمرض، فإن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك علينا، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.
اسأل الله سبحانه و تعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم يسر على المعسرين واقض الدين عن المدينين وعاف مبتلى المسلمين واشف مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول أو عمل، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.