الشرح والإبانة لحديث حذيفة في رفع الأمانة 2022-12-31 15:40:33
*خطبة جمعة بعنوان:الشرح
والإبانة لحديث حذيفة في رفع الأمانة*
*لشيخنا المبارك:أبي بكر بن عبده بن عبدالله بن حامد الحمادي حفظه الله*
*سجلت بتأريخ ١٤/ذي القعدة/١٤٤٢ هجرية*
*مسجد النور الزرعان*
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ
بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا
هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.صلى
الله عليه وعلى أله وصحبه وسلم.
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون}[آل عمران: 102].
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث
منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم
رقيبا}[النساء: 1].
{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم
ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيماً}[الأحزاب: 70 و71].
أما بعد:
اعلموا أن خير الحديث كتاب الله،وخير الهدي
هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
روى البخاري(6497)
ومسلم(143) في صحيحيهما من
حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:حَدَّثَنَا رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه
وسلم حَدِيثَيْنِ قَدْ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ.أي أنه
رأى حصول ما أخبر به النبي عليه الصلاة والسلام في أحد الحديثين وأنا منتظر،
حَدَّثَنَا «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ. ثُمَّ
نَزَلَ الْقُرْآنُ. فَعَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ وَعَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ"
فأخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن الأمانة
نزلت في جذر قلوب الرجال، أي في أصلها،فأنزل الله سبحانه وتعالى الأمانة في جذر
قلوب الرجال، أي في أصلها،وبها تعلموا القرآن،وبها تعلموا السنة،أي بسببها تعلموا
القرآن والسنة،فالأمانة لها شأن عظيم،تتعلم القرآن بهذه الأمانة،التي أنزلها رب
العالمين سبحانه وتعالى في قلوبهم، وتعلموا سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام
بهذه الأمانة،أي بسببها،وهي الامانة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى في قلوب
الرجال،فمن عظمت أمانته دعته هذه الأمانة إلى كل خير،دعته هذه الأمانة التي في
قلبه إلى كل خير،إلى تعلم كتاب الله عزوجل، وتعلم سنة رسول الكريم عليه الصلاة
والسلام،قال ثم تعلموا القرآن،ثم تعلموا السنة،وإذا ما تعلموا القرآن وتعلموا
السنة فإن الأمانة في قلوبهم تزداد بزيادة تعلمهم لكتاب الله عزوجل،وبزيادة تعلمهم
لسنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام،قال رضي الله عنه:ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنْ
رَفْعِ الأَمَانَةِ قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ
مِنْ قَلْبِهِ. فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ
فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ"فلا يبقى في قلبه إلا أثر تلك الأمانة
كالوكت،والوكت هو تغير اللون للون الآخر،كتغير لون البشرة إلى السواد على خلاف
لونها، كأن يكون لون البشرة اللون الأبيض،
فيظهر شيء في الجلد مائل إلى السواد،أو نحو ذلك من الألوان،فهذا اللون المغاير
لسائر ألوان البدن يقال له الوكت،وهكذا الرطبة إذا بدأ فيها لون الرطب تلك النقطة
اليسيرة الدالة على نضجها فإن تلك النقطة اليسيرة يقال لها أيضاً الوكت،فيبقى ذلك
الأثر في قلب الرجل بعد أن قبض رب العالمين سبحانه وتعالى الأمانة من قلبه،
"قال ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ.
فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ. كَجَمْرٍ دَحْرَجَتْهُ عَلَى رِجْلِكَ
فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ"
ثم بين النبي عليه الصلاة والسلام أن الرجل
أيضاً ينام النومة الأخرى فيقبض رب العالمين سبحانه وتعالى من قلبه الأمانة فيبقى
أثر تلك الأمانة في القلب كالمجل،والمجل معلوم وهو الانتفاخ الذي يحصل في اليد،إما
بسبب شيء حار،أو بسبب ضرب بالفأس،أو غير ذلك من الآلات فيرتفع وينتفخ الجلد كهيئة
القبة،فهذا هو المجل، قال فيبقى أثره كالمجل،ثم ضرب النبي عليه الصلاة والسلام
مثلا فقال:كجمر دحرجته على رجلك فنفط،إذا هناك جمر ملتهب فقمت بدحرجت هذا الجمر
على رجلك فإنه يحصل ذلك المجل،يحصل إرتفاع في الجلد،قال فنفط فتراه منتبراً، أي
تراه مرتفعاً في الجلد،قال ليس فيه شيء، إذا شاهد الإنسان إليه وإلى ارتفاعه ظن
أنه قد امتلأ بشيء،فاذا ما قام بشقه لا يجد شيئاً إلا الماء اليسير القليل، وإذا نظر إليه الناظر قال هذا شيء ممتلئ في
الجلد،فهكذا الأمانة ترفع الأمانة من قلوب الرجال،قال فنفط فتراه منتبراً، ثم يصبح
الناس يتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة،ثم يصبح الناس يتبايعون يتجهون في بيعهم
وشرائهم،يتجهون إلى أسواقهم من أجل البيع والشراء،وإذا بالخيانة تنتشر في أوساط
الناس لا تكاد ترى أحداً يتعامل بالأمانة،الكل إلا أندر الخلق من يتعامل
بالأمانة،يتعامل الناس بأنواع المكر والخداع في بيعهم وفي شرائهم،ثم يصبح الناس
فلا تكاد ترى أحداً يتعامل بالأمانة،كما أخبرنا بذلك النبي عليه الصلاة والسلام
،"حَتَّى يُقَالَ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينا" إلى هذا
الحد صار
الناس ينظرون إلى الأمين وكأنه من أندر
الأمور،فإذا وجد في قرية من القرى،أو في عشيرة من العشائر من هو موصوف بالأمانة
كان حديث الناس يتحدثون عنه لكثرة الخيانة في أوساطهم،فيقولون إن في بني فلان
رجلاً أميناً،وهذا لقلة الأمانة في أوساط الناس بعد أن رفعها رب العالمين سبحانه
وتعالى من قلوب أكثر الخلق،فقال عليه الصلاة والسلام فيقال"إِنَّ فِي بَنِي
فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينا. حَتَّى يُقَالَ لِلرَّجُلِ: مَا أَجْلَدَهُ مَا
أَظْرَفَهُ مَا أَعْقَلَهُ وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ
مِنْ إِيمَانٍ"
هكذا تتغير الأحوال في أوساط الناس،فيخاطب
الناس بعضهم بعضاً في بعض الرجال الذين ليس في قلوبهم شيء من الإيمان،فيقولون ما
أعقله،يصفونه بالعقل والرزانة، ما أظرفهُ يصفونه بحسن الكلام،وبحسن المنظر،ما
أجلده يصفونه بالشدة والقوة،ومع هذا يقول النبي عليه الصلاة والسلام "وليس في
قلبه مثقال ذرة من إيمان"هكذا يمدح الشخص بما لا خير فيه،الله سبحانه وتعالى
يقول{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:13].
فالمؤمن التقي هو الكريم عند ربه سبحانه
وتعالى، الكافر وإن كان عنده شيء من الذكاء فلا عقل له في الحقيقة،قال سبحانه
وتعالى عنهم أنهم يقولون يوم القيامة{ لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ
مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10)}[الملك:10].
فأي عقل ينتفعون به إذا كان هذا العقل لم
ينجيهم من عذاب الله عزوجل،فأي عقل للكافرين إذا كان ذلك العقل ما دلهم على دين
الله عزوجل،وما دلهم على عبادة الله سبحانه وتعالى، فهم لا يعقلون،وهم لا
يسمعون،وهم لا يبصرون،كما أخبرنا بذلك ربنا سبحانه وتعالى، أخبر النبي عليه الصلاة
والسلام بهذا الخبر الذي ما شاهده حذيفة بن اليمان رضي الله عنه في زمنه،وأما في
أزماننا فالأمر قريب،فإن الخيانة منتشرة في أوساط الناس إلا من رحم الله عزوجل،
والأمانة قليلة في أوساط الناس إلا من رحم الله عزوجل، وإن كنا لم نصل إلى ما أخبر
عنه النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الخبر لكن لا يبعد قرب العهد لكثرت الخيانة
في أوساط الناس وقلة الأمانة في أوساط الناس إلا من رحم الله عزوجل.
معاشر المؤمنين: الأمانة من الواجبات
الشرعية،ومن الأخلاق المحمودة،من كان أميناً فهو محمود عند ربه سبحانه وتعالى وعند
الخلق،وربنا سبحانه وتعالى{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ
رَاعُونَ (8)}[المؤمنون:8].
ويقول سبحانه وتعالى{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ
تَعْلَمُونَ (27)}[الأنفال:27].
يجب على العبد أن يؤدي الأمانة إذا ائتمنت
بشيء فكن أميناً،وإياك والخيانة فإن هذا الخلق من الأخلاق السيئة الرديئة،أعظم
الأمانة دين الله عزوجل، فالله سبحانه وتعالى ائتمنك به ،ائتمنك الله سبحانه
وتعالى على توحيده أن توحده فلا تشرك به أحدا،وائتمنك الله سبحانه وتعالى على هذه
الصلوات الخمس أن تقوم به كما أمرك الله بالقيام بها،بشروطها،وأركانها،وواجباتها،
وائتمنك الله سبحانه وتعالى على صيامك،وائتمنك الله سبحانه وتعالى على زكاة
مالك،وائتمنك الله عز وجل على حجك وسائر الواجبات،وائتمنك رب العالمين سبحانه
وتعالى على المحرمات بأن تبتعد عنها،كل ذلك من الأمانة، وكل ذلك داخل في قوله
سبحانه وتعالى{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ
ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)}[الأحزاب:72].
هذا وأستغفر الله أنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهديه الله فلا مضل له ومن يضلل
فلا هادي له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، أما بعد،
معاشر المسلمين:إن الأمانة فريضة افترضها
الله سبحانه وتعالى على العباد،وقلنا يدخل فيها جميع التكاليف الشرعية،وهكذا من
الأمانة الواجبة رد الديون إلى أهلها،من استقرض قرضاً فهي أمانة في ذمته، فالواجب
عليه أن يؤدي الأمانة إلى أهلها إن كان متيسراً،قال سبحانه وتعالى في كتابه
الكريم{فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ
أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ}[البقرة:283].
أدِ الأمانة التي ائتمنت عليها،فإن قبضت
ديناً وكنت متيسراً فأدِ الأمانة،وإن كنت متعسراً فإن ربنا سبحانه وتعالى
يقول{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ}[البقرة:280].
في البخاري(2257)من حديث أبي هريرة رضي الله
عنه،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"مَن أخذ أموال الناس يريد أداءها
أدَّى الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله".
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه
قال عليه الصلاة والسلام :"مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحَدُكُمْ
علَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ"أخرجه البخاري (2288)، ومسلم (1564)
إن كان غنياً،وإن كان معسراً فربنا سبحانه
وتعالى يقول في الآية التي تلوناها{وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ
مَيْسَرَةٍ}[البقرة:280].
ومن الأمانة الودائع،إن استئمنت بوديعة من
الودائع فاحفظ هذه الوديعة إلى يوم الطلب،فإن طُلبت تلك الوديعة فأديها كما أُتمنت
عليها، ولا تتصرف بودائع الناس بغير اذنهم،فمن أودع عندك مالاً لا تتصرف به لحاجتك في بيعك وشراءك، وفي سائر
شئونك،ألا بإذن أهلها فإنها أمانة عندك،وإذا استودعت غير ذلك من الأمتعة فلا
تستعمل تلك الوديعة إلا بإذن أصحابها فإنها أمانة وأنت مسؤول عنها عند رب العالمين
سبحانه وتعالى، يقول الله سبحانه وتعالى{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا
الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا}[النساء:58].
ومن جملة الأمانات الودائع، أدِ الأمانة إلى
أهلها من غير تصرف فيها ولا إنقاص منها،هذا واجب أوجبه رب العالمين سبحانه وتعالى
عليك.
وهكذا من جملة الأمانة: الأمانة في الأعراض، فلا
تجعل نظرك يدور ويتقلب في عورات الناس،فإن عورات الناس أمانة،وحفظ الأمانة من
الواجبات،{يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ
(19)}[فاطر:19].
والخيانة عكس الأمانة، النظر إلى عورات
المسلمين من الخيانة،وحفظ الأعراض من الأمانة،وحفظ البصر من حفظ الأمانة، قال
سبحانه وتعالى عن نبيه موسى عليه الصلاة والسلام أن تلك المرأة قالت لأبيها
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ
اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26)}[القصص:26].
ذكر علماء التفسير من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين
ومن غيرهم أنها استدلت على أمانة موسى عليه الصلاة والسلام حين جاءت إليه على أن
تدله على منزل أبيها، فأردت أن تمشي بين يديها لأنه لا يعلم الطريق،فمن أمانته
للعِرض أمرها أن تمشي وراءه وأن ترمي بالحجر إن أخطأ الطريق، ترمي بالحجر فيسير
على جهة الحجر الذي رمت به تلك المرأة، فمن أجل هذا وصفته بالأمانة ،أمانة في
الأعراض،فهذه أمانة واجبة.
من الأمانة الواجبة: الأمانة في الأسرار،من
أسر إليك بشيء فلا تفش سرها فإن هذه خيانة،والأمانة في السر واجبة،جاء عند أبي
داود (4868)، والترمذي (1959)،من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما،عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"إذا حدَّث الرجل بالحديث ثم التفت فهي
أمانة".
لم التفت دل ذلك ما يريد أن يسمعه أحد من
الناس،وفي مسلم(1437)
من حديث أبي سعيد الخدري رضي
الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ
عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي
إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا. وَقالَ ابنُ نُمَيْرٍ: إنَّ أَعْظَمَ"
يتحدث بما حصل بينه وبين أهله فهذه خيانة
،ومن الأمانة ألا تفشي سرها،وهذا باب واسع،فعلينا أن نتق الله سبحانه وتعالى،وأن
نؤدي الأمانة التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بأدائها، نؤدي الأمانة ونؤدي هذه
الفريضة التي افترضها رب العالمين سبحانه وتعالى علينا،
اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا
كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم
الراحمين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار
وما قرب إليها من قول وعمل،ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب
إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم يسر على
المعسرين واقض الدين عن المدينين وعاف مبتلى المسلمين وشف مرضاهم واعف مبتلاهم
وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة
وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.