الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /الجوهرة الذهبية في أسباب صلاح الذرية خطبة ٢٢ شوال ١٤٤٤
الجوهرة الذهبية في أسباب صلاح الذرية خطبة ٢٢ شوال ١٤٤٤ 2023-05-14 19:57:23


خطبة جمعة بعنوان (الجوهرة الذهبية في أسباب صلاح الذرية)


لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه


سجلت بتاريخ ٢٢شوال١٤٤٤ه‍

بمسجد المغيرة بن شعبة 🕌

مدينة القاعدة محافظة إب حفظها الله وسائر بلاد المسلمين 


إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم.

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ 

حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].


{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].


 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]


أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.


يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في شأن عباد الرحمن:{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)}[الفرقان:74].

فذكر الله عز وجل من صفات عباده وهم عباد الرحمن أنهم يدعون ربهم سبحانه وتعالى بعدة دعوات، ومنها أن يمن الله سبحانه وتعالى عليهم، وأن يهب لهم الذرية الصالحة التي تكون قرة عين لهم، وإنما تكون قرة عين لهم إذا كانت صالحة متقية لله عز وجل، مطيعة لربها سبحانه وتعالى، فهذه الذرية هي قرة عين لوالديها، الذرية الصالحة نعمة من الله عز وجل، وفضل من رب العالمين سبحانه وتعالى، ينتفع العبد بها في الدنيا وفي الآخرة، والعكس من ذلك، إذا ما فسدت الذرية دخل على المرء الضرر، قد يدخل عليه ضرر في دينه ودنياه أو في أحدهما.

فالذرية الصالحة نعمة من الله عز وجل، ولا تكون الذرية صالحة إلا إذا حرص العبد على صلاحها، والأمر من قبل ومن بعد لله عز وجل، والهداية بيد الله عز وجل، لكن جعل الله عز وجل لكل شيء سببا، فليحرص المرء على الذرية الصالحة، وإذا ما رزقه الله سبحانه وتعالى ذرية صالحة فليشكر الله سبحانه وتعالى، فإن شكر الله عز وجل من أسباب دوام النعم، وكفر الله عز وجل من أسباب زوالها.


 فمن أسباب نيل العبد الذرية الصالحة: أن العبد يختار أولا الزوجة الصالحة فإن الفرع يأتي عن الأصل، الفرع وهي الذرية الصالحة تأتي عن أصل وهو صلاح الوالدين، فإذا كان الوالد صالحاً وهكذا الزوجة صالحة وفق الله سبحانه وتعالى العبد للذرية الصالحة التي تكون قرة عين لوالديه، فيختار العبد الزوجة الصالحة، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ.

فبين النبي عليه الصلاة والسلام مقاصد الناس في النكاح، ولما يختارون هذه المرأة على هذه المرأة، فمن الناس من يختار المرأة على غيرها لمالها، يطمع في مالها، وهنالك من يطمع في جمالها، وهنالك من يطمع في حسبها ونسبها، وهنالك من لا يبالي بهذه الأمور وله النظر العالي الرفيع فيطمع في المرأة بدينها، فحث عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر فقال : فاظفر بذات الدين تربت يداك.

فهذا هو النظر الصحيح، فمن أراد صلاح الذرية فيبدأ بصلاح الأصل، فإن المرأة هي التي تربي أولادها، فإن كانت فاسدة أفسدتهم، وإن كانت صالحة أصلحتهم، والأمر لله عز وجل من قبل ومن بعد، وإنما هذه أسباب.


وهكذا من أسباب ذلك: أن يدعو العبد ربه سبحانه وتعالى أن يرزقه الذرية الصالحة، والله سبحانه وتعالى مجيب الدعوات إذا علم من العبد الصدق في الدعاء استجاب الله سبحانه وتعالى له، فإن ربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم:{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ ۖ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ ۖ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)}[البقرة:186].

استجب يستجيب الله لك، وآمن بالله عز وجل وبإجابته للدعاء يستجيب الله سبحانه وتعالى لك، فالدعاء بالذرية الصالحة من شأن الأنبياء والرسل، ومن شأن الصالحين من عباد الله عز وجل، فهذا الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام يدعو ربه فيقول كما قال الله عز وجل عنه:{ رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (101)}[الصافات:100،101].

فدعا ربه سبحانه وتعالى بالولد الصالح،:{هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38) فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39)}[آل عمران:38،39].

قال :{فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5)يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ}

فدعا ربه سبحانه وتعالى بالذرية الصالحة فاستجاب الله سبحانه وتعالى له، واستجاب الله عز وجل للخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فالدعاء من أسباب ذلك، فليحرص العبد على مثل هذه الأدعية المباركة التي دعا بها الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فيدعو بصلاح الذرية قبل وجودهم أن يرزقه الله عز وجل الذرية الصالحة، ويدعو أيضا بصلاحهم بعد وجودهم، فإن وجدوا دعا بصلاحهم ودعا لهم بالخير فإن دعاء الوالدين من أسباب صلاح الولد 

قال ربنا سبحانه وتعالى عن الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه دعا ربه فقال:{وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35)}[إبراهيم:35].

قال :{رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40)}[إبراهيم :40].

قال :{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (15)}[الأحقاف:15].

والله سبحانه وتعالى قريب مجيب الدعوات.


ومن أسباب ذلك : أن يذكر العبد ربه سبحانه وتعالى عند إتيان أهله فيسمي الله عز وجل ويدعو الله يدعو الله بما جاءت به سنة النبي عليه الصلاة والسلام فإن ذلك من أسباب صلاح الذرية، في الصحيحين من حديث عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"- لو أنَّ أحَدَكم إذا أراد أن يأتيَ أهلَهُ قال: بسمِ اللهِ، اللَّهمَّ جنِّبْنا الشَّيطانَ، وجنِّبِ الشَّيطانَ ما رزَقْتَنا، ثمَّ قُدِّرَ أن يكونَ بينهما ولَدٌ في ذلك لم يضُرَّهُ شيطانٌ أبدًا.

وهذا محل الشاهد لم يضره شيطان أبدا، فيحفظ الله سبحانه وتعالى الولد من كيد الشيطان، يحفظه بهذا الذكر الذي بينه النبي عليه الصلاة والسلام، وحث عليه نبينا عليه الصلاة والسلام، فهذا من أسباب الذرية الصالحة أن يحرص العبد على مثل هذا الذكر النبوي الذي علمناه رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإذا ما رزق العبد بالولد فمن أسباب صلاحه العقيقة أن يكشر الله سبحانه وتعالى عليه ويذبح ذبيحة ويعق عن ولده، عن الغلام يعق شاتين، وعن الجارية يعق شاة واحدة كما جاءت بذلك سنة النبي عليه الصلاة والسلام، وفي حديث سمرة بن جندب الذي في المسند وفي السنن، عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال:"كلُّ غلامٍ مرتَهَنٌ بعقيقتِهِ تذبحُ عنْهُ يومَ السَّابعِ ويُحلَقُ رأسُهُ ويُسمَّى.

كل غلام مرهون بعقيقته : والرهن بمعنى الحبس، قال بعض العلماء: أي أنه محبوس بحبس الشيطان، الغلام إذا ما ولد فإنه محبوس بحبس الشيطان فلا يستطيع أن ينطلق في مصالحه وفي منافعه، يكيد به الشيطان ويصده عن الخير، وعما يحتاج إليه ويسعى في محاربته، فإذا ما عق عنه بعد ولادته فإنه يفك من رهان الشيطان ومن حبسه ومن قيده فيكون ذلك من أسباب صلاحه، ومن أسباب استقامته على دين الله عز وجل، فالعقيقة من العبادات العظيمة التي ينبغي أن يحرص عليها العبد، وهي من أسباب صلاح الذرية.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم. 



الخطبة الثانية:


الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: اعلموا معاشر المسلمين أن من أسباب صلاح الذرية: التربية الصالحة، احرص على تربيتهم التربية الصالحة على وفق كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأدبهم بالآداب الحسنة والأخلاق الحميدة، وربنا سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6)}[التحريم:6].

فقي نفسك وقي أهلك أولادك من عذاب الله عز وجل، وذلك أن تربيهم التربية الصالحة، احرص على ذلك فأنت راع ومسؤول عن رعيتك في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بعلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ.

يسألك الله عز وجل عن رعيتك كأهلك وأولادك، فأنت مسؤول عنهم بين يدي الله عز وجل، إن نصحت وصدقت معهم وحرصت على تربيتهم التربية الصالحة نجوت، وإلا يخشى عليك من الهلاك والعياذ بالله، في الصحيحين من حديث معقل، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" ما مِنْ عبدٍ يسترْعيه اللهُ رعيَّةً ، يموتُ يومَ يموتُ ، وهوَ غاشٌّ لرعِيَّتِهِ ، إلَّا حرّمَ اللهُ عليْهِ الجنَّةَ.

وعيد شديد فلا تكن غاشا لرعيتك، وربي أهلك وأولادك التربية الصحيحة على كتاب الله عز وجل وعلى سنة رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام.


ومن أسباب صلاح الذرية: أن تبعد جلساء السوء عن أولادك تبعد جلساء، فإن الولد يتأثر بجليسه فأبعده عن جلساء السوء، ولا سيما إذا كانوا من أهل الباطل، ومن أهل الأهواء والبدع، وممن يدعو إلى الضلال والانحراف عن دين الله عز وجل، فأبعد ولدك عن مثل هؤلاء فإنهم يفسدون القلوب إفسادا عظيما، وخطرهم من أشد ما يكون، وضررهم من أبلغ ما يكون، فأبعد ولدك عن مثل هؤلاء، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول كما في حديث أبي هريرة الذي جاء عند أبي داود وعند غيره:" المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.

والصاحب كما يقال ساحب، والشخص يتأثر بجليسه، فيتأثر بجليسه ومن يصاحبه فأبعد أولادك عن جلساء السوء، وعن أهل الباطل، وعن أهل الأهواء، وعن أهل البدع والضلالات، إن أردت صلاحهم وإن لم تفعل ذلك فقد غششتهم، والنبي عليه الصلاة يقول: يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة، من استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة.

فاحرص على إبعادهم من أهل الباطل، ومن أهل البدع والأهواء، وكان يونس بن عبيد رحمة الله عليه شاهد ولده خارجا من عند رجل يدعو إلى الباطل والضلال فقال له : من أين جئت؟ قال : من عند فلان، قال يا بني : لو خرجت من بيت خنثى أو صاحبت سارقا أو زانيا أو فاسقا أحب إلي من أن تصاحب فلانا، أي ممن يدعو إلى الباطل وإلى الضلال وإلى الانحراف، فإن هؤلاء يفسدون القلوب أعظم من إفساد غيرهم، وربما يدخل العبد في الكفر والعياذ بالله فيخسر الدنيا والآخرة بسبب من يدعو إلى البدع والأهواء وإلى الضلالات، فكن ناصحا لولدك، احرص على ولدك من مثل هؤلاء من جلساء السوء، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ والجَلِيسِ السَّوْءِ، كَمَثَلِ صاحِبِ المِسْكِ وكِيرِ الحَدَّادِ؛ لا يَعْدَمُكَ مِن صاحِبِ المِسْكِ إمَّا تَشْتَرِيهِ أوْ تَجِدُ رِيحَهُ، وكِيرُ الحَدَّادِ يُحْرِقُ بَدَنَكَ أوْ ثَوْبَكَ، أوْ تَجِدُ منه رِيحًا خَبِيثَةً.

فأبعد أولادك وانصح لهم فأنت مسؤول عنهم يوم القيامة بين يدي الله عز وجل، حافظ على أولادك أعظم من حفاظك على مالك، المال يأتي ويذهب، والولد هو الغنيمة، تنتفع به في الدنيا وفي الآخرة، فاحرص عليه غاية الحرص، احرص عليه ولا تستهن بمثل هذه الأمور فأنت مسؤول وأنت راع ومسؤول عن رعيتك بين يدي الله عز وجل.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اهدني إلى الصراط المستقيم، واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم الطف البلاد والعباد، اللهم جنبنا وأهالينا وذرياتنا كل سوء ومكروه، اللهم احفظنا بحفظك، اللهم عافنا في ديننا وفي دنيانا، اللهم عافنا في ديننا وفي دنيانا، اللهم لا توفنا إلا وأنت راض عنا، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي