الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /البيان والتحقيق لمعنى{ وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} ٢٧ ذي القعدة ١٤٤٤
البيان والتحقيق لمعنى{ وأذّن في الناس بالحج يأتوك رجالًا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق} ٢٧ ذي القعدة ١٤٤٤ 2023-06-17 10:20:11


خطبة جمعة بعنوان 

البيان والتحقيق لمعنى (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)

[سورة الحج 27]


لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه


سجلت بتاريخ ٢٧ ذي القعدة ١٤٤٤

مسجد النور الزرعان مدينة القاعدة محافظة إب حفظها الله وسائر بلاد المسلمين



إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102].

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1].

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71]

أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.


يقول وتعالى في كتابه الكريم :{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29)}[الحج:27،29]

قال سبحانه وتعالى :{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)}

وأذن في الناس بالحج خطاب لخليل الرحمن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أمره الله سبحانه وتعالى بعد أن بنى البيت، وأتم بناء البيت أن يؤذن للناس بالحج، والذي رفع قواعد البيت إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع ولده إسماعيل:{وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)}[البقرة:127].

فأتم بناء البيت، فلما أتم بناء البيت أمر الله سبحانه وتعالى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينادي في الناس بالحج، فاستجاب لإبراهيم عليه الصلاة والسلام فنادى بالحج، قيل إن إبراهيم عليه الصلاة والسلام صعد على المقام ثم نادى في الناس يا أيها الناس إن الله سبحانه وتعالى قد بنى له بيتا في هذا المكان وأمركم أن تقصدوه وأن تحجوا إليه، وقيل أنه صعد على الصفا ونادى في الناس ،وقيل إن الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام صعد على جبل أبي قبيس ونادى في الناس، والله أعلم بحقيقة ذلك، استجاب لأمر ربه سبحانه وتعالى فنادى في الناس وأبلغ الله سبحانه وتعالى صوته إلى جميع الناس، وإلى جميع الخلق فلبى من لبى وقصد البيت من قصد من الناس كما أخبرنا بذلك ربنا سبحانه وتعالى، وأذن بمعنى أعلن، أعلم الناس بالحج، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، أي هنالك من استجاب لدعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام،  ولنداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام في ذاك الزمن وبعد ذلك الزمن إلى هذا الزمن إلى ما شاء الله سبحانه وتعالى من الأزمان، فلبى الملبون لنداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام،  لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، فأجابوا دعوة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقصدوا البيت من كل مكان، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً أي على أقدامهم، يأتوك وهم مشاة على أقدامهم، ينالون الشدائد والأتعاب والمشاق ويمرون على الأهوال وهم صابرون محتسبون للأجر والثواب من رب العالمين سبحانه تعالى، يقطعون المسافات البعيدة مشيا على أقدامهم إجابة لدعوة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أذن في الناس بالحج، يأتوك رجالا وعلى كل ضامر أي الإبل المهزولة المتعبة مع طول الأسفار وتحمل المشاق، فهنالك من يأتي ويلبي نداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام ماشيا على قدميه، وهنالك من يلبي نداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام لكنه يأتي راكباً على الإبل المضمرة المهزولة من طول السفر ومن شدته ومن مشقته، وعلى كل ضامر يأتين أي الإبل من كل فج عميق، أي من كل طريق واسع بعيد،  والفج هو الطريق الواسع، والعميق بمعنى البعيد، فيأتي من يأتي من المسافات البعيدة، ومن الطرق البعيدة، ومن البلدان البعيدة في الإبل التي قد تعبت من طول السفر، كل ذلك إجابة لنداء إبراهيم عليه الصلاة والسلام وطاعة لرب العالمين سبحانه وتعالى، الذي افترض على عباده الحج في العمر مرة، وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر، يأتوك رجالا قال بعض العلماء: من  أتى إلى البيت فقد أتى إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، لأن الله سبحانه وتعالى قال يأتوك ولم يقل يأتون البيت، فمن أتى البيت فقد أتى إبراهيم واستجاب لدعوته عليه الصلاة والسلام، يأتوك رجالا وعلى كل ضامر، فذكر الله سبحانه وتعالى من يأتي ماشيا ومن يأتي راكبا قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه: ولم يذكر من جاء طائرا في الهواء لأن ذلك ليس من حج المسلمين، ويريد رحمة الله عليه أن ما لبس به الشيطان على كثير من الناس حيث حملهم في الهواء إلى أداء مناسك الحج أن هذا الفعل ليس من حج المسلمين أن يطير الشخص إلى بيت الله الحرام عن طريق الشياطين، فقد يأتي الشيطان إلى أحدهم على صورة فرس فيصعد عليه فيطير به في في الهواء وقد يرى نفسه طائرا ولا يرى شيئا، يطير إلى المناسك ليؤدي فريضة الحج، فبين رحمة الله عليه أن هذا ليس من حج المسلمين، الحج الذي يفعله المسلمون حج المشاة على أقدامهم، وحج الراكبين في مركوباتهم كالإبل والخيل ونحو ذلك، ولهذا ذكر سبحانه وتعالى القسمين يأتوك رجالا وعلى كل ضامر، فالحج يلقى العبد فيه الشدائد من أجل الله عز وجل، إما يمشي على قدميه فينال المشاق من أجل الله، ويكتب الله سبحانه وتعالى له الأجر والثواب، وإما على مركوبه فينال ما ينال من المتاعب والشدائد فينال بذلك الأجر والثواب، والحج نوع من أنواع الجهاد، ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام :" عليكن جهاد لا قتال فيه الحج والعمرة.

فيما فيه من الشدة، يلقى العبد من الشدة والمتاعب في أسفاره فيصبر على ذلك ويحتسب الأجر والثواب من رب العالمين سبحانه وتعالى.

هكذا هو حج المسلمين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده، وذكر ربنا سبحانه وتعالى وقدم في الذكر من جاء ماشيا، ثم ذكر من جاء راكبا، فذهب بعض العلماء على تفضيل حج الماشي على حج الراكب، لأن الله سبحانه وتعالى قدم ذكر الماشي بقدميه على الراكب يأتوك رجالا، ثم ذكر حج الراكبين فقال وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق، ففضل بعض العلماء حج الماشين على حج الراكبين، وذهب أكثر العلماء إلى أن حج الراكبين أفضل من حج الماشين، لأن هذا هو حج رسول الله عليه الصلاة والسلام، فإن نبينا عليه الصلاة والسلام حج البيت راكبا، وسافر من مدينته إلى مكة راكبا، وهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام هو الأكمل وهو الأحسن لقول الله عز وجل:{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)}[الأحزاب:21].

وقال الله:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ}[الحشر:7]

ولما فيه من التيسير، وما خير النبي عليه والسلام بين شيئين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن فيه شيء من الإثم، ولأن الله سبحانه وتعالى يحب التيسير على عباده، كما قال سبحانه وتعالى :{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185].

وقال:{يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ}[النساء:28].

وقال:{لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة:286].

فحج الراكبين موافقة لإرادة الله عز وجل لعباده التيسير.

فيا معاشر المسلمين حافظوا على فريضة الله عز وجل، وأدوا هذا المنسك العظيم من كان مستطيعا قادرا عليه فلا يستهن ولا يترك هذه الفريضة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على عباده، وليجب دعوة إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ونداء إبراهيم، وهو بذلك مستجيب لأمر الله عز وجل لأن الله هو الذي أمر إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن ينادي بالناس بالحج، فحافظوا على هذه الفريضة، وأدوا ما كتب الله سبحانه وتعالى عليكم، فمن كان مستطيعا قادرا فلا يفرط فيما افترضه الله سبحانه وتعالى عليه من أداء هذا الركن العظيم.

أسأل سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته، وأن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين.



الخطبة الثانية 

الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد فيقول سبحانه وتعالى:{وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27)لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28)}

ليشهدوا منافع لهم : الذي يذهب لأداء فريضة الله عز وجل فإنه يشهد المنافع الكثيرة، المنافع الدينية والمنافع الدنيوية، المنافع الدينية في أداء هذه الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى عليه، وكم ينال من الأجور العظيمة والثواب الكبير، وكم ينال من مغفرة الله عز وجل، فينال المنافع الكثيرة في أداء هذه الفريضة،  قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ}[المائدة:97].

فجعل الله سبحانه وتعالى الكعبة البيت الحرام قياما للناس أي فيها قوام أمور دين الناس ودنياهم،  ينتفعون في أمر دينهم، وينتفعون في أمر دنياهم، وقد جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"العُمْرَةُ إلى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِما بيْنَهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ ليسَ له جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّةُ.

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" من أتى هذا البيت، وفي لفظ من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق عاد كيوم ولدته أمه.

أي عاد مغفورا له لا ذنب عليه، فهذه منفعة عظيمة ينالها من ذهب لأداء الحج أو لأداء العمرة، وفي مسلم من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله، أي من الذنوب والمعاصي، فينال العبد مغفرة الله عز وجل، وينال الثواب العظيم، وجاء في مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال :"ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ.

يغفر الله عز وجل لأهل عرفة، يتجاوز الله سبحانه وتعالى عن ذنوبهم وعن سيئاتهم، ويباهي الله سبحانه وتعالى بهم الملائكة، فكم ينال العبد من الخيرات ومن الأجور العظيمات في أداء ذلك المنسك العظيم، وذلك الركن العظيم من أركان الإسلام، ليشهدوا منافع لهم، وهكذا المنافع الدنيوية من البيع والشراء وأنواع التجارات، فإنه لا حرج للحاج أن يفعل ذلك بحيث لا يضيع ما اقترضه الله سبحانه وتعالى عليه من المناسك، قال سبحانه وتعالى:{لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198)}[البقرة:198]

فذكر الله سبحانه وتعالى أنه لا جناح أن نبتغي فضلا من الله عز وجل بالبيع والشراء وأنواع التجارات وذلك في منسك الحج، وهذه من جملة المنافع التي ينتفع بها من ذهب إلى أداء المناسك، من ذهب إلى بيت الله الحرام لأداء الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى على عباده، وجاء عند الإمام أحمد والترمذي والنسائي من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:"تابِعوا بينَ الحجِّ والعمرةِ ، فإنَّهما ينفِيانِ الفقرَ والذُّنوبَ ، كما ينفي الْكيرُ خبثَ الحديدِ والذَّهبِ والفضَّةِ وليسَ للحجِّ المبرورِ ثوابٌ دونَ الجنَّةِ.

فالمتابعة بين الحج والعمرة من أسباب مغفرة الذنوب، ومن أسباب إزالة الفقر، وفي الحديث ذكر ثلاث منافع، منفعة دنيوية وهي إزالة الفقر، ومنفعتان تتعلقان بالدين وهما مغفرة الذنوب والجزاء في الجنة، الحج المبرور ليس له جزاء إلا في الجنة، هكذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام، فمن كان عنده القدرة والاستطاعة فليؤدي هذه الفريضة، ومن كان عنده أيضا القدرة والاستطاعة  وقد أدى الفريضة فينبغي له أن يتنفل بهذه العبادة العظيمة التي هي من شعائر الدين العظيمة، وهي ركن من أركان الإسلام.

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لنا مغفرة من عندك إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي