الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /فتح الأحد الصمد في بيان أن الإنسان خلق في كبد ٢١ ربيع الأول ١٤٤٥هـ
فتح الأحد الصمد في بيان أن الإنسان خلق في كبد ٢١ ربيع الأول ١٤٤٥هـ 2023-10-16 03:12:18


خطبة جمعة بعنوان فتح الأحد الصمد في بيان أن الإنسان خلق في كبد


لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه


سجلت بتاريخ ٢١ ربيع الأول ١٤٤٥ه‍ 

مسجد النور/الزرعان/مدينة القاعدة محافظة إب حفظها الله وسائر بلاد المسلمين

إن الحمد لله،نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران:102]

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء:1]

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب:70-71]

أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة


يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (1) وَأَنتَ حِلٌّ بِهَذَا الْبَلَدِ (2) وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4)}[البلد:1،4]

فأقسم ربنا سبحانه وتعالى بالبلد الحرام، بأم القرى، بخير البلاد، وبأحب البلاد إلى الله عز وجل ، البلد الذي جعله الله سبحانه وتعالى آمنا، وجعل الناس يقصدون إليه للحج من بقاع الأرض، ويقصدون إليه للعمرة من أماكن متعددة في الأرض :{وَأَذِّن فِی ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ یَأۡتُوكَ رِجَالࣰا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرࣲ یَأۡتِینَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِیقࣲ(27) لِّیَشۡهَدُوا۟ مَنَـٰفِعَ لَهُمۡ وَیَذۡكُرُوا۟ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِیۤ أَیَّامࣲ مَّعۡلُومَـٰتٍ} [الحج :27،28]

البلد الحرام أمر الله سبحانه وتعالى خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أن يبني له بيتاً يقصده الناس من أطراف الأرض، البلد الذي جعله الله سبحانه وتعالى آمنا :{أَوَلَمۡ یَرَوۡا۟ أَنَّا جَعَلۡنَا حَرَمًا ءَامِنࣰا} [العنكبوت:67]


قال :{لِإِيلَٰفِ قُرَيۡشٍ(1)إِۦلَٰفِهِمۡ رِحۡلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيۡفِ (2) فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ (3) ٱلَّذِيٓ أَطۡعَمَهُم مِّن جُوعٖ وَءَامَنَهُم مِّنۡ خَوۡفِۭ(4)}[قريش:1،4].


جعله الله سبحانه وتعالى بلدا آمنا، {جَعَلَ ٱللَّهُ ٱلۡكَعۡبَةَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ قِیَـٰمࣰا لِّلنَّاسِ}[المائدة:97].

في ذلك الموضع يحصل قيام الناس أي في أمر دينهم، وهكذا في أمر دنياهم، {وَإِذۡ جَعَلۡنَا ٱلۡبَیۡتَ مَثَابَةࣰ لِّلنَّاسِ وَأَمۡنࣰا }[البقرة:125].

يثوب الناس إليه بمعنى يرجعون، فمن ذهب لأداء النسك من حج أو عمرة فإن نفسه تشتاق للعودة من أجل أداء النسك مرة أخرى، فجعله الله سبحانه وتعالى مثابة للناس يثوبون أي يعودون إليه مرة بعد أخرى، وجعله الله سبحانه وتعالى آمنا، ذلك البلد أحب البلاد إلى الله عز وجل، ولهذا أقسم الله سبحانه وتعالى به في هذه السورة فقال سبحانه وتعالى : لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد، وأنت حل بهذا البلد المراد بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقسم الله عز وجل بالبلد الحرام في حال كون رسول الله عليه الصلاة والسلام حال في ذلك البلد، وهو البلد الحرام، فقال : لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد، أي وأنت حال باق في ذلك البلد وهو البلد الحرام، فأقسم ربنا سبحانه وتعالى بخير البلاد، وأقسم سبحانه وتعالى بخير الرسل، وخير الرسل هو نبينا عليه الصلاة والسلام، لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد، هو آدم عليه الصلاة والسلام، والولد ذريته، ذرية آدم عليه الصلاة والسلام، ثم أقسم ربنا سبحانه وتعالى بأصل البشرية بآدم عليه الصلاة والسلام، أقسم بأصل البلاد وهي البلد الحرام هي أم القرى، وأقسم سبحانه وتعالى بعد ذلك بأصل البشرية وهو آدم عليه الصلاة والسلام، أقسم الله سبحانه وتعالى هذه الأيمان وهذه الأقسام في هذه السورة فقال لا أقسم بهذا البلد، وأنت حل بهذا البلد ووالد وما ولد لقد خلقنا الإنسان في كبد، أقسم ربنا سبحانه وتعالى على هذا الأمر، وهو أنه خلق الإنسان في كبد، أي يكابد المشاق، يكابد الشدائد، يكابد المحن، يكابد الآلام، يكابد الفتن، يكابد المخاوف، يكابد الفقر يكابد الأعداء، إلى غير ذلك من الأمور ومن المشاق التي يكابدها الإنسان في هذه الحياة الدنيا، لقد خلقنا الإنسان في كبد، وقوله سبحانه وتعالى لقد خلقنا الإنسان في كبد باعتبار أن المشاق ومكابدة المشاق ملازمة للإنسان، فكأنه خلق كذلك، كقوله سبحانه



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي