تحفة النجباء بنصيحة الخطباء 2023-11-19 10:20:36
السؤال :
نرجو النصيحة للإخوة الخطباء حفظهم الله بمزيد من التعاون ، والتبكير للخروج دعوة ؟
الجواب :
في الحقيقة أن النصيحة قد تكررت حول هذه القضية، وهي ما يتعلق بالدعوة إلى الله عز وجل، فلا بد من الاهتمام بهذا الأمر، وهذا من الجهاد في سبيل الله عز وجل، فإن الجهاد كما يكون بالسيف والسنان يكون أيضا بالحجة والبيان، والجهاد بالحجة والبيان هو جهاد الأنبياء والرسل، وجهاد العلماء، وهو الجهاد الكبير كما قال الله عز وجل " وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا " فهو الجهاد الكبير، جهاد في مرضاة الله عز وجل يجاهد الإنسان الشيطان، ويجاهد المبطلين، ويجاهد أهل البدع والأهواء ومن يدعو الناس إلى الضلال، بدعوة الناس إلى الخير، بدعوة الناس إلى كتاب الله وإلى سنة النبي عليه الصلاة والسلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سماه الله عز وجل الجهاد الكبير فما ينبغي أن يستهين الإنسان بهذه العبادة وبهذا العمل الصالح، والله عز وجل يقول : " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " فهذه سبيل النبي عليه الصلاة والسلام وسبيل أتباع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وهي الدعوة إلى الله عز وجل على بصيرة ، وليس على جهل " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " وقال تعالى : {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [فصلت: 33] ،
فهذه الآية فيها ما فيها من الترغيب {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} فليس هنالك من هو أحسن قولاً من هذا الذي يدعو إلى الله عز وجل، فالدعوة إلى الله عز وجل من العبادات العظيمة، ومن الأعمال الصالحة الكبيرة، وكم فيها من الثمرات الحميدة، قد تدعو إلى الله عز وجل وتعظ الناس فيهتدي من يهتدي بسبب دعوتك، وربما ذلك المهتدي يطلب العلم وربما يصير عالما وربما يهتدي على يديه آلاف الناس ولك مثل حسنات أولئك، وأولئك الآلاف الذين اهتدوا، ربما ينفعون غيرهم ويهتدي على أيديهم أناس، وأولئك يهدون غيرهم إلى قيام الساعة، إلى أن يقبض الله عز وجل أرواح المؤمنين، فتنال من الحسنات الكثيرة ومن الأجور العظيمة في موازين حسناتك وأنت لا تشعر، فهذه عبادة عظيمة فلو تنفلت ببعض النوافل فلا تنال مثل هذه الأجور المتسلسلة، وإذا صليت نافلة فإنَّك تؤجر عليها في ذلك الوقت، لكن هذه أجور متسلسلة وثواب عظيم، فما ينبغي لطالب العلم أن يترك خطبة الناس ـ ممن كان قادرا على ذلك ـ فلا يترك خطبة الناس في جمعة من الجمع وهو يعلم مثل هذا الخير ، وما في ذلك من الأجور وما في ذلك من البركات، وما في ذلك من الثواب الكبير، نعم لا يستهن العبد، فلو نظر الإنسان إلى نفسه فإنَّه يجد نفسه مقصراً، لو لقى ربه سبحانه وتعالى على حاله ربما يكون من المفاليس فكم هي الذنوب وكم هي المعاصي وكم هو التقصير في كثير من الواجبات فليحرص الإنسان على مثل هذه الأعمال العظيمة، الأعمال المباركة العظيمة التي ينال فيها الأجور والحسنات المتتابعة المتكاثرة، فربما ينال كما عرفت من الحسنات الكثيرة جيلا بعد جيل وأمة بعد الأمة إلى أن يقبض الله عز وجل أرواح المؤمنين فاحرصوا على المبادرة والمسارعة لهذا الخير ولا يثبطنكم الشيطان، فالشيطان يثبط عن مثل هذا الخير العظيم، فالنصيحة هو التعاون في هذا الباب والتبكير، فلا تتعبوا المسئول على ذلك بالتأخير، بادروا إلى الخير، وبكروا إلى الخير مع نية صالحة، ورغبة في الأجر والثواب، ونيل الحسنات، فهذه أعمال مباركة، وعمل عظيم ننصح به فينبغي الحرص على ذلك، وما يحتاج الإنسان إلى أن يرغب في مثل هذا الخير في كل وقت فإنه خير عظيم، لكن هذا من باب التذكير، وإلا فأنتم طلاب علم تسمعون مثل هذه الأدلة، في أوقات كثيرة وتحفظونها، لكن تأتي غفلات في بعض الأوقات نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإياكم إلى كل خير والحمد لله رب العالمين .