اتحاف النبيل بترك شكوى الخلق والتحلي بالصبر الجميل 24 ذي الحجة 1446هـ 2025-06-21 22:09:45
خطبة جمعة بعنوان اتحاف النبيل بترك شكوى الخلق والتحلي بالصبر الجميل
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه
سجلت بتاريخ ٢٤ ذي الحجة ١٤٤٦ه
مسجد السنة خنوة إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].
أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
روى الإمام مالك في موطئه، عن عطاء بن يسار رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :"إذا مرض العبدُ بعث اللهُ تعالى إليه ملَكينِ فقال انظروا ماذا يقول لعُوَّاده ؟ فإن هو إذا جاؤوه حمدَ اللهَ وأثنى عليه رَفعا ذلك إلى اللهِ عزَّ وجلَّ وهو أعلمُ فيقول الله سبحانه وتعالى : لعبدي عليَّ إن توفَّيتُه أن أُدخلِه الجنةَ وإن أنا شفيتُه أن أُبدِّلَ له لحمًا خيرًا من لحمِه ودمًا خيرًا من دمهِ وأن أُكفِّرَ عن سيئاتِه.
هذا الحديث له شواهد تقويه وترفع من شأنه، بين فيه نبينا عليه الصلاة والسلام حال العبد إذا ما ابتله الله سبحانه وتعالى بالأمراض والأوجاع، وأنه إن حمد الله سبحانه وتعالى وأثنى على ربه نال خيراً من رب العالمين سبحانه وتعالى، وأما إذا لم يكن كذلك فإنه يفوت على نفسه الخير، وقد ينال غضب الله سبحانه وتعالى وعذابه والعياذ بالله، فأخبر نبينا عليه الصلاة والسلام أن العبد إذا مرض، والله سبحانه وتعالى يبتلي العباد بالأمراض والأوجاع وبالمصائب والشدائد، فلابد من الابتلاء والامتحان،{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2)}[العنكبوت:1،2].
هذا شيء لا يكون لابد من الابتلاء والامتحان،{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)}[البقرة:151،157]..
فينالون هذه المكرومات من الله عز وجل، ينالون الصلوات من الله عز وجل وهو الثناء الحسن، وينالون الرحمة من الله عز وجل، فإذا نالوا الصلوات من الله عز وجل نالوا القرب من رب العالمين، وإذا نالوا الرحمة نجوا من العذاب الأليم، ولهم الهداية في الدنيا وفي الآخرة، يهديهم الله عز وجل إلى الصراط المستقيم في الدنيا، ويهديهم في الآخرة إلى جنات النعيم،{أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} فالابتلاء لا بد أن يكون فهناك من يقابل هذا الابتلاء بالصبر والشكر والثناء الحسن على رب العالمين سبحانه وتعالى، وهناك من يتسخط على ربه عز وجل، إذا مرض العبد يقول عليه الصلاة والسلام: إذا مرض العبد بعث الله إليه ملكين، يبعث الله عز وجل ملكين إلى ذلك العبد الذي أصابه المرض فيقول لهما انظرا إلى ما يقول لعواده أي لمن يعوده في مرضه ويزوره في مرضه، انظرا ماذا يقول لعواده، قال عليه الصلاة والسلام : فيقول لهما انظرا ما يقول لعواده فإن هو إذ جاءوه أي عواده حمد الله وأثنى عليه، حمد الله لهذا البلاء الذي نزل به، وأثنى على الله خيرا، فإن البلاء إذا نزل على العبد هو رحمة من الله عز وجل بالعبد، يكفر الله عز وجل عن العبد السيئات، وقد يرفع له الدرجات، وينال أنواع المكرومات من رب العالمين سبحانه وتعالى بهذا المرض، فهو نعمة من الله عز وجل يحتاج إلى حمد وثناء، فإن العبد ربما عليه سيئات كثيرة إذا مات ربما عذب العذاب الأليم فيكفر الله عز وجل عنه السيئات بالأمراض والأوجاع، فهي رحمة من الله عز وجل، قال : فإن هو إذا جاءه عواده حمد الله وأثنى عليه رفع إليه أي رفعا خبره إلى الله عز وجل وهو أعلم، فإن الله سبحانه وتعالى بكل شيء عليم، ولا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو أعلم فيقول الله عز وجل : لعبدي علي، وكد الله عز وجل هذا الخبر باللام التي تدل على التوكيد، وأيضا بقوله علي فإن على تدل على الوجوب أي أن الله عز وجل أوجب هذا على نفسه كرما وجودا وفضلا منه، لعبدي علي إن توفيته من مرضه، إن توفيته أي من مرضه أدخلته الجنة، لأنه حمد الله وأثنى عليه حين نزل به المرض لم يتسخط ويتضجر من ذلك المرض وإنما حمد الله عز وجل وأثنى عليه، لعبدي علي إن توفيته أن أدخله الجنة، وإن شفيته أي من ذلك المرض، قال وإن شفيته أبدلته لحما خيرا من لحمه، أي الذي تأثر بسبب المرض فإن المرض يضعف الجسم ويهزل اللحم، أبدلته لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه، والمعنى أني أبدله بما هو أحسن وأكمل، وأعافيه عافية أكمل مما كان عليه قبل ذلك، أعافيه في بدنه عافية أحسن مما كان قبل مرضه وهذا من كرم الله وجوده وفضله وإحسانه، قال : وأبدله لحما خيرا من لحمه ودما خيرا من دمه، قال وأن أكفر عنه سيئاته، يكفر عنه السيئات فينال العبد هذه المكرمات بما ؟ بحمد الله عز وجل والثناء عليه بالصبر على البلاء، وقليل من الناس من هو كذلك، قليل من الناس من هو كذلك إذا نزل به البلاء ونزلت به المحنة أثنى عن الله عز وجل وحمده على ما حل به، هناك من الناس من يحمد الله عز وجل بلسانه ويتسخط بقلبه وهذا حمد غير صحيح، يحمد الله عز وجل الحمد الشرعي وهو القول باللسان مع اعتقاد ذلك بالقلب، يرضى ويحمد الله عز وجل بقلبه وبلسانه، ويثني على الله خيرا، هذا هو الأمر الذي إن حصل للعبد نال هذه المكرومات من رب العالمين سبحانه وتعالى، احمد الله واثني عليه خيرا تنال هذه المكرومات العظيمات والمنن العظيمة من رب العالمين سبحانه وتعالى، أكثر الناس إذا نزلت بهم الأمراض والأوجاع تسخطوا، تسخطوا على ربهم سبحانه وتعالى وشكوا الخالق الرحيم إلى خلقه وهذه شكوى لا تجوز، كيف تشكوا رب العالمين سبحانه وتعالى إلى الخلق، تشكوا الرحيم إلى من لا يرحم، فالله سبحانه وتعالى أرحم بنا من آبائنا ومن أمهاتنا وأرحم بنا من أنفسنا، وابتلاءه لنا من رحمته بنا ولو تركنا مع ذنوبنا لهلكنا، فهذه رحمة من الله عز وجل، وقد يبتل الله عز وجل العبد بأمراض وتكون تلك الأمراض دافعة لأمراض أخطر منها، فيدفع الله عز وجل عنك أمراض خطيرة بغيرها ولله عز وجل في ذلك الحكم البالغة، وربما تكون بعيداً عن الله عز وجل لا تعرف ربك ولا تذكر ربك في غفلة عظيمة لو مت وأنت على ذلك لكنت من أهل النار، فيبتليك الله عز وجل بالأمراض والأوجاع حتى ترجع إليه وتستكين بين يديه وتذل لربك عز وجل وتخضع وتنقاد له سبحانه وتعالى فتفلح في الدنيا وفي الآخرة كما قال الله عز وجل :{وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (168)}[الأعراف:168].
قال:{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41)}[الروم:41].
يريد الله عز وجل منك أن ترجع فهو رحيم بك بهذه المصائب والشدائد النازلة بك، أكثر الناس يتسخطون إذا نزلت بهم الأمراض والأوجاع ولا يصبرون، فضلا عن أن يذكروا ربهم سبحانه وتعالى بالحمد والثناء فإن هذا لا يكون إلا ممن قوي إيمانه وعرف شيئا من حكمة الله عز وجل في هذه الأمراض والأوجاع، فعلى المسلم أن يتأدب بهذه الآداب العظيمة، يحمد الله عز وجل ويثني عليه، إذا جاءه عواده لا يشكو رب العالمين سبحانه وتعالى إلى الخلق فإن هذا لا يجوز، كيف تشكو رب العالمين سبحانه الرحيم إلى مخلوق ربما لا يرحمك ربما يتشفى بما حصل لك، اشكو إلى ربك سبحانه وتعالى ولا تشكو إلى الخلق،{إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86)}[يوسف:86].
هذا الذي ينبغي للعبد أن يشكو ما نزل به إلى ربه الرحيم الذي هو على كل شيء قدير ولا يشكو إلى خلق الله، إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد : يقول ربنا سبحانه وتعالى في كتابه الكريم لنبيه عليه الصلاة والسلام :{فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5)}[المعارج:5].
ويقول عن نبيه يعقوب عليه الصلاة والسر أنه قال لبنيه :{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)}[يوسف:18].
وقال أيضا :{فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)}[يوسف:83].
صبر جميل، أمر الله عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام بالصبر الجميل، وأخبر عن نبيه يعقوب عليه الصلاة والسلام أنه صبر الصبر الجميل، قال أهل العلم: الصبر الجميل هو الصبر من غير شكوى، الصبر من غير شكوى إذا نزل بك البلاء تصبر من غير شكوى فهذا هو الصبر الجميل، والصفح الجميل صفح من غير عتاب فاصفح الصفح الجميل، والهجر الجميل هجر من غير أذية واهجرهم هجرا جميلا، فهناك هجر جميل وصفح جميل وصبر جميل، هجر جميل أي من غير أذية، وصفح جميل أي من غير عتاب، وصبر جميل من غير شكوى، أي لا تشكو ربك إلى الخلق إذا ما نزل بك البلاء والشدة فهذا هو الصبر الجميل الذي أمر الله به سبحانه وتعالى، وإنما احمد الله عز وجل واثني عليه، وإذا شكوت ما حل بك إلى ربك فهذا حسن، فإن الله سبحانه وتعالى يريد منك ذلك{فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ (76)}[المؤمنون:76]. ذم الله عز وجل الذين إذا نزلت بهم الشدائد أنهم لا يسكنون إلى ربهم ولا يتضرعون، فمن سكن إلى ربه وتضرع وشكى إلى ربه سبحانه وتعالى فهذا عبد صالح وهذا الذي يريده الله سبحانه وتعالى منك أن ترجع إليه وأن تخضع له سبحانه وتعالى وأن تستكين له، فاشكوا ما نزل بك إلى ربك سبحانه وتعالى، يعقوب عليه الصلاة والسلام قال لبنيه فصبر جميل ومع هذا قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، هو صابر الصبر الجميل ويشكو ما حل به إلى ربه، فالشكوى إلى الله عز وجل لا تناف الصبر الجميل وهي عبادة يحبها الله عز وجل، وإنما الذي يذمه الله سبحانه وتعالى ولا يرتضيه لنا أن نشكوه سبحانه وتعالى إلى الخلق بلسان المقال أو بلسان الحال، هناك من يشكو ربه إلى الناس بلسان الحال بلسان المقال بأن يقول فعل بي كذا وكذا وابتلاني بكذا وكذا ولما فعل بي كذا وكذا يشكو ربه سبحانه وتعالى إلى الخلق، ما صنعت أنا أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأفعل وأفعل لما فعل بي كذا وكذا فيشكو ربه سبحانه وتعالى إلى الخلق وهذا لا يجوز وهذا محرم ومنكر عظيم، هذه شكوى بلسان المقال، وهناك شكوى بلسان الحال لا يتلفظ بما حصل له لكن يظهر الشكوى بلسانه كأن بالصياح ويبالغ بالنياح ويبالغ بالألفاظ التي تدل على شدة التوجع مما نزل به، فهو في الحقيقة يشكو إلى الخلق ما فعل به الخالق بلسان حاله، فإن هذا الصياح والنياح على ما نزل به هو شكوى يشكو ما فعل به ربه سبحانه وتعالى إلى الخلق، قال العلامة ابن القيم رحمة الله عليه في معنى كلامه : أن هذا أشد من الشكوى بلسان المقال، فلا تفعل هذا ولا هذا، لا تشكو ربك إلى الخلق لا بلسان الحال ولا بلسان المقال، واصبر واثني على الله عز وجل، وأشد من ذلك وأخبث أن يكون العبد في عافية من الله عز وجل في بدنه وفي عافية في رزقه ومع هذا يشكو ربه إلى الخلق هذا أخبث أنواع الشكوى وأردى أنواع الشكوى وهذه حال كثير من الناس، يكون في عافية في بدنه وإذا به يتظاهر بالأمراض والأوجاع والأتعاب بعض الناس يفعل ذلك من أجل مسألة حتى يسأل الناس ويستعطفونه بشيء من المال فيتظاهر ويشكو إلى الناس ما نزل به من الأمراض ومن الأوجاع ومن الأسقام وهو في عافية، وقد يبتليه الله عز وجل بما قال، قد يبتليه الله سبحانه وتعالى بما قال ويعاقبه بما قال فهذه من أخبث أنواع الشكوى، وقد يفتح الله سبحانه وتعالى عليه من الرزق ويمد عليه من الرزق وإذا به يشكو حاله وفقره وما به من الشدة ومن قلة المال وماله كثير جدا والله قد فتح عليه شيئا واسعا من الدنيا ومع هذا يشكو ربه إلى الخلق وقد أنعم الله عليه، فهذه أشد أنواع الشكوى وأردى أنواع الشكوى وأخبث أنواع الشكوى لا تحصل هذه إلا من رذائل الخلق ومن سفهاء الناس، كل هذا مما لا يجوز، لا تشكو ربك إلى الخلق وإنما اشكو ما نزل بك إلى ربك سبحانه وتعالى، واحمد الله وأثنى عليه خيرا يبدلك الله سبحانه وتعالى بخير مما أخذ منك، ويكفر الله عز وجل عنك السيئات، وإن توفاك الله عز وجل رحمك وكنت من أهل الجنة.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتا وسرها، اللهم اهدنا إلى الصراط المستقيم وجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم عافنا في الدنيا والآخرة، اللهم عافنا واعف عنا، اللهم عافنا واعف عنا، اللهم عافنا واعف عنا، اللهم يسر على المعسرين واقضي الدين عن المدينين وعافي مبتل المسلمين واشف مرضاهم وارحم موتاهم إنك أنت الغفور الرحيم، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة واقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.
فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله