الرئيسية / الخطب والمحاضرات/ الخطب /أسباب الوقاية من عقاب الله على أهل الظلم والغواية
أسباب الوقاية من عقاب الله على أهل الظلم والغواية 2022-12-29 02:39:20


*خطبة جمعة بعنوان:(أسباب الوقاية من عقاب الله على أهل الظلم والغواية)* *لشيخنا المبارك : أبي بكر الحمادي حفظه الله*
*سجلت بتأريخ ٢٤/رجب/١٤٤٣ هجرية* *مسجد المغيرة بن شعبة مدينة القاعدة محافظة إب حرسها الله وسائر بلاد المسلمين*
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمران: 102]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [النساء: 1]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 70-71] أما بعد:فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم،وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة. روى البخاري(2118)ومسلم(2884) في صحيحيهما، عَنْ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ أُمِّ عَبْدِاللهِ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَغْزُو جَيْشٌ الْكَعْبَةَ، فَإِذَا كَانُوا بِبَيْدَاءَ مِنَ الْأَرْضِ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ»، قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَيْفَ يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَفِيهِمْ أَسْوَاقُهُمْ، وَمَنْ لَيْسَ مِنْهُمْ؟ قَالَ: «يُخْسَفُ بِأَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، ثُمَّ يُبْعَثُونَ عَلَى نياتهم. وجاء الحديث بنحوه من حديث أم سلمة رضي الله عنها، ومن حديث حفصة رضي الله عنها، في صحيح الإمام مسلم، فبين النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث ما سيحصل في آخر الزمان من غزو جيش الكعبة، يغزو جيش الكعبة، وقد بين النبي عليه الصلاة والسلام في بعض ألفاظ هذا الحديث أن هنالك من يلوذ بالبيت، وأن هنالك من يجتمع حول البيت برجل من قريش، يجتمعون ويلوذون ببيت الله عز وجل، ويأتي ذلك الجيش ويريد أن يقتل هؤلاء الذين لاذوا بحرم الله، ولاذوا ببيت الله عز وجل، فتنزل عليهم العقوبة من رب العالمين سبحانه وتعالى، فيخسف الله سبحانه وتعالى بأولهم وآخرهم، ويبعث الناس بعد ذلك على نياتهم، وجاء الحديث عند الإمام مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"العجبُ أنَّ ناسًا مِنْ أُمَّتي يَؤُمونَ البيتَ لِرَجُلٍ مِنْ قريشٍ ، قَدْ لَجَأَ بالبيْتِ ، حتَّى إذا كانوا بالبيداءَ ُخُسِفَ بِهم ، فيهم المسْتَبْصِرُ ، والمجبورُ ، وابنُ السبيلِ ، يَهْلِكونَ مَهْلَكًا واحدًا ، ويَصْدُرونَ مصادِرَ شَتَّى يَبْعَثُهُمُ اللهُ على نِيَّاتِهِمْ. وفيه أن الناس يجتمعون في الطرقات وفيهم من هذا مقصده ومن ليس هذا مقصده فيهم المستنصر الذي خرج مع ذلك الجيش عن بصيرة، عن علم، يعلم ما يريدون، ويريد الذي يريدون، وهذا من الظالمين، ومن الآثمين، وفيهم المجبور أي المكره الذي لم يكن له قصد ولا إرادة، لكنه أخرج بالقوة، أجبر على الإخراج، معهم، لكن حصل شيء من التوافق، هو في سيره في سفره لبعض أموره وأغراضه فتوافق بذلك الجيش، وكل هؤلاء يخسف بهم رب سبحانه وتعالى، يهلكهم الله جميعا، ويصدرون مصادر شتى، يبعثهم الله على نياتهم، وفي هذا الحديث ما يدل على أن العبد لا يكثر سواد الظالمين، لا يكثر سواد المبطلين، وإن لم يشاركهم في ظلمهم، وفي باطلهم، لا يسير معهم، ولا يقترب منهم، يبتعد غاية البعد عنهم، لأن عذاب الله سبحانه وتعالى إذا نزل عم، يعم كل أولئك الظالمين، ويدخل في العذاب من كان بجوارهم، ومن سار قريبا منهم، وإن لم يكن من الظالمين، الإقتراب من الظالمين، الإقتراب من أهل البغي، مهلكة من أسباب الهلاك، إذا نزل العذاب فإنه يعم الجميع، يخسف بأولهم وآخرهم ويبعثون على نياتهم، أما يوم القيامة فالله عز وجل يبعث أولئك على نياتهم، والله عليم بنيات أولئك القوم، ويجازي كل شخص على حسب نيته، فإن الله وجل لا يظلم العباد، لكن العذاب في الدنيا إذا نزل فيعم الظالمين ومن كان مقتربا منهم، فالواجب على العبد أن يحذر على نفسه غاية الحذر من عذاب الله عز وجل، الحذر من عذاب الله فلا يقترب من الظالمين، قال الله:{وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ}[سورة هود:113]. فلا يركن إليهم أي لا يميل إليهم، فكيف إذا وافقهم على أفعالهم، بل أبلغ من ذلك لا يقترب منهم، بل يبتعد منهم غاية البعد، فإن عذاب الله عز وجل إذا نزل كما عرفنا عم، وإذا أراد العبد أن ينجوا من عذاب الله عز وجل النازل على الظالمين فعليه الإعتزال، يعتزل الظالمين ولا يكن معهم، وإن لم يرد ما أرادوا، ولم يقصد ما قصدوا، يبتعد عنهم غاية البعد، فإن في ذلك النجاة له، يقول سبحانه وتعالى:{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)}[سورة النساء:140] من جلس مع الظالمين، ومع المجرمين، وهم يتحدثون بالباطل وهو ساكت، ما اعتزلهم، ولا أنكر المنكر الذي جاءوا به فإنه من جملتهم والعياذ بالله، فإن نزل العذاب نزل به وبهم، وإن مات على ذلك فهو من الظالمين، قد شابكهم في ظلمهم بعدم اعتزالهم، وبعدم إنكاره للمنكر الذي جاءوا به، قال الله:{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)}[سورة الأنعام:68]. يبتعد العبد عن القوم الظالمين، ولا يقترب منهم حتى لا يناله من شؤمهم، ومن شرهم، وحتى لا يناله من عذاب الله عز وجل إن نزل بهم، فإن ابتعد عافاه الله، يقول سبحانه وتعالى عن نبيه وعن خليله إبراهيم عليه الصلاة والسلام أنه قال لقومه بعد أن أنكر عليهم ما جاءوا به:{وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىٰ أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۖ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49)}[سورة مريم:48،49]. اعتزل قومه بعد أن أنكر عليهم ما هم فيه من الشرك، واتجه إلى ربه سبحانه وتعالى يدعوه، ويوحده، بالعبادة فجعل الله سبحانه وتعالى له أنيسا من الأنبياء والرسل، جعل الله سبحانه وتعالى له ذرية مباركة من الأنبياء والرسل، بل جعل الله سبحانه وتعالى جميع الأنبياء والرسل بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام من ذريته، من ذرية إبراهيم، فهو أبو الأنبياء عليه الصلاة والسلام، فهذا هو الواجب، فإن كثيرا من الناس لضعف دينهم يقتربون من أهل الزيغ والضلال، ومن أهل الظلم والبغي، يقتربون منهم، وربما إذا وجدت بعض الأمور التي فيها ما فيها من المنكرات فإذا بالناس يجتمعون إلى تلك الأماكن من أجل النظر، قد لا يريد ما أراد أولئك، ولا يفعل ما يفعلون، لكن بعض الناس عنده حب استطلاع، يريد أن ينظر ماذا يصنع الناس، وماذا يفعل هؤلاء، فيكثر سواد الظالمين، ويكثر سواد الباغين ويكثر سواد المخالفين لدين رب العالمين سبحانه وتعالى، فإن نزلت عقوبة الله عز وجل فإنها تعم، خسف بأولهم وآخرهم، هكذا يقول نبينا عليه الصلاة والسلام، الواجب الإبتعاد واعتزال أماكن المنكر، وأماكن الشر، واعتزال أماكن أهل الظلم والبغي، هذا هو الواجب حتى يسلم الإنسان من عذاب الله عز وجل، ويسلم له دينه، ويحفظ الله سبحانه وتعالى لك الدين، إن اعتزلت مجالس الظالمين، اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا، إنه هو الغفور الرحيم. *الخطبة الثانية:* الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: اعلموا معاشر المسلمين أن من جملة الأسباب التي ينجو بها العبد من عذاب الله عز وجل النازل على أهل الظلم والبغي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا أمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر فنزل عذاب الله عز وجل فينجيك الله سبحانه وتعالى، ينجيك الله كما نجى الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل حين دعوا قومهم إلى التوحيد، وحذروهم من الشرك، فأبوا إلا الشرك، أبوا إلا أظلم الظلم، فلما نزل عذاب الله نجاهم الله عز وجل كما نجى الله سبحانه وتعالى نوحا ومن معه من المؤمنين، قال الله:{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُّنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِّمَن كَانَ كُفِرَ (14)}[سورة القمر:11،14]. وقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :{وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (58)وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ (59)وَأُتْبِعُوا فِي هَٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ (60)}[سورة هود58،60]. نجاه الله سبحانه وتعالى ومن معه من المؤمنين، قال الله:{فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (66) وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (67) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ (68)}[سورة هود :66،68]. وقال الله:{ وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْبًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94) كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا بُعْدًا لِّمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ (95) }[سورة هود:94،95] فنجى الله سبحانه وتعالى أنبيائه ورسله ومن معهم من المؤمنين، لما أمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وقص لنا ربنا سبحانه وتعالى قصة ذلك الرجل مؤمن من آل فرعون، الذي نهى قومه عن المنكر، أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله، ووعظهم الموعظة البليغة، وذكرهما التذكير البالغ، فقال الله عز وجل في ختام قصته أنه قال:{وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ۖ وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ (45)}[سورة غافر:41،45]. فنجاه الله سبحانه وتعالى، وأكرمه الله سبحانه وتعالى، وذكر الله سبحانه وتعالى خبره في أفضل الكتب، وذكر الله عز وجل موعظته لقومه في كتابه الكريم، ووقاه الله عز وجل ما أرادوا به من المكر والكيد، لأنه قام بما أوجب الله سبحانه وتعالى عليه من الأمر بالمعروف ومن النهي عن المنكر، وقال الله :{وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163)وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}[سورة الأعراف:163،166] فنجى الله سبحانه وتعالى الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فهذا من أسباب النجاة، إذا ما نزلت عقوبة الله عز وجل على الظالمين، على الكافرين، على المشركين، فإن الله سبحانه وتعالى ينجيه من كان آمر بالمعروف، وناهيا عن المنكر، اسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يرحمنا برحمته إنه الغفور الرحيم، اللهم ارحمنا يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها وعلانيتها، ربنا ظلمنا أنفسنا ظلما كثيرا وإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرة من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا وما أعلنا وما أسررنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا، أنت المقدم، وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، اللهم اغفر لموتى المسلمين أجمعين، ورحمنا إذا صرنا إلى ما صاروا إليه، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، والحمد لله رب العالمين.


جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي