أين توجد النار وهل اختلف السلف في هذه المسألة ؟ 2023-01-23 18:05:40
أين
توجد النار وهل اختلف السلف في هذه المسألة ؟
النار في الأرض السابعة بهذا جاءت الأدلة
الظاهرة البينة ومن جملة هذه الأدلة حديث البراء وفيه قول النبي صلى الله عليه
وسلم «اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي سِجِّينٍ فِي
الْأَرْضِ السُّفْلَى، فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا». رواه أحمد.
وقال
الله عز وجل {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ} وأسفل سافلين في الأرض السابعة، وذلك
أنَّ ما في السماء يقال له علو وعليون.
وقال
الله عز وجل في شأن الكفار: {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ} فلا
تفتح لا لأرواحهم ولا لأبدانهم ولا لأرواحهم مع أبدانهم، وفي حديث البراء " ... فَيَصْعَدُونَ
بِهَا فَلَا يَمُرُّونَ بِهَا عَلَى مَلَإٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا قَالُوا
مَا هَذَا الرُّوحُ الْخَبِيثُ فَيَقُولُونَ فُلَانُ بْنُ فُلَانٍ بِأَقْبَحِ
أَسْمَائِهِ الَّتِي كَانَ يُسَمَّى بِهَا فِي الدُّنْيَا حَتَّى يُنْتَهَى بِهِ
إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُسْتَفْتَحُ لَهُ فَلَا يُفْتَحُ لَهُ ثُمَّ
قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ
أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي
سَمِّ الْخِيَاطِ} فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ اكْتُبُوا كِتَابَهُ فِي
سِجِّينٍ فِي الْأَرْضِ السُّفْلَى فَتُطْرَحُ رُوحُهُ طَرْحًا ثُمَّ قَرَأَ {وَمَنْ
يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنْ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ
..." فهذا الذي تدل عليه الأدلة ومن قال أن النار في
السماء فإنَّه يحتج بقوله سبحانه وتعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}
[الذاريات: 22] قالوا ومعنى ذلك أنَّ وما توعدون في السماء والذي وعدنا به الجنة
والنار إذاً الجنة والنار في السماء. وهذا فهم خاطئ وإن قال به من قال وذلك أنَّ
غاية ما تدل عليه الآية أنَّ الوعد والوعيد من عند الله تعالى سبحانه وتعالى وقد
جعل الله عز وجل الجنة في السماء وجعل النار في الأرض.
وقد
جاء عن مجاهد قال في قوله تعالى:
{وَفِي
السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ} قال: الجنة والنار، وكذا قال جوبير عن الضحاك،
وجويبر متروك. وهذا إن ثبت عنهم فيحمل على المعنى الذي ذكرناه.
قال
العلامة ابن القيم رحمه الله في "التبيان":
"كون
الجنة والخير في السماء فلا إشكال فيه وكون النار في السماء وما يوعد به اهلها يحتاج
إلى تبيين فإذا نظرت إلى أسباب الخير والشر وأسباب دخول الجنة والنار وافتراق الناس
وانقسامهم إلى شقي وسعيد وجدت ذلك كله بقضاء الله وقدره النازل من السماء وذلك كله
مثبت في السماء في صحف الملائكة وفي اللوح المحفوظ قبل العمل وبعده فالأمر كله من السماء" اهـ.