الرئيسية / الفتاوى / الفتاوى الفقهية/أخ ذهب إلى بلاد الهند فوجدهم عندما يصفون للصلاة يتركون مسافة خمسة إلى عشرين سنتي متر بين الأقدام، فكلم إمام المسجد أن ذلك خطأ، فقال له نحن مذهبنا حنفي ومالكي ونهتم بإلصاق المنكبين.... الخ؟
أخ ذهب إلى بلاد الهند فوجدهم عندما يصفون للصلاة يتركون مسافة خمسة إلى عشرين سنتي متر بين الأقدام، فكلم إمام المسجد أن ذلك خطأ، فقال له نحن مذهبنا حنفي ومالكي ونهتم بإلصاق المنكبين.... الخ؟ 2023-11-01 10:03:13


السؤال :

أخ ذهب إلى بلاد الهند فوجدهم عندما يصفون للصلاة يتركون مسافة خمسة إلى عشرين سنتي متر بين الأقدام، فكلم إمام المسجد أن ذلك خطأ، فقال له نحن مذهبنا حنفي ومالكي ونهتم بإلصاق المنكبين فهل صحيح ما ذكر في السابق أنه موجود في هذين المذهبين وما نصيحتك لهم ونرجو ذكر الأدلة التي تبين خطأهم السابق وجزاك الله خيرا ؟

الجواب :

 هذا الفعل من الأفعال الخاطئة وليس هو بصحيح، ومثل هذا التفريق بهذا المقدار لا أعلمه في مذهب المالكية أو الحنفية، فلا أعلم أن هذا مذهبا لهؤلاء، وعلى كل حال هذا خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام وخلاف هدي الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، وقد جاء في حديث أنس رضي الله عنه قال النبي عليه والسلام : "رَاصُّوا صُفُوفَكُمْ، (3) وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بَيْنَ الْأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لَأَرَى الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ كَأَنَّهُ الْحَذَفُ" رواه أحمد والنسائي الحذف : أي صغار الأغنام

فأمر النبي عليه الصلاة والسلام بالتراص، والتراص بمعنى التناسق ونهى عن الفرج بين الصفوف ، وأخبر أن الشيطان يدخل من هذه الفرج.

وجاء في حديث أنس في البخاري قال: فكان أحدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه، فهكذا كان الحال في زمن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين في عهد رسول الله عليه الصلاة والسلام، فهكذا كانوا يتراصون في الصفوف، فكانت الأجسام تلتصق، يلصق أحدنا منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه، فلم يكن هناك مسافات في صفوفهم، لا خمسة من السنتي مترات ولا عشرين، فعلى كل حال فإنَّ التراص وسد الفرج مما جاءت به الأدلة الثابتة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام على ما سبق إيضاحه، فالنصيحة لهؤلاء أن يتمسكوا بهدي النبي عليه الصلاة والسلام وأن يأخذوا بسنته ويدعوا مثل هذه الأشياء الشاذة التي هي خلاف هدي النبي عليه الصلاة والسلام وخلاف هدي الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .



جميع الحقوق محفوظة لـ الموقع الرسمي للشيخ أبي بكر الحمادي