السؤال:-

ما حكم شرب حبوب منع الحيض في شهر رمضان، من أجل الصيام؟

الجواب:-

 استعمال الأدوية لرفع الحيض مسألة قديمة تكلم عليها من مضى من أهل العلم، وأجاز ذلك جماعة من العلماء كالإمام أحمد وغيره إذا لم يكن في ذلك شيء من الضرر على المرأة، سواءً فيما يتعلق بصيامها أو بالحج، فذكروا أن لها أنْ تَشرب الدواء بمنع الحيض من أجل الحج حتى لا يحصل لها عرقلَة في حَجِها فلربما تتأخر عن رفقتها بسبب الحيض، وهكذا قد تفعل هذا من أجل الصيام، فإذا لم يكن في ذلك ضرر فليس هي بحرام وهذا إن كانت فيها مصلحة من غير مضرة، لكن باعتبار الواقع فإن الضرر كثير في استعمال هذه الحبوب التي تمنع الحيض، ويحصل للمرأة خلاف الذي كانت تريد، وكم من أسئلة ترد في هذه الأيام وبكثرة حول هذا الموضوع، تستعمل بعض النساء هذه الحبوب من أجل أن تَصوم وإذا بها ينقلب عليها الحال ربما يخرج منها الدم أكثر من ذلك، وربما يطول حيضها؛ فكانت تحيض ربما سبعة أيام؛ إذا بها تحيض عشرة أيام، يأتيها الدم أكثر مما كان عليه من قبل، فأرادت أن تحتال على السبعة الأيام فابتليت بعشرة أو بأكثر من ذلك، وربما أيضاً يحصل لها اضطراب في الحيض، وتقطع فيه، ولا يَنتظم معها في شهر رمضان، فيحصل لها ما يحصل من البلاء والشر والضرر، وأسئلة النساء في هذا الباب كما قلنا في هذا الشهر على وجه الخصوص كثيرة حول هذا الأمر، وما يحصل لهن من الضرر والمشاكل والاضطرابات بسبب هذه الحبوب، فالنصيحة هو الابتعاد عن ذلك، وكما جاء في الصحيحين من حديث عائشة لما حاضت في الحج قال لها النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ هذا أمرٌ كتبه الله على بنات آدم) أهم شيء ترضى بما كتب الله لها، وإنْ أفطرت شيئاً من رمضان لعذر شرعي فهي معذورة عند الله عزوجل، ولها الأجر على حسب نيتها، فإن كانت لها نية صالحة فلها الأجر على نيتها، وسوف تعوض ذلك بالقضاء، فالنصيحة هو الابتعاد عن هذه الحبوب التي كثر ضررها، وحصل فيها ما حصل من الأمور المضطربة، وأحدث للنساء أشياء مضطربة في عادتهن، فهذه هي النصيحة للمرأة فيما يتعلق في هذه الحبوب، وإن كان هناك منها ما لا يضر؛ لا يحصل به مثل هذه الأضرار -كما قلنا- فالمعروف عن كثير من أهل العلم الجواز، لكن باعتبار واقع هذه الحبوب فإن الضرر منها حاصل، فالنصيحة هو الابتعاد عن ذلك.