هل قتال الأعداء بسلاح غير متكافئ، وعدة ضئيلة يعتبر من الانغماس المشروع؟ 2024-10-11 21:13:51
السؤال:-
هل قتال الأعداء بسلاح غير متكافئ، وعدة ضئيلة يعتبر من الانغماس المشروع؟
الجواب:-
هو شبيه بذلك، لكن هذا إذا اضطر المسلمون إلى مثل هذا القتال، وإلا ففي وقت الضعف هناك أشياء أخرى يستعملها المسلمون مع أعداء الله -عز وجل- من المصالحة، والهجرة، لكن إذا هجم الأعداء على المسلمين فإنهم يقاتلونهم بما معهم من السلاح ولو كان سلاحاً ضئيلا، فيدفعون كيد الأعداء ولو كانت عندهم الأسلحة الضئيلة فهذا مما يشرع لهم، ويشرع لهم الهجرة، ويشرع لهم غير ذلك، لكن إن دافعوا الأعداء الذين هجموا عليهم بما عندهم من الأسلحة الضئيلة فإن هذا مما يشرع لهم، لكن جهاد الطلب يذهب بعض الناس بأسلحة ضئيلة، ويريد أن يقاتل الكفار فيُهيج الكفار على ضعفاء المسلمين هذا لا يشرع، إذا كان من هذا القبيل يذهب ويثير الكفار على المسلمين، لا يضر الكفار بفعله ويدخل الضرر على المسلمين فإن هذا لا يشرع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- قد نهى عن ذلك كما هو معلوم حين تكالب أصحاب الخندق فنهى حذيفة أن يُهيج عليه الأعداء، إذا اتجهوا للذهاب والانصراف فلا يهيج الأعداء عليهم، فعلى كلٍ إذا كان من هذا القبيل كما عرفنا فإن هذا لا يشرع لما فيه من إدخال المفسدة على المسلمين.
لكن إذا كان المسلمون نصف الكافرين من حيث العدد، ومن حيث القوة، فذهب شخص من جيش المسلمين بما معه من السلاح وذهب ودخل فيهم، واتجه إليهم، وانطلق إليهم وقام بقتالهم فإن هذا يدخل في الانغماس في العدو، إذا بلغ المسلمون إلى هذا المقدار بلغوا إلى نصف الأعداء من حيث القوة، ومن حيث العدد، وجاهدوا جهاد طلب -مثلاً- فانفرد شخص من المسلمين إلى جيش الكفار بما معه من السلاح الضئيل وقام بقتالهم في أوساطهم فهذا يدخل في الانغماس في العدو، ويورث الرعب في قلوبهم، أما أن يكون المسلمون قلة قليلة، وفي ضعف شديد، من حيث القوة ولا طاقة لهم بقتال العدو فيذهب الشخص ويهيج الأعداء على المسلمين فإن هذا لا يشرع، والنبي -عليه الصلاة والسلام- ذكر ما يحصل لعيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان (فيقول الله عز وجل لعيسى : إني قد بعثت عبادا لا يدان لأحد بقتالهم ) لأنه لا قدرة على قتالهم فأمره أن يحرز المؤمنين إلى الطور ثم كفى الله -عز وجل- المؤمنين شر الكافرين.