بهجة القلوب وجلاء الأحزان في بيان بعض الأعمال المثقلة للميزان 16 جمادى الأولى 1447هـ 2025-11-07 19:51:13
خطبة جمعة بعنوان بهجة القلوب وجلاء الأحزان في بيان بعض الأعمال المثقلة للميزان
لشيخنا المبارك أبي بكر الحمادي حفظه الله ورعاه
سجلت بتاريخ ١٦ حمادى الأولى ١٤٤٧ه
مسجد السنة إب اليمن حفظها الله وسائر بلاد المسلمين
إن الْحَمْدُ للهِ نَحْمَدُه ونستعينُه ، ونستغفرُه ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا ، ومن سيئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضْلِلْ فلا هادِيَ له ، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُه ورسولُه .
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}[ آل عمران : 102] .
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًاكَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[ النساء : 1 ]
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب : 70 ،71].
أما بعد : فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة.
يقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ ۚ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (8) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ (9)}[الأعراف:8،9].
وقال سبحانه وتعالى:{فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (102) وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (103)}[المؤمنون:102،103].
وقال سبحانه وتعالى:{ فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}[القارعة:6،11].
فالسعيد والمفلح من ثقلت موازينه بالحسنات، والتعيس والخسران من كان على خلاف ذلك، من خفت موازينه فليس فيها شيء من الحسنات أو فيها من الحسنات الشيء اليسير، فمن ثقلت موازينه فهذا الذي أفلح ونجا، والواجب على العبد في هذه الحياة الدنيا أن يسعى في تثقيل الموازين، فإن هذا الذي ينتفع به إذا انتقل إلى ربه سبحانه وتعالى، الناس في هذه الأزمان يجمعون الأرصدة، والأموال الكثيرة، في البنك وفي الخزائن يجمعون الشيء الكثير ويغفلون عن جمع الحسنات في الدار الآخرة إلا من رحم الله عز وجل، المال الذي تجمعه في الدنيا لا تنتفع به في الآخرة إلا ما كان في مرضاة الله عز وجل، وفي طاعته، أنت في الدنيا تجمع الكثير ولا تنتفع منه إلا باليسير، وتسأل يوم القيامة حتى عن الحقير، في الدنيا تجمع الكثير ولا تنتفع من مالك إلا بالشيء اليسير، وتسأل يوم القيامة حتى عن الحقير الذي لم تنتفع به، في حديث أبي برزة رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:" لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، وذكر من ذلك " عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه" تسأل عن كل شيء، اكتسبته من المال ولو كان يسيراً ولو لم تنتفع به في الدنيا، فتسأل عن شيء ولو كان حقيراً ويسيراً، وأنت إنما تنتفع باليسير، في حديث عبد الله بن الشخير في صحيح الإمام مسلم، قرأ النبي عليه الصلاة والسلام" ألهاكم التكاثر" أي التكاثر في الأموال والأولاد، ألهاكم التكاثر ثم قال: يقول ابن آدم" مالي مالي، وهل لك يابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، هذا الذي لك وما بقي إنما تتركه للوارث، هل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، وبقية ذلك تتركه لمن يأتي بعدك من الورثة، وجاء في الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" إذا مات ابن آدم تبعه ثلاثة: فرجع إثنان وبقي واحد، تبعه ماله وأهله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله. هذا الذي يبقى لك إذا انتقلت إلى الدار الآخرة،{وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَىٰ كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[الأنعام:94].
لا مال ولا شيء، تحشر عاري البدن ليس معك شيء من الدنيا، تترك الدنيا خلفك، فاحرص على أرصدة الآخرة، احرص على الحسنات، احرص على أن تثقل الموازين يوم القيامة، بهذا تنتفع في الدار الآخرة، والدار الآخرة هي دار المقام، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جنهم خالدون، احرص على تثقيل الموازين بالحسنات والأعمال الصالحات، الميزان يوم القيامة ميزان عظيم، روى أسد بن موسى في كتاب الزهد، والأجري في كتاب " الشريعة" بإسناد صحيح، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، قال" يؤتى بالميزان يوم القيامة فلو وضعت فيه السموات والأرض ومن فيهن لوسعه فتقول الملائكة " ربنا من تزن بهذا؟ فيقول: ما شئت من خلقي، فتقول الملائكة" ربنا ما عبدناك حق عبادتك.
ميزان عظيم لو وضعت في كفة منه السموات والأرض ومن فيهن لوسعة تلك الكفة السموات والأرض ومن فيهن، ميزان عظيم يزن الله سبحانه فيه أعمال العباد، هذا الميزان يمكن أن تملأه بالحسنات مع ما فيه من العظمة، ومع ما فيه من الاتساع، يمكن أن تملأه بالحسنات، ويمكن أن تثقله على السيئات، ومن أعظم ذلك توحيد الله عز وجل، توحيد الله هو أصل العمل، هو أصل الدين الذي أرسل الله عز وجل به الرسل، وأنزل به الكتب، كلمة التوحيد قول وعمل واعتقاد، تأتي بكلمة التوحيد وتعمل بما فيها، وتعتقد صحتها ومعناه فلا تدعو إلا الله، ولا تذبح إلا لله، ولا تنذر إلا لله، ولا تتوكل إلا على الله، ولا تتجه إلا إلى الله في السراء وفي الضراء، فإن حققت كلمة التوحيد جئت بها بالقول والعمل والاعتقاد فإن هذه من أعظم الحسنات التي تثقل الموازين، جاء في المسند، وعند الترمذي، وابن ماجة، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، قال النبي عليه الصلاة والسلام:"إنَّ اللهَ سيُخلِّصُ رجلًا مِن أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ عليه تسعةً وتسعينَ سِجِلًّا كلُّ سِجلٍّ مثل مدُّ البصرِ ثمَّ يقولُ الله عز وجل لهذا العبد : أتُنكِرُ شيئًا مِن هذا ؟ فيقول : لا، فيقول : أظلَمك كتَبتي الحافظون ؟ فيقول : لا، فيقول الله عز وجل له: هل لك من حسنة ؟ فيقول : لا، فيقول الله عز وجل: بلى إن لك عندنا حسنة، وإنه لا ظلم عليك اليوم، فتخرج بطاقة فيها" أشهد أن لا إله إلا الله" فيها كلمة التوحيد، فيقول الله عز وجل لعبده: احضر وزنك فإنك لا تظلم، فيقول : وما هذه البطاقة أمام هذه السجلات؟ فقيل له: إنك لا تظلم، فتوضع تلك السجلات في كفة، وتوضع البطاقة التي فيها كلمة التوحيد في كفة، قال عليه الصلاة والسلام:" فطاشت تلك السجلات وثقلت البطاقة ولا يثقل مع اسم الله شيء.
كلمة التوحيد كلمة عظيمة لكن قول وعقيدة وعمل، لا تقل: لا إله إلا الله وأنت تدعو غير الله، لا إله إلا الله وأنت تذبح لغير الله، لا إله إلا الله وأنت تنذر لغير الله، تتعلق بالقبور والموتى، وتتجه إليهم في السراء والضراء وأنت تقول : لا إله إلا الله أنت كاذب في قولك لها فإن لا إله إلا الله لا معبود بحق إلا الله، لا إله إلا الله لا تذبح إلا لله، لا إله إلا الله لا تنذر إلى لله، لا إله إلا الله لا تتوكل إلا على الله، ولا تستعين إلا بالله، هذا معناه : قول وعقيدة وعمل، فإن جئت بهذه الكلمة العظيمة ثقلت موازينك وكنت من الناجين بإذن رب العالمين سبحانه وتعالى، وهكذا ذكر الله عز وجل فإنه من أعظم الأعمال والقربات التي يحصل بها تثقيل الموازين يوم القيامة، جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ.
كلمتان خفيفتان على اللسان ليس فيهما ثقل، لا يثقل عليك أن تقول : سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، كلمتان ثقيلة في الميزان، هما خفيفتان على اللسان وثقيلتان في الميزان، وحبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده،سبحان الله العظيم.
وفي مسلم من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" الطُّهورُ شطْرُ الإيمانِ ، والحمدُ للهِ تملأُ الميزانَ ،وسُبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ تَملآنِ ما بين السماءِ والأرضِ.
إن قلت : سبحان الله فإن هذه الكلمة تملأ الميزان، الكفة الواحدة من الميزان لو وضعت فيها السموات والأرض ومن فيهن لوسعة ذلك كله، فإذا قلت: سبحان الله قلت قول بلسانك مستحضراً بقلبك عالماً بمعنى هذه الكلمة معظما لله عز وجل ليس مجرد قول لسان مع غفلة القلب، فكم من متكلم بذلك لا ينال هذه المكرومات، ولا ينال هذه الحسنات، تتلفظ بهذه الكلمة عن صدق، وتعلم ما تقول، وتدري معنى ما تقول فإن سبحان الله أي ينزه الله عن كل عيب ونقص، ولازم ذلك أن تثبت الكمال لله عز وجل، تنزه الله سبحانه وتعالى عن النقص، وتثبت الكمال لربك سبحانه وتعالى، فتقولها قولاً صادقاً يمتلأ الميزان من الحسنات، كلمة واحدة فكيف لو كررتها مرات ومرات ومرات في طول حياتك إلى أن يأتيك الموت، كم لك من الحسنات، سبحان الله تملأ الميزان، والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض، وكم بين السماء والأرض من الأماكن الواسعة والمسافات البعيدة تأتي بهذه الكلمة صادقاً في قولها عالماً بمعناها مستحضراً بقلبك ما تقول فتنال هذه الحسنات العظيمات تملأ ما بين السماء والأرض من الحسنات العظيمات، وسبحان الله تملأ الميزان، والحمد لله وسبحان الله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض، إلى آخر ما ذكره نبينا عليه الصلاة والسلام.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا ذنوبنا، وأن يرحمنا برحمته إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد :
روى الإمام أحمد في مسنده، والنسائي في سننه الكبرى، عن مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسمى، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" بخٍ بخٍ خمسٍ ما أثقلَهنَّ في الميزانِ سبحانَ اللهِ والحمدُ للهِ ولا إلهَ إلَّا اللهُ واللهُ أكبرُ والولدُ الصَّالحُ يُتوَفَّى للمرءِ المسلمِ فيحتسِبُه.
خمس ما أثقلهن في الميزان ومن ذلك هذه الكلمات من الذكر، الكلمات العظيمات كلمة التوحيد لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، وهكذا إذا مات الولد الصالح فحتسب من أجل الله عز وجل، فإن هذه الأعمال والأقوال من أعظم الأعمال في تثقيل الميزان، ولهذا ابتدأ النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: بخٍ بخٍ خمس ما أثقلهن في الميزان.
وهذه الأذكار موجودة في أذكار الصباح والمساء، في أدبار الصلوات، وفي بعضها في الصلوات، وبعضها في أدبار الصلوات، فاحرص على أذكار اليوم والليلة، احرص على أذكار اليوم والليلة تنال المكرومات، وتنال الحسنات العظيمات، لا تستهن بعبادة الذكر فإنها من أعظم العبادات يكفيك أن الله معك إن كنت ذاكراً لربك سبحانه وتعالى،" وأنا معه إذا ذكرني" هكذا يقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي، " فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه".
وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، قال عليه الصلاة والسلام :" ألا أنبِّئُكُم بخيرِ أعمالِكُم ، وأزكاها عندَ مليكِكُم ، وأرفعِها في درجاتِكُم وخيرٌ لَكُم مِن إنفاقِ الذَّهبِ والورِقِ ، وخيرٌ لَكُم من أن تلقَوا عدوَّكُم فتضرِبوا أعناقَهُم ويضربوا أعناقَكُم ؟ قالوا : بلَى . قالَ : ذِكْرُ اللَّهِ.
فذكر الله عبادة عظيمة، من جملة الأعمال التي تثقل الميزان ما جاء في مسند الإمام أحمد، وعند أبي داود، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله عليه الصلاة والسلام أنه قال:" ما من عمل أثقل في الميزان من حسن الخلق.
فحسن الخلق من الأعمال التي يثقل الله سبحانه وتعالى بها الموازين، حسن الخلق مع الله عز وجل بطاعته وامتثال أوامره، والانتهاء عن نهيه، حسن الخلق مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، في حياته بتعظيمه وتبجيله، وبعد موته بإتباع سنته، وأيضا من تعظيمه وتبجيله بالدفاع عنه، وعن هديه، وعن دينه، وعن سنته، والدفاع عن أصحابه الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وهكذا حسن الخلق مع الوالدين بالإحسان إليهما، وكف الأذى عنهما، وحسن الخلق إلى الجيران بالإحسان إلى الجيران وكف الأذى، وحسن الخلق مع القريب والبعيد، ومع الصغير والكبير، فحسن الخلق من أعظم الأعمال التي يثقل الله سبحانه وتعالى بها الموازين، فاحرصوا على تثقيل الموازين، واحرصوا على الحسنات في الدار الآخرة، أشد من حرصكم على جمع المال في الدنيا، فإن الدنيا لا تبقى لكم، ولا تبقون لها، اليوم أو غداً أنتم راحلون عنها فلا تكن يا عبد الله من الغافلين، ولا تغالط نفسك، أنت تنظر إلى من يموت من أصحابك ومن جيرانك ومن آبائك ومن أقربائك في كل وقت وتظن أن الموت يخطئك مصيرك كمصيرهم فلا تكن من الغافلين.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يرحمنا برحمته، وأن يغفر لنا ذنوبنا أجمعين، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها وأولها وآخرها وعلانيتها وسرها، اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل، اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم يسر على المعسرين، واقضي الدين عن المدينين، وعاف مبتلى المسلمين، واشف مرضاهم، وارحم موتاهم، إنك أنت الغفور الرحيم، والحمد لله رب العالمين.
فرغها أبو عبد الله زياد المليكي حفظه الله